بدأت بالعاصمة السودانية الخرطوم جلسة المباحثات المشتركة بين السودان وتشاد حيث رأس الرئيس السوداني المشير عمر البشير الجانب السوداني ، فيما رأس الرئيس إدريس ديبي الجانب التشادي. وقال البشير في كلمته أمام جلسة المباحثات المشتركة أن العلاقات السودانية التشادية تعد علاقات أزلية ضاربة في جذور التاريخ ، مشيراً إلي أن السودان يسعي إلي إعادة العلاقات بين الخرطوم وانجمينا والمضي قدما نحو إعادة بنائها لمصلحة الشعبين الشقيقين مشيرا إلي أن علاقات البلدين لايمكن لها أن تتأثر بسحابة عابرة من الخلافات ، مؤكداً قدرة البلدين علي إعادتها إلي أفضل مما كانت عليه طالما توفرت الإرادة الحقيقية والرغبة الصادقة لدينا. وأوضح الرئيس السوداني رغبة بلاده في تحويل المنطقة الحدودية بين البلدين إلي منطقة أمن وتبادل منافع وسلام ، وقال أن السلام سينعكس علي دول الجوار والمنطقة بأثرها. وقال البشير أن مشكلة دارفور تم تدويلها والترويج لها بواسطة الدوائر المعادية للسودان مؤكدا قدرة الدولة علي التغلب علي مخططات الأعداء الآثمة ، وأضاف " سنعمل ليل نهار من أجل معالجة جذور المشكلة بمزيد من التنمية والعودة الطوعية للنازحين واللاجئين". وأشار الرئيس السوداني إلي أن عودة العلاقات بين السودان وتشاد سيكون له أثره في إستتباب الأمن علي جانبي الحدود بين البلدين ، وقال أن السودان يتطلع لمحادثات الدوحة بين الحكومة والحركات المسلحة في دارفور لتحقيق السلام في المنطقة. وأكد البشير أن الحكومة السودانية تشارك في مفاوضات الدوحة بعزيمة صادقة ورغبة أكيدة في إحلال السلام ، مشيدا بالدور الكبير لأمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وحكومة دولة قطر في جهود التسوية السلمية لقضية دارفور فضلا عن جهود الوسيط الدولي المشترك جبريل باسولي ، وقال إن السودان يعول كثيرا علي الدور الإيجابي والجهود الصادقة التي تبذلها تشاد في دعم مفاوضات الدوحة حتي تتكلل بالنجاح. كما أكد الرئيس السوداني استعداد السودان لتعزيز العلاقات مع تشاد عبر تنفيذ كافة الإتفاقيات الموقعة بين الطرفين وقال لايساورني أدني شك في أنكم تشاركوننا نفس الموقف. من جانبه قال الرئيس التشادي إدريس ديبي أن زيارته للسودان تعكس الإرادة الحقيقية نحو إعادة العلاقات بين البلدين والإلتزام بتحقيق السلام والإستقرار في كلا البلدين مشيرا إلي الروابط الأزلية التي تربط بين الشعبين وأضاف " نحن نمد أيادينا بيضاء من أجل السلام " مبينا أن زيارته جاءت لتحطم الحواجز والقيود التي تمنع الشعبين الشقيقين من العيش بسلام. وقال ديبي " سأعمل مع الرئيس البشير لتهيئة الظروف الضرورية واللازمة التي من شأنها أن تمكن البلدين من إشاعة الأمن والسلام علي جانبي الحدود المشتركة, وأكد الرئيس التشادي أنهم جاءوا إلي للسودان دون أن طلب إذنا من أحد أو أية جهة ، مشيراً إلي أن ذلك يعكس الإرادة الصادقة نحو تطبيع العلاقات بين الخرطوم وانجمينا ، وأضاف يجب أن نتخذ القرارات السياسية الفاعلة حتى تعود علاقات بلدينا إلي أفضل مما كانت عليه. وكان الرئيسان السوداني عمر البشير والتشادي إدريس ديبي قد أجريا إتصالات هاتفية بكل من الزعيم الليبي العقيد معمر القدافي وخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود ، والشيخ حمد بن خليفة آل ثانى أمير دولة قطر والرئيس المصري محمد حسني مبارك والرئيس السنغالي عبد الله واد. وثمن الرئيسان البشير ودبي جهود القادة الخمسة في سعيهم لتحقيق السلام في دارفور وأبلغوهم بأنه سوف يتم إرسال وفود مشتركة إليهم.