عواصم عالمية- وكالات الأنباء, فيينا- مصطفي عبد الله: في رد حاد وحاسم علي الجدل الإسرائيلي- الأمريكي المتواصل حول توجيه ضربة عسكرية لإيران, حذر الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله من أن إيران قد ترد علي أي ضربة عسكرية إسرائيلية محتملة لمنشآتها النووية بضرب القواعد الأمريكية المنتشرة في المنطقة. وأوضح نصر الله- في مقابلة مع تليفزيون الميادين ومقره في لبنان- أن لديه معلومات تؤكد أن هناك قرارا صادرا بالرد وأن الرد سيكون كبيرا جدا وأن إيران لن تسكت ولن تتسامح في مواجهة أي اعتداء علي منشآتها النووية, مشددا علي أن الرد لن يقتصر فقط داخل الكيان الإسرائيلي بل إن القواعد الأمريكية في المنطقة قد تمثل أيضا أهدافا محتملة للإيرانيين. كما حذر أمين عام حزب الله من أنه في حالة استهداف إسرائيل لإيران فإن أمريكا ستتحمل مسئولية مثل هذا التحرك, ولكنه أكد في الوقت ذاته وجود انقسام في إسرائيل بشأن مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية, مستبعدا احتمال تنفيذ الحكومة الإسرائيلية لتهديداتها بهذا الصدد. وقال نصر الله إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو ووزير دفاعه إيهود باراك يعظمان الجدوي ويزهدان بتكلفة300 أو400 قتيل, مشيرا إلي أن حرب عام2006 بين إسرائيل وحزب الله أدت إلي سقوط أكثر من160 إسرائيليا أغلبهم من الجنود. وتساءل قائلا الحرب مع إيران ماذا؟ مشيرا إلي أن ميدان المعركة لازال مجهولا. وتوعد نصر الله إسرائيل مجددا بأن صواريخ قليلة قادرة علي تحويل حياة مئات الآلاف من الإسرائيليين الي جحيم, داعيا الإسرائيليين إلي عدم المراهنة علي الضربة الأولي. وكان أمين عام حزب الله قد هدد إسرائيل الشهر الماضي بنوع جديد ومتطور من الصواريخ قال أنها يمكن ان تقتل عشرات الآلاف من الاسرائيليين عبر قصف عدد من الاهداف بصواريخ قليلة يملكها مقاتلو الحزب. لكنه أكد أن ليس لديه سلاح كيميائي ولن يستخدم السلاح الكميائي, بل يحرمه. وعلي الصعيد الإسرائيلي, دعا نيتانياهو العالم لوضع خط أحمر لبرنامج إيران النووي, قائلا إنه كلما كان الخط أكثر وضوحا,كلما كانت فرصة إراقة الدماء أقل, في إشارة منه إلي احتمال التراجع عن التلميحات السابقة بأن إسرائيل ربما تهاجم إيران. وقال نيتانياهو لمجموعة من المحاربين الأمريكيين والإسرائيليين القدامي إن إيران تمضي بسرعة في تنفيذ برنامجها النووي لأنها لم تر خطوطا حمراء واضحة أو الإرادة والتصميم الضروريين من المجتمع الدولي للحد من طموحاتها النووية. وقال بيان لمكتب نيتانياهو أنه كلما كان الخط الأحمر الذي يضعه المجتمع الدولي لإيران واضحا,كلما قلت فرصة اندلاع نزاع. ومن المقرر أن يلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي والرئيس الأمريكي باراك أوباما في نيويورك نهاية الشهر الحالي, لدي مشاركتهما في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة, حيث يشير محللون إلي احتمال أن يؤدي اتفاق بين المسئولين للحيلولة دون توجيه الضربة العسكرية الإسرائيلية لإيران. ويتزامن هذا الجدل مع أعلان إسرائيل أمس بدء الأعمال التحضيرية للمناورة العسكرية المشتركة بين الجيشين الأمريكي والإسرائيلي والمزمع إجراؤها الشهر المقبل. وذكرت صحيفة جيروزاليم بوست الاسرائيلية أن قائد القوات الجوية الأمريكية في أوروبا كريج فرانكلين, سيتوجه إلي إسرائيل الأسبوع المقبل من للاستعداد لهذه التدريبات. وأشارت إلي أن الجيشين الأمريكي والإسرائيلي سيشاركان معا في هذه المناورة التي تضم نحو3000 جندي أمريكي والآلاف من الجنود الإسرائيليين لتعزيز قدرتهم ضد أي هجوم محتمل من إيران وسوريا.