جاء في الأنباء أن مقترح تقديم تجمع أحزاب جوبا لمرشح واحد لرئاسة الجمهورية في المرحلة الأولى أحدث خلافات وسط التجمع، خاصة بعد أن طلب حزب المؤتمر الشعبي منها التنازلات لصالح مرشحه عبد الله دينق، والذي لاقى رفضاً واسعاً وسط الاحزاب الاخرى، مما يجعلنا نقول.. إن ما حدث وما سيحدث من خلافات كان متوقعاً وفقاً لحسابات الاحزاب المعارضة، التي اربكها المشير البشير، فالمؤتمر الشعبي الذي قدم المقترح للتنازل لمرشحه لمنافسة البشير بدعم قواعد احزاب مؤتمر جوبا، له هو نفسه الذي طلب من قبل تقديم كل حزب لمرشح لمنافسة البشير، لتوزيع الاصوات وتشتيتها، وهو الذي غير قناعاته بعد اعادة النظر لحساباته بأن التشتيت لن يهزم البشير، ولابد من مرشح واحد يكون جنوبياً عله يجد اصواتاً من الجنوب، بجانب اصوات المعارضة، الشئ الذي رفضته المعارضة، ربما من أن مرشح الشعبي كان أحد شركاء البشير في قيام الانقاذ او لانعدام الثقة وسط التحالف بحكم أنه لا شئ يجمعهم غير التفكير في الاطاحة بالبشير، دون خسائر تبعدهم مرة أخرى عن السلطة... لهذا انطبق على مكوناته قول المغني (في الحالتين أنا الضائع)، فهي إن دخلت لتشتيت الاصوات لن تكسب، وان دخلت منفردة لن تربح الرئاسة في ظل جماهيرية البشير الواسعة، الشئ الذي جعلها تطالب بالتأجيل، وتبحث عن ذرائع لذلك، مع الاستمرار في البحث عن مخارج تجنبها خوض الانتخابات والسقوط، لذا لجأت لمطالبات البشير بالتنحي، كما فعل ياسر عرمان أمس، وكما فعلها الصادق المهدي أمس الاول، بحجة تجنب ملاحقات المحكمة الجنائية.. عموماً أن حالة الإرباك التي أحدثها البشير في صفوف المعارضة، ستؤثر على تحالف جوبا، وقد بدأ ذلك بالفعل من خلال تصريحات د. الترابي أمس، عقب رفضهم لمقترحه بالتنازل لمرشحه ودعمه، حيث شن هجوماً كأسحاً على مكونات التحالف – بحسب المركز السوداني للخدمات الصحفية – من أحزاب المعارضة خاصة الامة، القومي، والاتحادي الديمقراطي، بسبب انشقاقها على نفسها بمرور الزمن، مما أفقدها الكثير من الموالين، وقوله إن ظهور الحركات المسلحة في دارفور حجم نشاط وجماهيرية هذه الاحزاب، خاصة حزب الأمة الذ لم تعد له مناطق مقفولة في غرب السودان، أسوة بما كان في السابق، كما انتقد الحزب الشيوعي الذي وصفه بالتخلي عن معتقداته التي كان يتمسك بها، مما أدى لظهور الطبقات داخله.. وهكذا وضع البشير بانجازاته وتجربته الاحزاب المعارضة التي جربها المواطن من قبل، مثلما جرب الانقاذ والبشير في حالة ربكة ستؤدي بها الى متاهة الخلاف، ثم السقوط المتوقع، فدعونا ننتظر ونرى ونسمع. نقلاً عن صحيفة آخر لحظة السودانية 1/3/2010م