تباشير على السطح تشير إلى انتخابات مرحلية ايجابية تغير من الواقع العام للنظرة السالبة تجاه الانتخابات وما يتابعها من تشكيك وبالياتها المصاحبة. فالاستعدادات ستكون في وقتها وذلك على خلفية أقوال الرئيس البشير إن حزب المؤتمر الوطني الحزب الحاكم لا ينوي تأجيل الانتخابات العامة والمقررة في مارس العام المقبل وتجديد دعوته للأحزاب السياسية، للحوار والمشاركة في الانتخابات لتكون حرة ونزيهة وطرحه لمرتكزات أربعة أساسية منها الحريات والتي لابد أن تكون حرية مسؤولة تراعي مصالح وأوضاع البلاد، وتراعي تطلعات الشعب السوداني في التقدم والسلام. ان التغييرات التي حدثت في هيكلة المؤتمر الوطني واقتراب انتهاء فترة البشير وقناعته الراسخة بان الفترة القادمة لابد أن تشهد تغييراً فاعلاً بدأها بنفسه في العزوف عن الحكم والزهد فيه سيما بعد رفضه الترشح للدورة الجديدة هي إضافة تجعل الباب مفتوحاً على مصراعيه للترشيحات سيما بعد رفضه الترشح للدورة الجديدة، ما يجعل العيون تتطلع للمرشحين الجدد من داخل عباءة المؤتمر الوطني، أو ربما تجديد ترشيحه لدورة رئاسية أخرى. فالاستعدادات ستجري قدماً وساق في سباق مع الزمن نسبة لاقتراب الانتخابات وما يتطلب الأمر من الاستعداد المادي والتنظيمي علي الأصعدة كافة والتهيؤ للمرشحين سيكون واسعاً برغم جدلية ترشح البشير أو عدم ترشحه. لا سيما أن تأكيدات البرلمان على أهمية تعديل قانون الانتخابات وإجازة دستور دائم للبلاد، وإن الهيئة التشريعية القومية تولي القضايا المعنية اهتماماً كبيراً، داعية إلى أهمية مشاركة القوى السياسية بمختلف توجهاتها. هي أسس قومية لإزكاء روح التنافس الحر الشريف في الانتخابات على ان تحتكم للوائح والقواعد. عبد الرحمن الأرباب المحلل السياسي قال في حديثه للصحافة ان من أهم المواصفات التي يجب ان تتوفر في المرشحين الجدد ان تكون عكس الواقع المعاش ففقد الثقة الذي لازم الحقبة السابقة لابد من تجاوزه بحيث يكون متيحاً الحريات عاملاً بكلمة متوازنة وان يبسط العمل الوظيفي على قدر الكفاءة وليس للولاء والقبلية وأن يجهز على الفساد بتفعيل آلياته من مبدأ العدالة والتساوي ويضيف بأن كل من حمل هذه المتطلبات على عاتقه يمكن ان يصير مرشحاً لرئاسة الجمهورية ولا يشترك العمر فقط الوسطية مهمة لمجابهة متطلبات العصر وتطور أفكاره بما لا يحيد عن ثوابت الدولة. وقال الأرباب من ناحية الأحزاب فان ترشح منتخبيهم لابد ان يكون متكاملاً من حيث الإعداد المبكر والتجهيزات بطرح قوى ذي تأثير ايجابي يحمل في مكنونه رضي جماهيري بعيداً عن التعصب، ولا مانع من اشتراطهم في الانتخابات المقبلة بل ذلك يعد إضافة حقيقية للفترة القادمة. وبالتالي سيرشح كل حزب من كوادره بما في ذلك المؤتمر الوطني، وأضاف بأنه لا يعتقد بان الرئيس البشير سيقدم على الترشح في الدورة المقبلة لان السنين التي قضاها في الحكم كانت كافية بالنسبة له ولابد من إتاحة الفرصة للآخرين. بروفيسور حسن مكي قال بان الترشيح يتوقف على الطرح الانتخابي والمقدمات السياسية وإمكانية إن تنتقل رايات حكومة شمولية ابتداءً من رئاسة الجمهورية مروراً بالمجالس التشريعية والنيابية انتهاءً باللجان الشعبية أم هل ستكون التعييرات هيكلية برئاسة رئيس وزراء مفوض يقوم بتقديم لجنة انتخابات بعد تهيئة الأجواء وتصفية الحروب وإشاعة السلام وفك المعضلات الاقتصادية فإذا تم ذلك فسينال المؤتمر الوطني عدداً من المقاعد تؤول إليه وتعمل بنظام التمثيل النسبي إذا لم تدخل بالمقاعد الفردية فالوزن النسبي مهم لمقابلة عدد من المقاعد حسب العضوية. أما عن ترشح قيادات من الحزب الحاكم فذلك متروك لهم لأن الانتخابات حرة إضافة إلى ترشيح الأحزاب أو الدوائر الفردية حسب طرح الشخص المرشح. نقلاً عن صحيفة الصحافة 2014/2/10م //