أصبح دور منظمة الأممالمتحدة كشرطي للعالم وكجهة تحفظ الأمن والسلم العالميين على المحك بعد تواصل القتل والعنف في سوريا ولجوء النظام السوري إلى استخدام سلاح المروحيات بعد الدبابات والصواريخ في قصفه للمدن والبلدات السورية الثائرة عليه. من اللافت أيضا أن النظام الذي تواصل أجهزة أمنه وجيشه وشبيحته قتل المدنيين وبوتيرة عالية لا يريد أن يلتقط التغيرات في المواقف الدولية تجاه مسألة التدخل الخارجي لحماية المدنيين ولا يحاول فهم مغزى التصريحات والمواقف الرسمية التي تتحدث عن أن تدخل المجتمع الدولي عسكريا في سوريا لم يعد مستبعدا فبعد تصريحات الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند وتصريحات وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ التي لم تستبعد التدخل العسكري في سوريا لوقف العنف وحماية المدنيين أدلى المتحدث باسم كتلة المستشارة الألمانية إنجيلا ميركل لشؤون السياسة الخارجية بتصريحات مماثلة معتبرا أن خطة كوفي عنان مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية لتسوية الأزمة السورية فشلت. تواصل المجازر في المدن والبلدات السورية والتصعيد العسكري الكبير الذي يقوم به النظام الذي يخلف وراءه يوميا مئات الضحايا بين قتيل وجريح ومشرد ووصول المشاورات بين الأطراف الدولية داخل مجلس الأمن إلى حائط مسدود بسبب الدعم الذي يلاقيه النظام من قبل حليفتيه موسكو وبكين يدفع باتجاه قيام المجتمع الدولي بالتحرك خارج مجلس الأمن كتكرار لتجربة البوسنة في تسعينيات القرن الماضي في سوريا وهي التجربة التي يجري الإشارة إليها الآن في العديد من عواصم القرار الدولي كوسيلة يمكن اتباعها لحماية المدنيين السوريين من بطش النظام. إن إصرار النظام على انتهاج الحل العسكري في مواجهة الثورة السورية التي بدأت سلمية ساهم بشكل واضح في عسكرة الثورة ولجوء الثوار إلى السلاح للدفاع عن أنفسهم وعن عائلاتهم وبيوتهم ومن ثم انجراف البلاد إلى حرب أهلية طائفية سيتضرر منها الجميع في سوريا ولن يخرج منها أحد منتصرا. لقد تضاءلت الآمال في أن يعود النظام عن غيه فيلتزم بمبادرة المبعوث الدولي والعربي كوفي عنان والتي تنص على وقف العنف وسحب الأسلحة الثقيلة من المدن والبلدات السورية والإفراج عن المعتقلين والسماح بالتظاهرات السلمية ما يوفر الظروف المناسبة لحوار وطني حقيقي يستجيب لمطالب الشعب السوري ويؤمن انتقالا سلميا للسلطة إلى حكومة مؤقتة تجري انتخابات تحت إشراف دولي تعبر عن مكونات الشعب السوري وتطلعاته في الحياة الحرة الكريمة وتزيل عقود الاستبداد والاستعباد إلى الأبد. البيان 12/6/2012م