قطع شريكا الحكم في السودان الطريق أمام أية محاولة لتأجيل الانتخابات، ومع تأكيد الشريكين عدم التحالف، دعت الحركة الشعبية الرئيس عمر البشير إلى التنازل عن ترشيحه لصالحها تجنباً للانفصال، فيما وعد الأخير منافسيه بالفوز، بينما ارتفعت وتيرة الخلاف بين مفوضية الانتخابات والمعارضة حول الدعاية الانتخابية . وأكد البشير إجراء الانتخابات في موعدها، وقال أمام حشد انتخابي ليس هناك أي اتجاه لتأجيل الانتخابات، مشيراً إلى أن الانتخابات السابقة أجريت والحرب مستمرة في الجنوب . من جهتها، أكدت الحركة الشعبية رفضها القاطع لتأجيل الانتخابات، وقال رئيسها سلفاكير ميارديت، لن نقبل بتأجيل الاستفتاء، وأكد تمسكه بالموعد المحدد في اتفاق نيفاشا، وقال أمام حشد انتخابي في جوبا “من يعتقد أن الحركة ستقبل حتى النقاش في تأجيل الانتخابات مخطئ" . وطالب ياسر عرمان مرشح الحركة للرئاسة البشير بالتنازل له في الانتخابات “ليجعل من الوحدة خياراً جاذباً . وافترض أن ذلك سيؤدي إلى أن تتحمل الحركة توحيد السودان على أسس جديدة بدعم من الوطني، مشيراً إلى أن البشير لن يستطيع توحيد السودان وحدة طوعية، وان الانفصال يعني فشل الدولة السودانية . وكشف عرمان عن 4 وفود أرسلها البشير قبل زيارته إلى جوبا اليوم الاثنين، لمحاولة إقناع الحركة بالتنسيق والتحالف في الانتخابات، وقال لكن المسافات بين الحزبين متباعدة، وأكد أن الشراكة “غير ممكنة ومستحيلة"، وأضاف “شراكة من دون بقية القوى السياسية غير مفيدة" . من جهة أخرى، احتدم الخلاف بين مفوضية الانتخابات وأحزاب المعارضة بسبب منشور الحملات الدعائية للأحزاب، وكشفت قوى المعارضة عن اعتقال السلطات عددا من منسوبيها في الخرطوم والولايات عقب إصدار المنشور . وقال ممثلون للمعارضة في مؤتمر صحافي، إن المعارضة قررت مناهضة منشور المفوضية باعتباره يهدف للتضييق على أنشطتها، وحذرت من أنه سيفتح الباب للمواجهة مع الحكومة، مشيرة إلى أن المنشور يلزم الأحزاب بموافقة مسبقة من السلطات لإقامة الاجتماعات العامة بإخطارها كتابة قبل 72 ساعة . إلى ذلك، كشف مبارك الفاضل رئيس حزب الأمة الإصلاح والتجديد نية تحالف قوى إعلان جوبا تقديم مرشح واحد لرئاسة الجمهورية في مواجهة مرشح المؤتمر الوطني الرئيس عمر البشير منذ الجولة الأولى للانتخابات . وأكد في احتفال أقيم بمناسبة الإعلان الرسمي لتوحد حزبه مع حزب الأمة القومي، أن الحزبين سينسقان في الانتخابات على المستويات كافة . في غضون ذلك، قالت مصادر مصرية إن تحركات مكثفة “قد تكون الأخيرة" ستقوم بها القاهرة خلال أيام بهدف حل الخلافات العالقة بين شريكي الحكم في السودان، وأضافت أن مدير المخابرات عمر سليمان ووزير الخارجية أحمد أبو الغيط سيزوران الخرطوموجوبا في وقت قريب، وسيوجهان الدعوة إلى الرئيس السوداني ونائبه الأول رئيس حكومة الجنوب سلفاكير لزيارة القاهرة . المصدر: الخليج الاماراتية 1/3/2010