ظل نصر الدين الهادي مقيماً في لندن منذ التسعينات يمارس حياته بحرية كاملة وهو لا يعرف عن السودان شيء وحاول الرجل في اغسطس الماضي ربكة تنظيمية وسياسية داخل حزبه بإصداره لبيان من لندن وواجه حزبه بعنف وحدثت بغض المواقف المتشددة داخل الحزب بشأنه ومواقفه من مشاركته للجبهة الثورية وأصدر حزب الأمة القومي بيان والذي أكد من خلاله تبرؤه من توقيع نصر الدين الهادي مع الجبهة الثورية إلا أن موقف الحزب كان خجولاً ولم يتخذ موقف واضح من الرجل لمخالفته لوائح وقوانين الحزب ونظامه الأساسي وتبني حزب الأمة مبدأ رفض الحرب الحالية التي تقودها الجبهة الثورية بدعم من الولاياتالمتحدةالأمريكية لتنفيذ سياستها ضد السودان والتي تحقق مصالحها وأطماعها والضغط علي النظام القائم في السودان، رغم أنها تدرك أن هؤلاء ليس لديهم لباقة سياسية للصمود وخوض المعارك وقد فاتها أن السودان صامد في وجه الضغوط ويملك كافة وسائل السيطرة علي القلق الذي تسببه مجموعة المعارضة المسلحة فحزب الأمة القومي - ومنذ بداية إلتحاق منسوبه نصر الدين الهادي - بالثورية إتخذ موقفاً حاسماً وحازماً بوضع حاجز بينه وبين القيادي نصرالدين لا يتطرق إليه أدني شك.ولم تطفو إلى السطح غير تصريحات مقتضبة وهلامية في كثير أحايين لا تغني ولا تسمن من جوع ولا ترتقي لمصاف التعامل مع قيادي يشغل منصباً قيادياً رفيعاً فى الحزب. وكثيرا ما نفى الصادق المهدي أن يكون حزب الأمة عضواً في تحالف الجبهة الثورية و برر التوقيع الذي تم بين نصر الدين الهادي والتحالف بأنه تصرف شخصي وتبرأ منه، وبعدها خرج نصر الدين الهادي بتصريحات أكد بأن حزب الأمة هو عضو أساسي في تحالف الجبهة الثورية وممثل في شخصي فأنا نائب رئيس حزب الأمة وفي نفس الوقت نائب رئيس الجبهة الثورية-علي حسب قوله-والموقف الذي أتخذه نصر الدين بالانضمام للجبهة الثورية لاقي تأييداً غير مسبوق من كل أعضاء الحزب في الداخل والخارج ويقول نصر الدين إن موقف حزب الأمة – حينها - هو مع موقف قوي الإجماع الوطني ومبادرة البديل الديمقراطي ويسعي الحزب في الجبهة الثورية إلي تجميع كل القوي المعارضة للنظام وقوي الإجماع الوطني وبعض منظمات المجتمع المدني التي كان لها دوراً أساسيا في أعمال الشغب الاخيره وكلها تعمل علي ميثاق البديل الديمقراطي للخلاص من النظام في السودان. فالموقف المتطرف الذي اتخذه نصر الدين الهادي، وهو موقفه في خندق واحد مع قادة التمرد في ما يسمى بالجبهة الثورية، د سبب للصادق المهدي اشكالية كبرى أفزعته، فلجأ إلى نزع المنصب عنه.فانخراط نائب رئيس الحزب في حرب مسلحة لإسقاط النظام، بالتعاون مع دولة الجنوب، تعني أن ذلك هو خط الرسمي لحزب الأمة.ولا يغدو مقبولا، في أي منطق، القول بأن ذلك هو الموقف الشخصي لنصر الدين الهادي، وإنه إنما يتصرف باسمه لا باسم الحزب. والشهر الماضي قطع الصادق المهدي رئيس حزب الامه الشك باليقين واصدر قرارا بعزل نصرالدين الهادي المهدي عن منصبه كنائب لرئيس حزب الامه في خطوة تعد مفاجئة للمراقبين, خاصة وان السيد نصرالدين الهادي كان قد وقع قبل يومين بيانا مشتركا مع الحركة الشعبيه والمؤتمر الشعبي كممثل عن حزب الامة. عموماً فإن استمرار ذلك الموقف الخياني لنجل الزعيم الوطني الهادي المهدي، رحمه الله، وإقرار الحزب له، كان سيجعل الحزب برمته في موضع مساءلة في الخرطوم.وبالطبع لم يرد الصادق أن يدفع حينها هذا الثمن الباهظ.كما لا يريد أن يلجأ ليعيش في المنفى اللندني الذي اختاره ابن عمه لنفسه.فالصادق جرب العيش في هذه المنافي الاختيارية حيناً من الزمن ولم يجد من وراءه غير ضياع العمر .وإذن فالحل، اضطر إليه، ولم يجد عنه بديلا، هو أن يقوم بفصل ابن العم عن نيابة رئاسة الحزب.وقد اتخذ لذلك صيغة ملاطفة هينة، لا يغضب ابن العم، وهي صيغة اتضحت فيها كل مهارة الصادق المهدي، وتبدت فيها خبرته العريقة في مسك العصا من المنتصف.