شهد السودان حراكاً سياسياً إقليمياً ودولياً كبيراً مؤخراً بهدف دفع جهود السلام بدارفور وتخطى ذلك لجهود تنمية الإقليم والبحث عن مشاريع تنموية تمكن سكان دارفور من العودة الطوعية وتعيد توطينهم واستقرارهم بمواطنهم الأصلية، وبرزت تلك الجهود في التضامن الأفريقي والعربي المتناميين مؤخراً واللذان بلغا ذروتهما في اجتماعات القمة الأفريقية التي عقدت مؤخراً بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا والتي أيدت الجهود المبذولة في الدفع بمسيرة السلام بدارفور وأعلنت عن تضامن القادة الأفارقة مع السودان والتزامهم في مؤتمر صحفي جمعهم برئيس الجمهورية المشير عمر البشير والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بدعم مفاوضات السلام بين الحكومة السودانية والحركات الدارفورية المسلحة المنعقدة بالعاصمة القطرية الدوحة باعتبارها منبراً موحداً تحت إشراف الاتحاد الإفريقي والجامعة العربية، إضافة للجهود الإفريقية المكثفة تجاه تحقيق السلام بدارفور والتي تقوم بها لجنة حكماء أفريقيا بقيادة الرئيس الجنوب أفريقي ثامبو أمبيكي والتي زارت مؤخراً ضمن جهودها تلك القاهرة للبحث مع القيادة المصرية سبل إنجاح مؤتمر المانحين الذي ينتظر انعقاده بدولة مصر الشقيقة إضافة لبحث عقد مؤتمر لرؤساء الأحزاب السودانية لبحث قضايا السلام بدارفور وتنفيذ اتفاقية السلام الشامل بين الشمال والجنوب إضافة للممارسة الراشدة بالانتخابات القادمة، بجانب ذلك فقد أكدت الدول العربية على تضامنها القوي مع شعب وحكومة السودان ودعمها لجهود تحقيق السلام بدارفور، فيما أكدت الأممالمتحدة والإتحاد الأفريقي أن تحقيق السلام بدارفور من شأنه إنعاش التنمية بالإقليم والسودان ككل، ودعا الممثل الخاص المشترك للأمم المتحدة والإتحاد الإفريقي لدارفور لدى مخاطبته لاجتماعات مجلس الجامعة العربية التي عقدت بمدينة الفاشر مؤخراً دعا لدعم الاتفاقيات الثنائية المبذولة للسلام وتحقيقه بين السودان وتشاد مؤكداً أن أي توتر بين الجانبين سيخلق أوضاعاً سيئة بدارفور أمنياً وسياسياً وإنسانياً، وأكد على أن الأممالمتحدة والاتحاد الإفريقي والجامعة العربية سينفذون الأولويات الدافعة باتجاه تحقيق السلام وتعزيز التنمية بدارفور، ودعا من ناحيتهم مناديب وسفراء الدول العربية لدى الجامعة العربية المجتمعين بالفاشر لضرورة القيام بمشاريع تنموية لتوطين أبناء دارفور وتشجيع عودتهم الطوعية مؤكدين أن دارفور تحتاج إلى المزيد من الدعم الذي يكفل ديمومة الحياة وإستمراريتها فيها حسب تأكيد سفير البحرين الذي أكد على أن أهل دارفور يحتاجون الأمان لمستقبل أبنائهم وإيجاد مستقبل آمن لهم وتوفير الحياة الكريمة والاستقرار لهم، ودعا مندوب ليبيا بالجامعة العربية من جهته الحركات الدارفورية المسلحة لتوحيد جهات التفاوض بغرض تسريع الوصول للسلام، فيما دعا سفير قطر بالجامعة الدول العربية لتقديم المزيد من الدعم والمساعدات العينية للسودان بهدف رفع مستوى التنمية بالبلاد الأمر الذي أكد أن السلام سيعم بعده، ذات الأمر الذي أكده سفير الكويت بالجامعة عبدالله المنصور الذي شدّد على أن دارفور تحتاج لكل أنواع الدعم وأشكاله داعياً الدول العربية لبذل المزيد من الدعم، من جهته وصف مندوب السودان وسفيرها بالجامعة العربية الفريق الركن معاش عبد الرحمن سر الختم جلسة مجلس الجامعة العربية بالفاشر بالنقلة النوعية للعمل العربي المشترك من القرارات إلى العمل المباشر لحل القضايا العربية، وكشف سر الختم أن الجامعة العربية تعقد اجتماعاتها لأول مرة في تاريخها خارج مقارها الأمر الذي يعد شرفاً كبيراً للسودان الذي يسعى لتحقيق أمنه وسيادته واستقرار مواطنيه، وأضاف سر الختم أن اجتماع الفاشر يؤكد على التضامن العربي وفعاليته، كما يؤكد على تضامن الدول العربية مع السودان ووقوفهم معه صفاً واحداً، ويؤكد وحدة السودان أرضاً وشعباً، ونبه سر الختم إلى أن اجتماع الفاشر يؤكد ويثبت للعالم أن دارفور مستقرة وآمنة ويخرس كل الألسنة ذات الأغراض التي ترغب في زعزعة أمن البلاد. نقلاعن صحيفةالرائد 18/2/2010