إصرار (الحركة الشعبية – قطاع الشمال)، المتمردة في جنوب كردفان، والمهزومة مبكراً بواسطة اللواء الركن يحيي محمد خير في النيل الأزرق، علي رئاسة (خميرة عكننة) السياسة في السودان المدعو "ياسر سعيد عرمان"، تدل وتؤكد أن هذه (الشرذمة) المرتزقة لا ترغب في سلام واستقرار حقيقي لأهل وسكان منطقتي جبال النوبة والشريط الحدودي لولاية النيل الأزرق. ولو أن الذين قادوا المعارك في جبال النوبة، كانوا في عزيمة وصلابة اللواء "يحي محمد خير" لما استطاعت مليشيات "الحلو" "وعرمان" قصف "كادوقلي" واحتلال مناطق واسعة من محليات جنوب كردفان. ولا تحدثوني عن اختلاف الطبيعي والتضاريس بين المنطقتين، فقد كان "عقار" الأكثر استعداداً للتمرد، بنفوذه السياسي وحكمه المطلق علي الولاية، حتي أنه لم يعد هناك أثر واضح للمؤتمر الوطني في النيل الأزرق إبان فترة الفريق "عقار" الفولاذية التي تميزت باستباحة المال العام لصالح مؤسسات وأنشطة وأجندة الحركة الشعبية ومخططاتها العسكرية والسياسية والأمينة، من الدمازين وإلي "الكرمك" و"قيسان"! "ياسر عرمان" ليس من أبناء النيل الأزرق" وجنوب كردفان".. لم يولد في "كادوقلي"، ولم يترعرع في "الدبيبات"، ولم يدرس الابتدائية في "تلودي" ولم يعمل يوماً في مدن الولاية (هو أصلاً لم يعمل يوماً في حياته لا موظفاً ولا عاملاً، بل ظل مخرباً سياسياً من جامعة القاهرة – الفرع إلي حركة "قرنق" الشعبية في الجنوب). من حق الحكومات وفق (القانون الدولي) أن تفاوض المتمردين وأن تختار شخصيات عامة حزبية أو غير حزبية لرئاسة المفاوضات، ولكن متمردي (جيش الرب) في (شمال) يوغندا، لا يمكنهم أن يختاروا شخصاً من (جنوب) يوغندا لمحاورة حكومة "موسفيني". إذن، لماذا يجلس البروفيسور "ابراهيم غندور"، رئيس وفد الحكومة للتفاوض في "أديس أبابا، مع هذا (المخرب) "العرمان"؟ هل وافق (المؤتمر الوطني) علي رئاسة "عرمان" لوفد (الحركة المتمردة، أم أنها اجتهادات و(ظرافات) من البروف غندور؟. سترون – سادتي- وستسمعون عن أجندة المفاوضات والمطالب التي سيدفع بها "عرمان" إلي طاولة "أمبيكي"، وستقرأون العجب العجاب. سيطالب "عرمان" في (مفاوضات المنطقتين) باتفاقية تشمل (كل) مناطق السودان، من "أمدرمان" إلي "فاشر السلطان"، وفق رؤية (القطاع المقطوع).. ستقرأون عن طرح غريب يستهدف إقرار (الجنوب الجديد).. بعد نجاح "عرمان" وزمرته في فصل (الجنوب القديم) بالنفخ عبر (6) سنوات طويلة علي نار الفتن والنعرات (العنصرية)، والضرب علي (نقارة) التهميش. "عرمان" الذي كان يخاطب (الجنوبيين) وأهلنا (النوبة) من سكان "الحاج يوسف في ندوة مشهودة محرضاً: (لماذا تسكنون الحاج يوسف بينما يسكن آخرون في الرياض والطائف)، لا يمكنه أن يكون أحد صناع أي (سلام) في أي مكان من أرض السودان. لماذا جلس "غندور" في اجتماع (مغلق) مع "عرمان" بحضور "أمبيكي". نقلا عن صحيفة المجهر السودانية 24/4/2013م