ريال مدريد ينهي خلافه مع مبابي    هل يمكن الوثوق بالذكاء الاصطناعي؟.. بحث يكشف قدرات مقلقة في الخداع    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    سألت كل الكان معاك…قالو من ديك ما ظهر!!!    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    أنشيلوتي: فينيسيوس قريب من الكرة الذهبية    حمّور زيادة يكتب: ما يتبقّى للسودانيين بعد الحرب    هجوم مليشيا التمرد الجمعة علي مدينة الفاشر يحمل الرقم 50 .. نعم 50 هجوماً فاشلاً منذ بداية تمردهم في دارفور    عاصفة شمسية "شديدة" تضرب الأرض    مخرجو السينما المصرية    تدني مستوى الحوار العام    «زيارة غالية وخطوة عزيزة».. انتصار السيسي تستقبل حرم سلطان عُمان وترحب بها على أرض مصر – صور    د. ياسر يوسف إبراهيم يكتب: امنحوا الحرب فرصة في السودان    هل ينقل "الميثاق الوطني" قوى السودان من الخصومة إلى الاتفاق؟    كلام مريم ما مفاجئ لناس متابعين الحاصل داخل حزب الأمة وفي قحت وتقدم وغيرهم    الأمن، وقانون جهاز المخابرات العامة    مرة اخري لأبناء البطانة بالمليشيا: أرفعوا ايديكم    تأخير مباراة صقور الجديان وجنوب السودان    الكابتن الهادي آدم في تصريحات مثيرة...هذه أبرز الصعوبات التي ستواجه الأحمر في تمهيدي الأبطال    شاهد بالصورة.. حسناء الفن السوداني "مونيكا" تشعل مواقع التواصل الاجتماعي بأزياء قصيرة ومثيرة من إحدى شوارع القاهرة والجمهور يطلق عليها لقب (كيم كارداشيان) السودان    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    أصحاب هواتف آيفون يواجهون مشاكل مع حساب آبل    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    بالصور.. معتز برشم يتوج بلقب تحدي الجاذبية للوثب العالي    روضة الحاج: فأنا أحبكَ سيَّدي مذ لم أكُنْ حُبَّاً تخلَّلَ فيَّ كلَّ خليةٍ مذ كنتُ حتى ساعتي يتخلَّلُ!    محمد سامي ومي عمر وأمير كرارة وميرفت أمين في عزاء والدة كريم عبد العزيز    مسؤول بالغرفة التجارية يطالب رجال الأعمال بالتوقف عن طلب الدولار    مصر تكشف أعداد مصابي غزة الذين استقبلتهم منذ 7 أكتوبر    لماذا لم يتدخل الVAR لحسم الهدف الجدلي لبايرن ميونخ؟    أسترازينيكا تبدأ سحب لقاح كوفيد-19 عالمياً    مقتل رجل أعمال إسرائيلي في مصر.. معلومات جديدة وتعليق كندي    النفط يتراجع مع ارتفاع المخزونات الأميركية وتوقعات العرض الحذرة    النموذج الصيني    غير صالح للاستهلاك الآدمي : زيوت طعام معاد استخدامها في مصر.. والداخلية توضح    القبض على الخادمة السودانية التي تعدت على الصغيرة أثناء صراخها بالتجمع    الصحة العالمية: نصف مستشفيات السودان خارج الخدمة    إسرائيل: عملياتنا في رفح لا تخالف معاهدة السلام مع مصر    الجنيه يخسر 18% في أسبوع ويخنق حياة السودانيين المأزومة    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    زيادة كبيرة في أسعار الغاز بالخرطوم    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    وزير الداخلية المكلف يقف ميدانياً على إنجازات دائرة مكافحة التهريب بعطبرة بضبطها أسلحة وأدوية ومواد غذائية متنوعة ومخلفات تعدين    (لا تُلوّح للمسافر .. المسافر راح)    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الأحد    دراسة تكشف ما كان يأكله المغاربة قبل 15 ألف عام    نانسي فكرت في المكسب المادي وإختارت تحقق أرباحها ولا يهمها الشعب السوداني    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حاج ماجد سوار: إذا خسرنا الانتخابات سنسلم السلطة بكل شفافية وننتقل لخانة المعارضة المسئولة
نشر في سودان سفاري يوم 31 - 01 - 2010

توقع مسئول ملف الانتخابات بالمؤتمر الوطني حاج ماجد سوار، ان يكتسح حزبه الانتخابات الرئاسية ومناصب الولاة والمجالس التشريعية بنسبة كبيرة، وقال إن نزول كبار السياسيين لحلبة التنافس الانتخابي على منصب رئيس الجمهورية لن يقلل من فرص فوز الرئيس البشير بها والذي توقع ان يكون بأكثر من نسبة «70%» منذ الجولة الأولى، ونفى سوار عن حزبه مسئولية تنامي القبلية والجهوية في السودان، واستعرضت معه «الصحافة» عدداً من قضايا الانتخابات وموقف حزبه منها، فإلى مضابط الحوار.
{ سبعون يوماً تبقت على الانتخابات كيف تبدو استعداداتكم لها؟
-المؤتمر الوطني بدأ مبكراً الاعداد والاستعداد للانتخابات، وطبعاً هي لم تكن مفاجئة لأنها كانت جزء من إلتزام سياسي تم الاتفاق عليه في اتفاقية نيفاشا وفي الدستور الانتقالي ومعروف وموقوت بآجال، لذلك المؤتمر الوطني منذ فترة مبكرة كان يستعد للانتخابات، وبدأ الاعداد بعمل داخلي تمثل في تهيئة قواعد الحزب وبناء مؤسساته، وأهم حدث في هذا كان هو تقديم موعد المؤتمر العام وعقده قبل ثلاثه أشهر من المواعيد المحددة حتى نأخذ كل مؤسسات الحزب في اتجاه الانتخابات، ثم الشروع في عملية الانتخابات الداخلية لتحديد مرشحي الحزب في كافة المستويات التشريعية والتنفيذية والولائية وانتخابات الولاة، كل هذا إكتمل في عملية شورية واسعة جداً وبترتيب محكم نظمته لائحة أجازها مجلس الشوري ثم أجازها المؤتمر العام، وهي اللائحة الحاكمة لعملية الانتخابات كلها داخل المؤتمر الوطني.
{ لكن اختيار ترشيحاتكم للانتخابات، خلقت لكم مشاكل سياسية داخل الحزب؟
-المؤتمر الوطني كمثله من القوى السياسية تأثر بالتنافس الداخلي، والتنافس الداخلي أمر طبيعي ان يتنافس الاعضاء من أجل نيل ثقة الحزب وترشيحه في المستويات كافة، وهذا التنافس ولد بعض الصراعات في بعض الولايات وفي بعض الدوائر، وهذا أمر طبيعي غير مزعج بالنسبة لنا، لأنه في نهاية الأمر يبقى الأمر الحاكم هو مؤسسات الحزب وقرارات مؤسساته القيادية المبنية على لائحة مجازة ومتفق عليها، والآن تقريباً طويت أغلب هذه الخلافات وتبقت خلافات قليلة في طريقها للمعالجة النهائية.
{ ألا تتخوفون أن تؤثر هذه الخلافات على الحزب في الانتخابات؟
-لا اتوقع ان يكون هناك تأثير كبير، هي قطعاً ستؤثر، لكن قطعاً لن يكون التأثير كبيراً، لأن قاعدة الإلتزام الحزبي كبيرة جداً في المؤتمر الوطني والانضباط بالمؤسسات أيضاً كبير جدا،ً واحترام القواعد لقرارات ومؤسسات الحزب قوية، فلا نتوقع ان تؤثر الخلافات المتبقية على عملية الانتخابات وعلى كسب المؤتمر الوطني في الانتخابات.
{ كثيرون أرجعوا تلك الخلافات الى تجذر القبلية والجهوية في حزبكم، والتي تمظهرت في تلك الاحتجاجات التي صاحبت ترشيحاتكم؟
-الأمر ليس بهذا الوصف، ليست القضية بأن هناك صراعاتٍ جهوية أو قبلية داخل المؤتمر الوطني رغم التسليم بأن الوطن كله مصاب بهذا الداء وفيه كثير من الاشكالات، والعديد من الأحزاب أو غالبية الاحزاب تعاني من انعكاسات هذه الظاهرة على الاحزاب، لكن جزء من هذه الاختلافات في المؤتمر الوطني هو اختلاف آراء، وايضاً انقسام حول اداء بعض الولاة في الفترة السابقة وان كان البعض حاول ان يلبس هذا الأمر لبوس القبلية والخلافات الجهوية.
{ لكن المؤتمر الوطني أطر لهذه الجهوية والقبلية من خلال سياساته الممتدة لعشرين عاماً؟
-المؤتمر الوطني لا يتحمل مسئولية تنامي الجهوية والقبلية في البلاد، انما تتحمله الأوضاع عموماً التي مرت بالسودان، وتتحمله بعض القوى السياسية التي إرتكزت على معادلات قبلية وجهوية واضحة، المؤتمر الوطني يكاد يكون هو اوسع الاحزاب انتشاراً وتعبيراً عن مكونات الشعب السوداني لذلك هو الاقرب لتماسك ووحدة صفه بعيداً عن هذه الصراعات وهذه الجهويات، بعض الناس يتهمون اعتماد الفيدرالية كنظام للحكم ويتهمونها بأنها سبب وراء تنامي هذه الظاهرة، لكن بمرور الزمن والتطور وتصحيح الاوضاع داخل الاحزاب ونمو الاحزاب وتطورها ديمقراطياً هذه الظاهرة تدريجياً ستنتهي.
{ الخلافات حول ترشيحاتكم البعض أرجعها الى انها استندت على أنها ركزت على الاسلاميين الحقيقيين وتجاهلت المنضمين لكم مؤخراً؟
-هذا الاتهام غير صحيح، المؤتمر الوطني متسع للجميع، وفيه مسلمون ومسيحيون، وفيه من ينتمون لخلفيات صوفيه وخلفيات جماعات سلفية أو غيرها، لكن في النهاية جميعهم تواضعوا على نظام اساسي يحكم العمل وينسق الاطر التنظيمية المختلفة، وتواضعوا على لائحة حكمت عملية الترشيح والاختيار، فإن جاءت النتيجة بهؤلاء الإخوة لمرشحي مناصب الولاة فهي تعبير عن إرادة قواعد المؤتمر الوطني، وأنا أؤكد بأن المؤتمر الوطني لا يعاني من تقسيمات اسلاميين وغير اسلاميين، وتقسيمات مسيحيين ومسلمين، فهو يعيش في إطار واحد وفي نظام مؤسسي واحد.
{ يعني ترشيحات الولاة لم تستبقها أي ترتيبات مسبقة؟
-أبداً تماماً، انا عضو اللجنة العليا للانتخابات، المركز إلتزم باللائحة تماماً، واللائحة لم تعطِ المركز أية فرصة للتدخل في الترشيحات أو حتى اقتراح أو ابتدار الترشيحات، إنما ترك الامر تماماً للمؤسسات الولائية على مستوى اختيار الوالي والمؤسسات التشريعية الولائية، ولكن القوائم الحزبية هي امر مركزي وهى معروف تتم فيها أحياناً بعض التوازنات وبعض المعالجات.
{ المؤتمر الوطني تحدث خلال مؤتمره العام الأخير ان لديه حوالي «5» مليون منتمي، هل جميعهم سجلوا للانتخابات؟
-طبعاً مؤكد أن العضوية المنتمية للمؤتمر الوطني هى تفوق الخمسة مليون، ولكن واقع عملية التسجيل لم تمكن العضوية كلها من التسجيل، ولكن أنا أؤكد بأن الذين سجلوا من عضوية المؤتمر الوطني تتجاوز نسبتهم ال«80%» من الخمسة مليون، وهي نسبة مقدرة هذا بالاضافة للموالين للمؤتمر الوطني من غير المنضمين، فنعتقد أن وضعنا مريح من ناحية تسجيل العضوية ومن ناحية الموالين لبرنامج المؤتمر الوطني.
{ تدعون ان أغلبية السودانيين معكم...ومراقبون يشيرون الى ان الخارطة الانتخابية القديمة لم تتغير كثيراً؟
-أولاً الخارطة السياسية في السودان حدثت فيها تغييرات كبيرة جداً، ونحن قبل فترة كافية عملنا تحليلاً للخارطة السياسية ودراسة لآخر انتخابات جرت في العام «1986م» ووجدنا نسبة كبيرة جداً من الذين فازوا بالانتخابات في ذلك الوقت هم الآن اعضاء في المؤتمر الوطني بنسبة كبيرة جداً منهم من الأحزاب الأخرى، هذا بالاضافة لدخول أجيال جديدة لم تشهد اصلاً الفترة الحزبية الاخيرة، هذا وسع من قاعدة الولاء للمؤتمر الوطني، بالاضافة للمقارنة الواضحة بين ما أنجزه المؤتمر الوطني خلال هذه السنوات وبين ما أنجزته كل الحكومات الوطنية المتعاقبة منذ الاستقلال، بالاضافة الى احساس الناس بان المؤتمر الوطني يمثل أملاً في المستقبل من خلال التخطيط السليم ولدينا الآن خطة ل«25» سنة لخلق تنمية كاملة وبناء أمة سودانية آمنة ومستقرة ومتحضرة، فهذا كله يجعل المؤتمر الوطني هو فرس الرهان في السباق الانتخابي القادم، وزيارتنا للولايات وإلتقائنا بكثير من رموز المجتمع في مختلف المجالات تؤكد بأن القاعدة الأكبر هي تساند برنامج المؤتمر الوطني وأطروحاته.
{ قلت إنكم قمتم بدراسة للمشهد السياسي ما هي أهم مؤشرات هذه الدراسة؟
{من أهم الملاحظات التي خرجنا بها من دراسة الخارطة السياسية أن هناك كثيراً من الذين فازوا في الانتخابات الاخيرة بإسم احزاب اخرى هم الآن في المؤتمر الوطني ويعملون بنشاط وهمة، ايضاً من مؤشرات الخارطة السياسية ان جيل الشباب حتى مواليد 1992م سيشاركون في الانتخابات، هذا الجيل نشأ في ظل وجود حكومة الإنقاذ والمؤتمر الوطني، ولمس كثيراً من الانجازات لمصلحته من بينها قضايا التعليم وانتشاره وقضايا الجامعات والجهود الكبيرة التي بذلت في مجال البنيات التحتية، والاستقرار الاقتصادي في البلد وتحقيق السلام في الجنوب والشرق وفي دارفور ولو بصورة جزئية، كل هذه المؤشرات جعلت كثيراً من الناس يتجهون صوب المؤتمر الوطني، وكذلك من المؤشرات وجدنا أن اغلبية رموز المجتمع اذا كانوا ادارات أهلية أو ناشطين اجتماعيين أو حتى رموزاً في مجالات مختلفة هم يوالون المؤتمر الوطني، فهذه القراءة وهذا التحليل أعطانا مؤشرات لما يمكن ان تكون عليه أية تجربة انتخابية، وبناءاً على ذلك وضعنا خطتنا واستراتيجيتنا في أنه ماهي المناطق الضعيفة التي تحتاج لتركيز منا، وماهي المناطق التي تحتاج لتثبيت الولاء فيها، وماهي المناطق التي تحتاج منا لجهود أكثر.
{ المؤشرات التي ذكرتها كثيرون يعتقدون بأنها ستكون خصماً عليكم في الانتخابات سواء التعليم والصحة والخدمات وقضية دارفور؟
-مؤكد هذا افتراض غير دقيق، لأن المقارنة واضحة جدا، مثلاً في مجال التعليم المدارس في السودان كانت بضع مئات والآن آلاف، وتوسعت الفرصه للممتحنين لشهادة الاساس ليجدوا مقاعد في التعليم الثانوي، وتوسعت الجامعات لتستوعب أكثر من «250 » ألف طالب سنوياً، التطور الذي حدث في البنيات التحتية، كلها مؤشرات ايجابية تعكس مدى جدية حكومة المؤتمر الوطني ومدى إلتزامها لتحقيق وتوفير عوامل وظروف لحياة كريمة للناس، فأنا لا اعتقد أن اي انسان موضوعي يمكن ان يعتبر هذا خصماً على المؤتمر الوطني، صحيح في جيوش من العطالة لكن مؤكد أن قضية العطالة والبطالة هي قضية عالمية يعاني منها كل العالم، وهي قضية تحتاج لخلق فرص عمل وليس لخلق وظائف، والآن الاقتصاد السوداني كله يخلق فرصاً بالنمو الذي يحدث في القطاع الزراعي والصناعي وغيره، وهذا يفتح فرصاً لعشرات الآلاف من الشباب ولعل آخر سياسة في هذا الجانب كانت سياسة التمويل الاصغر التي فتحت للجميع في كل الولايات وخلقت فرصاً كبيرة، أعتقد انه هذا كله سيخلق جواً ايجابياً، هذا بالاضافة الى ان المؤتمر الوطني ليس كغيره من الاحزاب هو يبني على تجربة لذلك نحن شعارنا في الانتخابات هو «استكمال النهضة والتجويد» بإعتبار انه لدينا تجربة بدأت ونريد ان تستكمل، ولا نبرئ انفسنا من الخلل، مؤكد أية تجربة انسانية يكون فيها أخطاء وفيها خلل، ولكن العبرة في النتائج الكلية.
{ بناء على قراءاتكم هذه، وعلى ضوء أرقام السجل الانتخابي كم من الاصوات تخططون لحصدها في الانتخابات؟
-نحن نتوقع ان نحصل في انتخابات رئاسة الجمهورية على أكثر من «70%» وفي مقاعد الولايات والولاة نضمن تماماً كل الولايات الشمالية ونضمن بعض الولايات في الجنوب لا اريد أن اسميها ولكن متأكدين من أننا سنفوز بها، هذا بالاضافة لنسبة مقدرة في المؤسسات التشريعية على مستوى المركز والولايات.
{ كنتم تأخذون اشعارات تسجيل الناخبين، خطوة فسرتها المعارضة بأنها مدخل للتزوير؟
-إشعار التسجيل هذا كما ورد في بيان توضيحي للمفوضية القومية للانتخابات بانه ليس له أية صلة بالعملية الانتخابية هو فقط اشعار فيه رقم متسلسل يسهل مهمة الناخب عندما يحضر في فترة الاقتراع، فهو مجرد «كبون» لتسهيل عملية الحصول على الاسم ويمكن للناخب أن يحضر بدونه ويبحث عن اسمه، فهو ليس له أية علاقة بالتصويت.
{ طيب لماذا كنتم تأخذونه اذا كان كذلك؟
-المؤتمر الوطني يأخذ الارقام واسماء عضويته والموالين له الذين جاء بهم التسجيل وهذا حق طبيعي، وبعد مرور يومين او ثلاثة ايام الاحزاب الاخري نفسها عملت ذات العملية.
{ عدم خوضكم لانتخابات رئيس حكومة الجنوب هل هو مساومة سياسية أم عدم مقدرة لخوضها هناك؟
-فيما يلي انتخابات رئاسة حكومة الجنوب نحن ملتزمون بالاتفاقية وملتزمون بالاتفاق السياسي بيننا والحركة الشعبية، وهو اتفاق يقوم على اكمال تنفيذ اتفاقية السلام حتى اجراء الاستفتاء ونتائج ما بعد الاستفتاء، لذلك المؤتمر الوطني قدر بأنه لابد ان يعطي الحركة الشعبية فرصة ان تواصل تنفيذ هذه الاتفاقية، ولذلك قدر المؤتمر الوطني ان يترك التنافس على مستوى رئاسة حكومة الجنوب، ولكن في الولايات سننافس في جميع الولايات في الجنوب، وحملنا رسالة بذلك لقيادة الحركة الشعبية بأن المؤتمر الوطني حريص على ان يستمر معكم في تنفيذ الاتفاقية وهذا يقتضي ان نؤيد ترشيح الفريق سلفاكير لرئاسة حكومة الجنوب.
{ لكن الحركة الشعبية دفعت بمرشح لرئاسة الجمهورية في منافسة قوية للبشير؟
-نحن ايضاً لنكن واضحين من حق الحركة الشعبية ان ترشح لأي مستوى من المستويات بما فيها رئاسة الجمهورية ولا نخشى كثيراً من منافسة الحركة، وهذا تقدير متروك لقيادة الحركة وهي قدرت ان تدفع بمرشح لمستوى رئاسة الجمهورية ونحن لانخشى من منافسة هذا المرشح للرئيس البشير.
{ بعد دخول الكبار للسباق الرئاسي «الصادق، عرمان، السر، نقد، ومبارك» ألا يقللون من فرص فوز البشير الذي كنتم تقطعون به؟
-استراتيجية اهداف احزاب جوبا المعلنة هي ان يرشح كل حزب مرشحاً حتى يتم تشتيت الاصوات ونضطر للدخول في جولة ثانية، هذا هو المخطط وهذه هي الاستراتيجية المعلنة، ولكن نحن واثقون بان الرئيس البشير سيحقق الاغلبية المريحة منذ الجولة الأولى وكل المؤشرات تؤشر لذلك، وكثير من قطاعات الشعب السوداني بل وكثير من قواعد هذه الاحزاب نفسها كثيرون اعلنوا بوضوح دعمهم للرئيس البشير في الانتخابات وانهم سيصوتون له مقابل مرشحي الاحزاب الاخرى، فنحن مطمئنون حتى لو نزل كل قادة الاحزاب لن يؤثر ذلك على شعبية الرئيس ولن يؤثر على ثقتنا بأن يجدد الشعب السوداني ثقته في الرئيس البشير.
{ أستاذ سوار...بصراحة...ممن تتخوف في الانتخابات من القوى السياسية؟
-نحن لا نخاف من اي حزب من هذه الاحزاب الموجودة في الساحة، حتى الاحزاب التقليدية في مناطقها نستطيع ان ننازلها وبيننا وبينهم صناديق الاقتراع.
{ استغلال امكانيات الدولة من قبل المؤتمر الوطني اتهام مثار بإستمرار ضدكم؟
-هذا ايضا اتهام باطل وغير صحيح، وسبق ان طالبنا بكل من يملك دليلاً بأن المؤتمر الوطني يستغل امكانيات الدولة وقدراتها في الدعاية وفي الانتخابات فعليه ان يبرز هذا الدليل، أما فيما يلي الاجهزة القومية اذا كانت اذاعة او تلفزيون فهذه تقوم بنشاط طبيعي وهي تغطية نشاط الحكومة ولا احسب ان في هذا غرابة، ولكن حسب موجهات المفوضية عندما تبدأ الفترة الرسمية للحملة الانتخابية في «13 نوفمبر» ستوزع الفرص بالتساوي لكل الاحزاب في اجهزة الاعلام القومية، والمؤتمر الوطني كغيره من الاحزاب سيجد نصيبه، ولكن مؤكد هناك بعض الاجهزة الخاصة والقنوات الفضائية الخاصة يمكن ان تخدم برنامج الحزب الذي تريده.
{ الاحزاب مواجهة بتكلفة مالية عالية لخوض العملية الانتخابية، هل وضعتم ميزانية الانتخابات وتقديراتها؟
-طبعاً الانتخابات هي قطعاً مكلفة بالنسبة للاحزاب وللدولة نفسها، معروف أن المفوضية توفر لها الاموال من الدولة وبعض المانحين والامم المتحدة واعتقد انها الآن في وضع مريح ولا تواجهها أية مشكلة، ولكن مؤكد ان الاحزاب بما فيها المؤتمر الوطني سيواجهون مشاكل مالية، المؤتمر الوطني بدأ ايضاً مبكراً في انه يستنفر قواعده للتبرع وقد شهدت الفترة الماضية تبرعات كبيرة من الاعضاء من رجال الاعمال واصحاب الشركات الخاصة وحتى من العاملين في الدولة الذين تبرعوا من مرتباتهم لصالح الحزب من عضويته، هذه على الأقل وفرت قاعدة جيدة لتمويل نشاط الحزب، هذا بالاضافة الى أن الحزب ويجوز لكل الاحزاب ان يكون لديها استثمارات تدعم بها برامجها ومناشطها، فمن كل هذه الابواب المؤتمر الوطني حتى هذه اللحظات وفر جزءً كبيراً من نفقات ادارة حملته الانتخابية ونطمع في ان قواعدنا في الداخل والخارج يدفعوا بمزيد من الاموال لمواجهة بقية تكاليف الحملة.
{ كم تبلغ تقديراتكم المالية للانتخابات؟
-لا استطيع ان اسمي بالضبط رقماً أو مبلغاً من المال حددناه، لكن حددنا مستويات النشاط المركزي ومستويات النشاط الولائي ومستويات النشاط على مستوى الدوائر، ولدينا كثير من المرشحين في الدوائر بعضهم لديه امكانيات شخصية يستطيع تمويل جزء من نشاطه في الدائرة، وبعضهم يستطيع ان يجمع تبرعات من اعضاء الحزب على مستوى الدائرة، لدينا تقديرات ربط محدد على مستوى كل منشط وعلى كل مستوى من المستويات.
{ تحدثت عن استثمارات لتمويل الحزب، ماهي طبيعة تلك الاستثمارات؟
-انا ذكرت أنها واحده من مصادر تمويل الحزب، ولكن في المقام الاول نعتمد على تبرعات الاعضاء وعضويتنا كبيرة ومنتشرة في كل السودان واعداد كبيرة من رجال الاعمال وسيدات الاعمال وهؤلاء دفعوا مبالغ مقدرة، فالاستثمارات هي جزء من مصادر تمويل الحزب.
{ هناك كثيرون يعتبرون الأموال التي يتبرع لكم بها التجار ما هي إلا عملية استرداد اموال منهم حصلوا عليها نتيجة تسهيلات تجارية قدمها لهم الحزب عبر الدولة؟
-هذا غير صحيح، والعالم وكل الاحزاب تمول نفسها من اعضائها من رجال الاعمال، ايضاً نحن لدينا وسائل أخرى لجمع التبرعات مثل وسائل الاتصالات بتحويل الارصدة من الاعضاء عبر الاشتراك في خدمات محددة وبقية الاحزاب تتبع ذات السبل، فمؤكد المؤتمر الوطني اعضاؤه يتبرعون بسخاء وبدون أي شروط ولا يرجون من هذه التبرعات أي مكاسب مادية بعد الانتخابات.
{ هل الحزب يمتلك شركاتٍ تجارية خاصة به؟
-أنا لست معنياً بهذا الأمر حتى أفتي فيه، ولكن مؤكد الحزب لديه وسائل كثيرة لجمع المال.
{ كيف تنظرون للتحالفات في الفترة المتبقية على الانتخابات؟
-المؤتمر الوطني لديه صيغة للتحالف مع أحزاب حكومة الوحدة الوطنية واحزاب البرنامج الوطني التي شكلت معنا الحكومة قبل اتفاقية السلام ،واستمرت في حكومة الوحدة الوطنية بعد الاتفاقية فهؤلاء بيننا وبينهم تحالف وتنسيق الآن في العديد من الدوائر والمستويات، اما التحالفات الكبيرة مؤكد ستفرزها نتائج الانتخابات.
{ هل هذا يعني أنكم صرفتم النظر عن تحالفات قبل الانتخابات؟
-التحالفات ستكون بعد الانتخابات حتى يعرف كل حزب وزنه وقواعده وما يمتلك من مقاعد في البرلمان، بعد ذلك قطعاً سيحدث تحالف في تكوين الجهاز التنفيذي وفي ادارة الحكم على مستوى المركز والولايات.
{ هناك حديث عن حوارات تدور بينكم وبعض الاحزاب مثل الاتحادي الديمقراطي للوصول لتحالفات او تفاهمات قبل الانتخابات؟
-اتصالاتنا وحواراتنا مع كل القوى السياسية لم تنقطع ابداً حتى الآن، الحوارات مستمرة مع الاتحادي والامة ومع الحركة الشعبية وحركة مناوي وجبهة الشرق بمكوناتها، فالحوارات مستمرة وستستمر من أجل افراز حكومة ما بعد الانتخابات وهي ستكون حكومة عريضة في مكوناتها وحكومة معبرة عن برنامج وحدة وطنية حقيقية يخدم الوطن خاصة وان المسافة الزمنية بين الانتخابات والاستفتاء مسافة بسيطة تقتضي توسيع قاعدة المشاركة لمعظم القوى السياسية.
{ أليس متوقعاً ان تقود هذه الحوارات لتحالفات قبل الانتخابات؟
-معظم هذه الحوارات وصلت لإتفاق بأن الدخول في تحالف يأتي بعد الانتخابات، ولكن الخطوط مفتوحة ومستمرة وقد يحدث في أية مرحلة من المراحل تنسيق بشكل أو آخر خلال العملية الانتخابية، ولكن مؤكد ما بعد الانتخابات ستكون هذه الحوارات أعمق وتدخل في التفاصيل في البرنامج وشكل الحكومة الاتحادية وفي شكل حكومات الولايات، أما قبل الانتخابات فقط ستستمر الحوارات، ولكن احتمال في أية مرحلة من المراحل ان تحدث بعض التطورات والتنسيقات.
{ هناك حديث عن مساومة سيجريها المؤتمر الوطني مع بعض الاحزاب والشخصيات في دوائر انتخابية وبعض مناصب الولاة في شكل تنازلات لضمان التحالفات المستقبلية بعد الانتخابات؟
-لا..ما في حديث بهذا المستوى، المؤتمر الوطني قرر ان يخوض كل الانتخابات في مستوياتها كافة، ويقدم ولاة للتنافس الحقيقي من اجل ان يفوز في هذه الولايات، وفي مستوى المجلس الوطني ايضا قدم تنازلاتٍ عن بعض الدوائر لمصلحة احزاب البرنامج الوطني، وفي المجالس التشريعية تمت بعض التنازلات لاحزاب القوى السياسية، ولكن في مجمل الأمر المؤتمر الوطني يخوض هذه الانتخابات بكامل هيئاتها عدا رئاسة حكومة الجنوب.
{ عدم الموازنة في التغطية الانتخابية من خلال سيطرتكم على الأجهزة الاعلامية يشكل هاجساً كبيراً للمعارضة؟
-هذا طبعاً فيما يلي المؤسسات القومية أمر متروك للمفوضية، والمفوضية نفسها كونت هيئة من الاحزاب حتى تنظر في البرامج وكيفية توزيع الزمن، والمؤتمر الوطني سينال نصيبه مثل بقية الاحزاب الأخرى، ونؤكد بأن المؤتمر الوطني لن يستغل هذه المؤسسات للدعاية لمصلحته بل سيترك الامر بكل شفافية وبكل وضوح لأن يدار عبر المفوضية والآلية التي تنشؤها، وهو يسعى جاهداً حتى قبل بدء الحملة الانتخابية والآن ترى في الاذاعة والتلفزيون اصبحت تفرد مساحات اوسع لكل القوى السياسية لتغطية مناشطها، بالاضافة للصحافة الحرة والناشطة والتي تغطي كل النشاط الحزبي بدرجات متساوية عدا الصحافة الحزبية، ولكن معظم الصحف المستقلة تعطي مساحات معقولة للاحزاب دون تحيز لحزب معين.
{ المؤتمر الوطني يستغل انجازات الجهاز التنفيذي للترويج لحملته مستقلاً الخيط الرفيع بينه والحكومة؟
-هذا ليس استغلالاً، هذا عكس لما تم انجازه، وليس من الدعاية الانتخابية، هذا حق الشعب السوداني أن يعرف ماذا قدمت حكومته له في الفترة الماضية، ومن حق المؤتمر الوطني ان يعرف الناس ان هذه الانجازات تمت في ظل حكومته، بالمناسبة هذه الانجازات فيها شركاء كثر بما فيها الحركة الشعبية، لذلك تغطية هذه الانجازات الحكومية ينبغي ان لاينزعج منها الناس، لأنه اذا كان فيها خير فهو موزع على كل الذين يشاركون في حكومة الوحدة الوطنية.
{ كيف يبدو تأثير دارفور على موقفكم في الانتخابات؟
-دارفور الآن وبشهادة المجتمع الدولي وكثير من المنظمات الدولية هي تشهد حالة استقرار وهدوء، والآن كل الجهود الاقليمية تدفع بإتجاه استئناف مفاوضات السلام والوصول لسلام، المؤتمر الوطني له وجود في كل ولايات دارفور، ولديه مرشحون في كل مستوياتها أقوياء ويجدون تأييداً كبيراً لذلك نحن مطمئنون لفوز المؤتمر الوطني بمقاعد كبيرة جداً في المؤسسات التشريعية وكسب مناصب الولاة الثلاثة، ولعله أكبر حافز لأهلنا في دارفور ما يرونه من تطورات على الارض اذا كان في تنفيذ المشروعات الاستراتيجية في طريق الانقاذ الغربي او توصيل الكهرباء والاصرار والحرص على تحقيق السلام واستكمال جوانبه، أو في ترتيب العودة الطوعية وتهيئة الظروف بصورة أفضل، فهذه كلها مجهودات ملموسة ومنظورة لإنسان دارفور، لذلك الآن نجد تحولاتٍ في كثير من الذين كانوا يقفون في موقف المعادي للمؤتمر الوطني الآن هم اقرب للمؤتمر الوطني وأبعد من الحركات، ولعله ايضاً الجهود التي بدأت لتطبيع العلاقات مع تشاد هي ايضا تصب في مصلحة تهدئة الاوضاع واستكمال السلام، نحن مطمئنون ان الاوضاع في دارفور الآن في افضل حالاتها منذ ان بدأت الحرب وهي الآن اقرب لتحقيق السلام وبالتالي هي الاقرب لبرنامج المؤتمر الوطني الذي ظل يحرص على تحقيق السلام.
{ كيف تتوقع صورة المؤتمر الوطني اذا خسر الانتخابات؟
-المؤتمر الوطني مؤكد ليس حزباً سياسياً يعيش على وجوده في السلطة، هو حزب عميق عنده افكار ومبادئ متجذرة ومتأصلة ولديه انتشار واسع وسط كل شرائح وقطاعات الشعب لذلك اذا خسر الانتخابات فهو مؤكد لن ينتهي من الساحة السياسية ومن ساحة العمل الوطني، واذا فاز اي حزب بالانتخابات فنحن على استعداد لأن نسلمه السلطة بكل مسئولية وشفافية، وان ننتقل لمقاعد المعارضة المسئولة الجادة التي تهمها مصلحة الوطن قبل مصلحتها الحزبية، نحن نؤكد استعدادنا للقيام بهذا الأمر تماماً.
نقلا عن صحيفة الصحافة السودانية 31/1/2010م


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.