ما أن انفض سامر اليوم الوطني للتطوع، والذي جرت احتفالاته مؤخراً بحاضرة ولاية جنوب كردفان (كادقلي)، حتي أبلغنا الأثير، وتحدثت إلينا القراطيس الصحفية، بأن منسق الشئون الإنسانية بالمنظمة الدولية في السودان، أن هناك مشاورات واسعة النطاق تجريها المنظمة مع حكومة السودان، للاستفسار عن إيقاف الأخيرة لسبع منظمات طوعية غير حكومية في شرق السودان مؤخراً، ويشفق المنسق من ان يؤدي قرار الإيقاف الي تفويض العلاقة البناءة التي تم بناؤها بين سلطات الولاية والمنظمات الدولية. وقد يعلم المنسق أو لا يعلم ان في ديننا الحنيف نص! يقول (لا يلدغ المرء من جحر مرتين)، ولو لا أيمان راسخ في قلوبنا وعقولنا لخرجتنا تلك المنظمات من ديننا إذ أن بلادنا لدغت من حجرها مرتين، مرة في الجنوب قبل انفصاله، ومرة في دارفور الجريحة التي لازالت تئن، ولذلك اتجهت قيادة البلاد الي توطين العمل الطوعي الاغاثي والإنساني، بعد ان قامت بطرد العديد من المنظمات الأجنبية التي يرتسم علي القناع الذي ترتديه. ومن أرض الواقع تأكد لنا ان المنظمات المذكورة كانت في الحقيقة وكالات للمخابرات تتستر بقناع العمل الإنساني، وقد افتضح ذلك تماماً بالتقارير المزورة عن أحوال النازحين واللاجئين بسبب الاقتتال، وكذلك بالتقارير المفبركة التي تتحدث بلسان مسيلمة عن الإبادة الجماعية المزعومة، وعن الجرائم الإنسانية،وجرائم الحرب، وخاصة عندما أصيب مدعي المحكمة الجنائية الدولية أوكامبو بالصرع، وأخذ يهذي بذات الإدعاءات العرجاء، واتضح تماماً أن المصروع أوكامبو كان يستقي هذيانه من المنظمات المذكورة. والي هنا أعود بك أيها القارئ الكريم الي احتفال اليوم الوطني للتطوع في كادقلي العامرة حيث نستمع معاً لحديث وزير الدولة بوزارة الرعاية والضمان الاجتماعي إبراهيم آدم حيث يقول (ما دايرين منظمات أجنبية عندها أجندة خاصة إستخباراتية خربت بها دارفور عبر تقارير خاطئة وملفقة). ولنستمع أيضاً لمفوض الشئون الإنسانية بولاية جنوب كردفان هارون محمد عبد الله، وهو يؤكد ان المفوضية نجحت في سودنه العمل الطوعي بنسبة تتجاوز 80% في الولاية، تعاونت فيها 116 منظمة وشبكة وطنية منها 50 منظمة بجنوب كردفان، وأرجع الفضل في المقام الأول للمجتمع المحلي. وكان من الطبيعي ان ترفض الحركة الشعبية (قطاع الشمال) دخول المنظمات الوطنية للمناطق التي تسيطر عليها بزعم أنها منظمات أمنية وتجسسية، فيما رحبت الحركة بالمنظمات الأجنبية التي أصبح من المؤكد أنها هي التي تمارس ذلك، ونقول للحركة (رمتني بدائها وانسلت). ونعود الي ما بدأناه في صدر هذا الحديث الموجز حول إيقاف المنظمات المذكورة بشرفنا الحبيب، لنشير الي أن هناك تقارير تفيد بأن بعض العاملين في المنظمات الأجنبية يقومون في الشرق بنشاط تنصيري، لخدمة جهات كنسية تحت ستار العمل الإنساني، وما خفي أعظم. ومع ذلك فنحن نرحب أيما ترحيب بالتعاون الإنساني والتكافل بين المجتمعات البشرية، ولكي ينبغي أن يكون ذلك بشفافية خالصة، وبعيداً عن خدمة الأجندة الخفية، وتحت إشراف وطني، يحافظ علي سيادة البلاد، وبما لا يؤثر سلباً علي هوية المجتمع السوداني. نقلا عن صحيفة آخر لحظة السودانية 25/6/2012م