قالت الصين الجمعة إن مبعوثها الخاص لافريقيا موجود الآن في جنوب السودان للمساعدة في محادثات السلام بعد تصاعد أعمال العنف في البلاد. وقالت هوا تشون ينغ المتحدثة باسم وزارة الخارجية في مؤتمر صحافي معتاد في بكين ‘بالنيابة عن الحكومة الصينية يزور المبعوث الخاص تشونغ جيان هوا جنوب السودان والدول المجاورة في الوقت الراهن ويبذل بنشاط جهود وساطة. تعتزم الصين أن تعزز على نحو متواصل الاتصال والتنسيق مع مختلف الأطراف المعنية وتدفع بالمشاركة (مع آخرين) باتجاه استعادة الاستقرار في جنوب السودان.' وتشونغ دبلوماسي مخضرم لديه خبرة بالصراع في جنوب السودان. واضافت المتحدثة ‘تعبيرا عن مشاعر الود لدى الشعب الصيني تجاه شعب جنوب السودان قدمت الصين مساعدة إنسانية طارئة للجنة الدولية للصليب الأحمر من خلال الصليب الاحمر الصيني. سنواصل تقديم المساعدة في حدود قدرتنا على أساس تطورات الموقف وحاجة شعب جنوب السودان.' وأدى الصراع في جنوب السودان إلى مقتل المئات في حين لجأ حوالي 45 ألف مدني للاحتماء في قواعد الأممالمتحدة. واندلعت أعمال العنف في العاصمة جوبا في 15 كانون الاول/ ديسمبر وسرعان ما انتشرت وقسمت البلاد على أسس عرقية بين قبائل النوير والدنكا. وحاولت القوى الغربية ودول شرق افريقيا التي تحرص على الحيلولة دون تفشي العنف في المنطقة الهشة التوسط بين الرئيس سلفا كير المنتمي لقبيلة الدنكا وريك مشار الذي ينتمي إلى قبيلة النوير والذي كان نائبا للرئيس حتى عزله كير في تموز/ يوليو الماضي. وللصين مصالح واسعة في جنوب السودان في مجال الطاقة. وهي أكبر مستثمر بالفعل في حقول النفط بجنوب السودان من خلال شركة النفط الصينية الوطنية العملاقة (سي.إن.بي.سي) وشركة سينوبك. والصين أيضا من الداعمين الرئيسيين للرئيس السوداني عمر حسن البشير. وأثرت أعمال العنف على انتاج النفط الذي يمثل 98 بالمئة من عائدات حكومة جنوب السودان. واضطرت شركة النفط الصينية إلى إجلاء بعض عمالها. وفي السياق ذاته، أكد المبعوث المصري الى جنوب السودان السفير حمدي لوزا نائب وزير الخارجية للشؤون الافريقية على العلاقة الاستراتيجية بين مصر وجنوب السودان موضحا أن القاهرة ليست بعيدة عن التطورات الجارية في الجنوب . واوضح لوزا في جوبا، أن مصر على استعداد تام للمساعدة في التقريب بين وجهات النظر لجميع الأطراف بما تملكه من علاقات أخوية مع الجميع والطاقات الدبلوماسية الفاعلة لحل الأزمة الحالية . وأضاف لوزا أن مصر سوف تدعم كافة الجهود الإقليمية التي تستهدف التوصل لحل سريع للأزمة الحالية مؤكدا ان بلاده على ثقة تامة في رغبة كافة الأطراف في جنوب السودان لاحتواء الأزمة قبل أن تتفاقم وتأخذ أبعادا أكثر خطورة. وأوضح السفير لوزا أن الهدف من زيارته الى جوبا هو الاطمئنان على الأشقاء في جنوب السودان لمساعدتهم على الخروج من الأزمة الراهنة بشكل أكثر سلاما واستقرارا وصلابة. وقال ان الهدية الرمزية المقدمة من شعب مصر وهي عبارة عن كميات من الدواء والغذاء ليست إلا مساهمة بسيطة لتجاوز الأزمة الإنسانية الطارئة التي يمر بها جنوب السودان الشقيق وللتعبير عن التقارب المصري مع جنوب السودان الذي يمتد لجذور التاريخ ولسنوات طويلة. واضاف ان مصر شريك أساسي في جهود التنمية والبناء المؤسسي في جنوب السودان وعلى استعداد للمساهمة في بناء الجنوب دائما حتى يعود السلام والاستقرار اليه. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية السفير بدر عبدالعاطي ان رئيس جنوب السودان سلفا كير استقبل المبعوث المصري السفير حمدي لوزا خلال زيارته الحالية لجوبا على رأس وفد مصري رفيع المستوى. وذكر المتحدث باسم الخارجية ان لوزا قام بتسليم أوت دينق أشوس وزيرة الشؤون الإنسانية في جنوب السودان شحنة المساعدات المصرية، التى اعربت بدورها عن شكرها لمصر حكومة وشعبا على ما يقدمونه دائما من دعم للجنوب وخاصة المساعدات الإنسانية التي تأتي في وقتها بناء على طلب جوبا من دواء وغذاء. واشارت الوزيرة الى أن العلاقات التاريخية بين البلدين سوف تستمر للأبد مؤكدة أن المساعدات سوف تصل للنساء والأطفال الذين تقدر أعدادهم بالآلاف والذين نزحوا نتيجة الصراع الحالي واصفة العلاقات بين الشعبين بأنها أقوى من أي علاقات أخرى في دول المنطقة. وكان في استقبال الوفد المصري بالمطار وزيرة الشؤون الانسانية أوت دينق ورئيس لجنة الإغاثة والتعمير كويث كانق دنيق ونائب وزير الخارجية بشير بندي لوجود وزير خارجيةً جنوب السودان حاليا في نيروبي لحضور قمة الإيجاد الطارئة لمناقشة الأزمة. المصدر: القدس العربي 29/12/2013م