قبل سنوات أحدث الاتفاق الذي تم بين الدكتور نافع وعقار جدلاً واسعاً في الساحة السياسية وداخل المؤتمر الوطني نفسه مما أفضي إلي إلغاء الاتفاق؛ فالمكتب القيادي للمؤتمر الوطني لم يوافق علي الاتفاق؛ كما أن الاتفاق كان مفاجئاً في بنوده لكثير من قيادات المؤتمر الوطني، والحقيقة أن بعض الصحف قد شنت عليه هجوماً كاسحاً مما أدي إلي إلغائه، فأصبح أثراً بعد عين. وبعد اللقاء التشاوري لرئيس الجمهورية مع الأحزاب السودانية الذي غابت عنه قوي اليسار؛ حاول تحالف أبو عيسي أن يمد جسوره مع الحركات المتمردة في الجبهة الثورية في محاولة لتدارك الموقف وخوفاً من عزلة القوي اليسارية؛ فأصدر رئيس تحالف قوي الإجماع أبو عيسي بياناً مشتركاً مع رئيس الجبهة الثورية مالك عقار يتحدث عن الحل السلمي الشامل ووقف الحرب، وإلغاء القوانين المقيدة للحريات، والحكومة الانتقالية والمؤتمر الدستوري. ولأن جزءاً من تحالف أبو عيسي كان قد شارك في اللقاء التشاوري الذي دعا له رئيس الجمهورية ومن أبرز هؤلاء المؤتمر الشعبي؛ فإن الجزء الذي أشرف علي بيان أبو عيسي، عقار أصبح يمثل الجزء اليساري في تحالف أبو عيسي بقيادة الحزب الشيوعي السوداني، ولذلك لم يكن مستغرباً أن يرحب صديق يوسف عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي ورئيس لجنة الإعلام بالتحالف بالبيان المشترك لأبي عيسي عقار، وهو بالضرورة يمثل رأي الحزب الشيوعي السوداني. ولكن المفاجأة أن حزب البعث العربي الاشتراكي الذي يتولي أحد قياداته رئاسة اللجنة السياسية بتحالف أبو عيسي لم يسمع بالبيان ولم يطلع عليه قبل التوقيع، فقد صرح القيادي بحزب البعث محمد ضياء الدين أن عدداً من أحزاب التحالف قد تفاجأت بالبيان ولم تسمع به؛ وأضاف أن اللجنة السياسية لم تطلع علي البيان، وأنه لم تتم مناقشته في الآلية الخاصة بالاتصال بالحركات المسلحة داخل التحالف ولا الهيئة العامة. فإذا كانت اللجنة السياسية لتحالف أبو عيسي لم تطلع علي البيان وهي من الجهات التي يجب أن تستشار علي الأقل؛ والآلية الخاصة للاتصال بالحركات خارج الصورة أيضاً، وكذلك الهيئة العامة!! فمن ذا الذي فكر في البيان أصلاً؟ ومن الذي صاغه؟ وكيف تجري الأمور داخل تحالف المعارضة الذي يطرح نفسه بديلاً للقوي الحاكمة وينادي صباح مساء بالديمقراطية. ويبدو- والله أعلم – أن تغييب حزب البعث كان مقصوداً لذاته لموقف حزب البعث من الحركات المسلحة، ووضح جلياً أن العناصر الشيوعية تسير التحالف علي طريقة العمل السري الذي يفاجئ الخصوم بخطوات لم تكن متوقعة حسب خبرة الحزب في العمل السري، ولكن هذه المرة وقعت المفاجأة علي حزب حليف ويساري كمان هو حزب البعث العربي الاشتراكي. بعد الانسحاب المدوي لحزب الأمة من تحالف أبو عيسي، وشق المؤتمر الشعبي طريقة نحو الحوار الوطني دون أن يعبأ ببقية القوي في تحالف أبو عيسي، وتململ حزب البعث علي الطريقة التي تدار بها الأمور داخل التحالف؛ يبدو أن التحالف مقبل علي صيف ساخن. نقلا عن صحيفة الصيحة 10/4/2014م