عندما أسس الشاب المتخصص فى ادارة الاعمال (كلاوس شفاب) منذ اربعين عاماً منتدي (دافوس) و الذى سمي كذلك على بلدة دافوس الجبلية السويسرية التى عقد فيها المنتدي لاول مرة كان بعدد محدود لا يتعدي المائة شخص من قطاع العلوم و ادارة الاعمال ، تحول اليوم الى حدث يشد انظار العالم و يشهد عدداً كبيرا من المحاضرات و الندوات موزعة على عدة قطاعات .ورغم ان الازمة الاقتصادية العالمية قد خفت حدتها ، لكنها لم تنتهي بالكامل ،و عن الشأن الافريقي و تأثره بهذه الازمة ذكرت التاقرير ان جل ما فعله ممثلوا افريقيا هو لفت انتباه العالم الى خطورة الوضع الذى يتهدد افريقيا ، لكن المنتدي لا يخرج سوي بتوصيات هى غير ملزمة. و رغم ان القارة الافريقية مثقلة اصلاً بتبعات المجاعات و عدم الاستقر ار السياسي و آثار التغيير المناخي الا ان بعض الخبراء اشاروا الى مشاركة بعض الدول الافريقية على نحو ايجابي فى نموالاقتصاد العالمي ، ففي مقال لمحلل اقتصادي مصرفي سنغالي ( سانو مباي) عضو فريق الادارة العليا لبنك التنمية الافريقي سابقاً و مؤلف كتاب ( افريقيا لانقاذ افريقيا) ، ففي رأيه ان اقتصاد بلدان افريقيا شهد تباطؤاً و ليس ركوداً ،و ان افريقيا كانت ثالث اكبر مساهم فى نمو الاقصاد العالمي فى عام 2009 بعد الصين و الهند ،و سأورد تحليل المصرفي سانو عن كيف ساهمت دول افريقيا فى الاقتصاد العالمي ... الفترة التى تمر بها بلادنا الان على مستوي الانفتاح و الاستثمار وكل متعلقات النمو الاقتصادي يحتاج الى مداخل جديدة لتطوير القطاع الخاص على نحو منتدي ( دافوس) . لا جدال ان هناك بعض الشركات التى ادخلت منتجاتها مرحلة جديدة من التطور بادخالها لعدة خطوط انتاج ، كما دخل مفهوم الشركات القابضة فى عالم الاتقتصاد السوداني ، و لم تعد الشركات محدودة . أمر آخر تحتاج بعض الشركات الى دعم حقيقي من الدولة ، مثال على ذلك بعض الدول التى توقع على اتفاقيات تبادل تجاري مع السودان تركز دائماً على التسهيلات الجمركية كشريك لتوسع تجارتها مع السودان ،و لا ندري كذلك المقاييس التى يتم بها ( مع سياسة الانفتاح) التى يتعامل بها العالم الآن . فهل يحتاج السودان مثلاً لإستيراد اصناف مختلفة من الزيتون او اللارنج او التوت البري ؟ فى رأيي الشخصي ان بعض المنطقية تتطلبها قائمة بضائعنا المستوردة ،و من هنا تأتي اهمية انتشار منتديات على غرار دافوس ،و هى ادخال الرأى الاجتماعي فى أسس التجارة و عالم البزنس . بالنسبة لمساهمة افريقيا فى اقتصاد العالم 2009 كما ذكر المصرفي (سانو) فكانت بطريقة ما توضح اهمية تفهم البيئة الافريقية و مجتمعاتها ، فقال: و لكن التحويلات المالية من الافارقة فى الخارج تشكل العامل المساهم الاكثر اهمية ،و ان ما يزيد على 30 مليون شخص يعيشون خارج بلدانهم الاصلية يساهمون بأكثر ن 40 مليار دولار سنوياً فى هيئة تحويلات مالية الى أسرهم و مجتمعاتهم فى بلدانهم . اذن البعد الاقتصادي - هذه التحويلات على الاقل- يشير بدرجة واضحة عمق التأثير الاجتماعي على مؤشر النمو الاقتصادي فى الدول الافريقية . نقلا عن الوفاق 2/3/2010