فتح خطاب الرئيس البشير الذي ألقاه نهاية شهر يناير الماضي فرص الحوار بين الأحزاب السياسية المعارضة والمؤتمر الوطني والترحيب الذي لقيه الخطاب يجب أن يتحول إلي اتفاق حول القضايا المختلف عليها ويصب في صالح المواطنين وليس لصالح النخبة السياسية فقط والتي ظلت تستمتع بالمغانم حتي لو كانت في المعارضة. نعم ظلت النخبة تستمتع بمغانم السلطة حتي وهي في المعارضة وأكبر دليل علي ذلك هي الأموال التي استلمتها بعض الأحزاب المعارضة من الحكومة قبل أسابيع من الانتخابات الأخيرة استلمت المليارات من خزائن الحكومة ورفضت دفع الاستحقاق الانتخابي. والحزب الوحيد الذي خاض الانتخابات من أحزاب المعارضة المؤتمر الشعبي ورغم اعترافه بنزاهتها في البداية حاول التشكيك حينما وصلت رسالة لبعض مناديبه بعدم التوقيع علي النتيجة بولاية الخرطوم تسلك حزب الأمة أموال الحملة الانتخابية وتسلم الحزب الاتحادي ولكن كلاهما هرباً من المواجهة. ولا أحد يدري حتي الآن أين ذهبت المليارات هل ذهبت لصالح الأملاك المصادرة أم ذهبت لجيوب الكبار علماً بأن ما استلمته هذه الأحزاب مقابل ممتلكاتهم المصادرة أكبر بكثير من قيمة تلك الممتلكات. ولذلك فان فرص الحوار التي فتحت يجب أن تتحول إلي مكاسب للمواطن المسكين بتوطين التبادل السلمي للسلطة وتحقيق الحد الأدنى من المعاش الكريم أما إذا مضت النخبة في ربط الحوار باقتسام كيكة السلطة وتوسيعها فإن ما تبقي من ضوء في نهاية النفق المظلم سينطفي. نقلا عن صحيفة الوفاق 2/3/2014م