* قلنا (بنقطة نظام) أمس أن المفاوضات الأمنية بين دولتي السودان وجنوب السودان وبرعاية الوساطة الإفريقية بقيادة الرئيس أمبيكي قد دخلة مرحلة حاسمة وأوردنا تفاصيل ما دار في اليومين الأول والثاني بالمفاوضات الأمنية الحالية بأديس وأشرنا لظهور مالك عقار رئيس الحركة الشعبية قطاع الشمال ونائبه عبد العزيز الحلو والأمين العام للحركة ياسر عرمان بأروقة المفاوضات وكما هو معلوم وكما ذكرنا إن العقبة الكئوود التي تقف الآن حجر عثرة أمام تطبيق الاتفاقيات الأمنية هي فك الارتباط بين قوات الحركة بالجنوب والقوات المنضوية إليها بالفرقتين التاسعة والعاشرة بالنيل الأزرق وجنوب كردفان. * والمعلومات الواردة إلينا إن وصول القيادات الثلاث بالحركة الشعبية قطاع الشمال تم بدعوة من الوساطة وان الدعوة لا علاقة لها بالتفاوض بين وفدي الحكومة والحركة حيث إن الوفد الحكومي حدد موقفه بأن لا تفاوض مع الحركة الشعبية – قطاع الشمال – إلا بعد فك ارتباطها بدولة جنوب السودان وجيشها الشعبي. * وإذا عدنا لطاولة المفاوضات وقد أوردنا بالأمس انها بدأت بصورة غير مباشرة – أي إن الوساطة التقت في اليوم الأول بكل طرف على حده ثم عقدت اجتماعات مشتركة على مستوي رئيس الوفدين إضافة لعضو من كل جانب حيث شارك من الجانب السوداني الفريق أول مهندس عبد الرحيم محمد حسين وزير الدفاع الوطني ورئيس الوفد السوداني بالآلية السياسية الأمنية المشتركة وكان برفقته السيد إدريس محمد عبد القادر وزير الدولة بوزارة رئاسة الجمهورية ورئيس وفد التفاوض الحكومي بمفاوضات أديس فيما شارك إلى جانب وزير الدفاع الجنوبي خلال اليومين الأولين السيد دينق ألور وزير الرئاسة بحكومة دولة جنوب السودان وحل مكانه ابتدأ من يوم أمس السيد باقان أموم الأمين العام للحركة الشعبية. * وأفادت المعلومات المؤكدة التي تحصلنا عليها في الساعات الأولي من صباح اليوم عبر الاتصالات الهاتفية التي أجريناها بمصادر لصيقة بالمفاوضات إن اليوم الثالث – أمس – شهد اجتماعات مكثفة وطرأ تطور جديد حيث بدأ الوفد الجنوبي يتحدث من جديد حول منطقة الميل (14) بالرغم نم إن هذه القضية قد حسم الاتفاق حولها ولكن على ما يبدو إن الحركة وعلى طريقة (واحدة بواحدة) أرادت إن تفتح قضية الميل (14) وهي قضية وكما ذكرنا بنقاط نظام سابقة تحظي برفض واسع للاتفاق من جانب قيادات بارزة بالجيش الشعبي بدولة جنوب السودان ولقد أثيرت هذه القضية من جديد بزعم إن الوفد السوداني أيضاً قام بإقتحام قضية فك الارتباط بين الجنوب وقوات الجيش الشعبي من أبناء جنوب كردفان والنيل الأزرق وقال الوفد الجنوبي ان هذه القضية لم ترد بهذه التسمية والتفاصيل في الاتفاقية الأمنية. * وعلى حسب المعلومات التي وردت إلينا إن مفاوضات الأمس دارت حول (المصفوفة) المقترحة من الوساطة حيث تقدمت الوساطة بإستفسارات مكتوبة للطرفين عن القضيتين المثارتين (الميل 14 وفك الارتباط). * وكما علمنا فإن الوفد الجنوبي تقدم بمقترحات جديدة حول اتفاق الميل (14) فيما قدم الوفد السوداني شرحاً حول مطالبته بفك الارتباط وأوضح الوفد إن فك الارتباط المشار إليه يعني تسريح أبناء النيل الأزرق وجنوب كردفان بالجيش الشعبي وعدم تقديم الدعم العسكري لهم أسوة بما فعله الجانب السوداني عندما قام بتسريح أبناء الجنوب بالجيش السوداني وأوقف أي دعم للمعارضة المسلحة الجنوبية كما أقترح الوفد السوداني تكوين لجان مشتركة للتأكد من الالتزام بهذا الاتفاق بالبلدين. * وبناء على المعلومات التي تحصلنا عليها فإن اليوم سيكون يوماً حاسماً وفاصلاً وربما نهائياً على مستوي رئاسة وفدي التفاوض والآلية الأمنية والسياسية المشتركة فإما إن يتم التوصل لاتفاق ومن ثم يتحرك (قطار) تنفيذ الاتفاقيات الثماني أو إن تفشل المفاوضات كما فشلت اجتماعات الآلية بجوبا والخرطوم. * نقطة النظام الأولي: من خلال المعلومات التي تحصلنا عليها نستطيع أن نقول إن احتمالات النجاح والفشل في اجتماعات اليوم تكاد تكون متساوية بنسبة 50% لكل.. والمتفائلون والمتشائمون يمكن إن ينظروا لنصف الكوب من زاويتي أنه (ملئ) أو (فارغ) وتبقي هناك خطوة أخيرة (للوساطة) بأن تعيد الملف مرة أخري لقمة الرئيسين قبل انعقاد القمة الإفريقية في شهر يناير المقبل حيث ستناقش القمة ملف اتفاقية أديس للتعاون بين دولتي السودان وجنوب السودان. * نقطة النظام الثانية: أما بالنسبة لوجود عقار والحلو وعرمان بأديس أبابا فلقد قلنا كثيراً إن الحرب مهما طالت فإن الخاسر الأول والأخير هم أبناء السودان وان الطريق الأقصر هو طريق الحلول السلمية والمباشرة وكما علمت فإن قيادات الحركة الشعبية تتحدث عن إمكانية إحياء اتفاق أديس بين د. نافع علي نافع ومالك عقار بإعتبار انه يمكن إن يشكل أساساً للتفاوض المباشر كما أنهم لا يتمسكون كثيراً بتسمية الحركة.. وقد يقول البعض أنهم متمردون ولابد من حسمهم عسكرياً .. وقلنا ونكرر إن البندقية يمكن إن تكسب (معركة) ولكنها لن تكسب (حربا) .. وبذات المنطق نخاطب قيادات الحركة الثلاثة بأن ينفضوا أياديهم تماماً عن دولة جنوب السودان وجيشها الشعبي الذي أصبح جيشاً لدولة أجنبية بالنسبة للسودان وان يوقفوا أي تصعيد عسكري يتضرر منه الآن أهلهم وأهلنا بالمنطقتين .. وبذلك يمكن إن ننهي داخلياً هذه القضية الشائكة والمعدة والتي قلنا كثيراً ونكرر إنها نعم صعبة ولكنها ليست مستحيلة الحل. نقلاً عن صحيفة أخبار اليوم 18/12/2012م