من جديد اندلعت المواجهات في دولة جنوب السودان، بعد التوصل لاتفاق هدنة بين القوات الحكومية وقوات رياك مشار، فقد أعلنت قوات مشار استعادتها لعاصمة ولاية أعالي النيل ملكال، وأن قواتها تحكم سيطرتها على المدينة. أقر جيش جنوب السودان بهذا الأمر،وقال إنه فقد الاتصال مع قواته في مدينة ملكال، إثر هجوم واسع شنّته قوات تابعة لنائب الرئيس السابق رياك مشار. وقال المتحدث باسم جيش جنوب السودان فيليب أغوير: (ليس لدي أي اتصال مع قيادة ملكال)، مضيافاً أن الجيش ما زال يسيطر علي حقول النفط، وأنه لا توجد معارك في تلك المناطق. ويعتبر هذا الهجوم نسفاً حقيقيا لجهود التسوية التي بدأت بمفاوضات بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، بعد مناوشات مستمرة طوال الفترة الماضية، يعتبر الهجوم علي ملكال نسفا لأي اتفاق لإيقاف النار، ويهدد أيضا فرص العودة لمحادثات السلام المزمعة، وقالت عنة الحكومة في جوبا إنه انتهاك لإيقاف إطلاق النار. حصار الجنود من ناحية ثنائية، وقال متحدث باسم بعثة الأممالمتحدة في جنوب السودان، جو كونتريراس، إن جنود الحكومة والمسلحين ما زلوا يتحاربون في عاصمة الولاية المنتجة لنفط، وقال إن موظفي الأممالمتحدة لا يستطيعون مغادرة مقر المنظقة الدولية في ملكال بسبب القتال. وقالت المتحدثة باسم منظمة أوكسفام غريس كاهيل، إن موظفي المنطقة الموجودين في مجمع الأممالمتحدة قالوا إن لديهم نقطاً في الماء. وتظهر صور التقطت بقمر الصناعي الأميركي (سينتينل) نشرت الأربعاء أن أكثر من535 كوخا قد دمرت في القتال الأخير في ملكال. فيما وصفت صحيفة (القارديان) الهجوم الذي شنته قوات المتمردين الموالين لنائب رئيس جنوب السودان السابق رياك مشار علي مدنية ملكال عاصمة النفط (أعالي النيل)، بأنة يهدد بإيقاف إمداد النفط الجنوبي في المنطقة. وهاجم متمردو الجنوب الثلاثاء مدينة ملكال التي تقع تحت سيطرة الحكومة والهجوم يعتبر الأول من نوعه منذ أن الصرع بدأ في الساعة السابعة بتوقيت غرينتش، وقد كان صراعاً عنيفاً في مناطق مختلفة من المدينة، وكان أن تباد الطرفان الاتهامات بانتهاك اتفاق إيقاف إطلاق النار الذي وقع في الثالث والعشرين من يناير الماضي، بوساطة منظمة التنمية لدول شرق إفريقيا (إيقاد) صرع ديسمبر وأوضحت الصحيفة أن الصرع الذي بدأ في منتصف ديسمبر الماضي، أودي بحياة ألاف المواطنين بجنوب السودان وأجبر أكثر من800 ألف مواطن علي الفرار من البلاد. وبدأت المخاوف تأخذ طريقها بشأن أمن حقول النفط الشمالية في جنوب السودان، والتي تعتبر شريان الحياة الاقتصادية في البلاد. وقال المتحدث بسم الجيش الشعبي لجنوب السودان، فليب أغوير، إن قواتهم لا تزال تسيطر علي مدينة ملكال، وأضافت القارديان، أن الصراع دفع جنوب السودان إلي خفض إنتاجه من النفط يمثل 98% برميل يوماً، من عوائد البلاد. وقال: إن شركات النفط الأجنبية الموجودة بجنوب السودان، تم تعليق العمل بها منذ اندلاع الصراع. تبادل الاتهامات ونتيجة لخرق الهدنة الموقعة بين الطرفين، تبادل الحكومة وقوات مشار الاتهامات بحرق الاتفاق الموقع لإيقاف إطلاق النار في 23 في يناير، الذي جاء بعد أسابيع من المفوضات الشاقة بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا. وتبادل الجانبان الاتهامات مراراً، بحرق اتفاق طلاق النار، عبّر جنوب السودان اليوم عن خيبة أملة لعدم إحراز تقدم بخصوص نشر مراقبين في المناطق المضطربة. وأشار البعض ألي أن يجدد المعارك العسكرية يرجع لعدم العودة لطاولة المفاوضات, فقد كان من المقرر استئناف محادثات السلام الأسبوع الماضي، لكنها تأجلت بعدما طلب المتمردين تسريح أربعة سجناء سياسيين، ما زلوا في قبضة الحكومة، وانسحاب الجيش اليوغندي الذي يدعم جيش كير من جنوب السودان. وقالت وزارة الشؤون الخارجية اليوغندية: إن القوات اليوغندية قد تنسحب أو تعيد الانتشار بعيداً عن البلدات المضطربة في غضون شهرين، إذا قدمت الدولة الإفريقية قوات بديلة في ذلك الوقت. وقال المتحدث باسم الخارجية، فريد أوبولوت، لرويترز إن بلاده لا ترغب في أن يتسبب انسحاب قواتها في حدوث فراغ أمني. من جانب آخر،أكد المتحدث باسم حكومة جنوب السودان، إتني ويك، أن معارك اليوم لن تؤثر علي الجولة الثانية من المفاوضات، وقال إن الوفد الحكومي تلقى تعليمات بموصلة التفاوض. توقف النفط وتجدد المعارك العسكرية في ولاية أعالي النيل وخاصة في ملكال، بسبب قلقاً كبيرا للخرطوم، لأن هذه الولاية تحتوي علي أهم حقول النفط، حيت تنتج حوالي200 ألف برميل، وفي حالة توقفه سيكون له أثر كبير علي الاقتصاد السوداني. وعلى الرغم من تحاشي قوات مشار إيقاف النفط خشية من غضب الخرطوم، إلانة في ظل الوضع العسكري المعقد، لا يعرف كيف سيكون وضع المنشآت البترولية. نقل عن صحيفة السوداني 19/2/2014