قالت اثيوبيا انها قدمت الكثير من المستندات والتوضيحات والدراسات التي تثبت جدوى مشروع سد النهضة دون الإضرار بمصالح السودان ومصر ، وأكدت تمسكها بالمضي قدماً في تنفيذ المشروع ، لإنتاج الطاقة الكهربائية التي تستفيد منها بلدان مجاورة. وقال سفير جمهورية إثيوبيا بالخرطوم ابادي زيمو، إن بلاده لا تهدف من خلال هذا المشروع ، إلحاق الضرر بأيٍّ من مصالح دول حوض النيل ، خاصة دولتا المصب مصر والسودان. ووصف زيمو المخاوف المصرية تجاه المشروع بأنها غير مبرّرة ، خصوصاً بعد التعاون والمرونة التي تبديها إثيوبيا للحفاظ على مصالح مصر في مياه النيل ، واضاف ان مصر ربما تكون ضحية لشائعات تروّج إلى أن إثيوبيا تحاول حرمان مصر من حصتها من المياه ، نافياً بشدة هذا التوجه. واوضح السفير زيمو ان هنالك من يروّج إلى أن دولاً مثل إسرائيل وغيرها، تسعى لإلحاق الضرر بمصر من خلال هذا المشروع" ، مؤكداً أن هذه الأحاديث محض افتراءات لا أساس لها من الصحة، وأن إثيوبيا لا تنتهج على الإطلاق سياسة الإضرار بالآخرين". وأضاف زيمو أن المشروع سيُنفذ بواسطة شركة إيطالية ذات خبرة واسعة في المجال، ونفذت مشاريع مماثلة في كثير من البلدان ، وتعمل على مراقبة تنفيذ المشروع، شركة صينية متخصصة ، وزاد ان "إثيوبيا لها علاقات منفتحة مع كل دول العالم، بما فيها إسرائيل، إلا أنها لم تجد من يمد لها يد العون في تمويل المشروع". وجدد زيمو إشادته بموقف السودان تجاه المشروع ، مشيراً إلى أن بلاده تدعو مصر إلى التعقل ، وأخذ الأمر برويّة ، وقال إن إثيوبيا قدرت الأوضاع السياسية في مصر العام الماضي، وأخرت مشروع اتفاقية عنتبي لمدة عام كامل، دون أي تجاوب. ونوّه إلى أن بلاده وبعد الاستقرار السياسي في مصر عرضت الاتفاقية على برلمانها الذي أقرّها يوم الخميس. وعلي صعيد متصل قال سفير السودان بالقاهرة كمال الدين حسن علي ، إن السودان لا يوافق على ما من شأنه إلحاق الضرر بمصر، وهناك تنسيق وتواصل دائم بين المسؤولين في البلدين في كل ما يتعلق بملف المياه. ودعا إلى تكثيف الاتصالات السياسية والدبلوماسية بين السودان ومصر وإثيوبيا، والعكوف على دراسة تقرير اللجنة الدولية الذي تم تقديمه للدول الثلاث. وذكر أن السودان لن يوقع على اتفاقية عنتبي الإطارية بوضعها الحالي ، مؤكداً أنها تُلحق الضرر بمصالح السودان وأمنه المائي. وأشار السفير كمال الذي قدّم تنويراً عن موقف السودان من بناء سد النهضة لأجزاب مصرية، يوم الخميس، إلى أن الخطوة التالية التي ينبغي اتخاذها هي التوجه الى الجانب الإثيبوبي ومناقشته فيما ورد بتقرير اللجنة الفنية، مبدياً تفاؤله بتجاوب الجانب الإثيوبي في معالجة ما ورد من سلبيات بالتقرير. وقال كمال إنه في حال معالجة هذه السلبيات، فإن السد ستكون له فوائد كبيرة على السودان ومصر. ولفت إلى أن الأضرار البيئية للسد ستصيب السودان دون مصر.