عين الرئيس الامريكي باراك اوباما مستشارته للشؤون الاقتصادية والسياسية جين هارتلي سفيرة للولايات المتحدة في فرنسا، وقد يبدو الحدث الذي تم اعلانه بعد وقت قصير من اجتماع اوباما مع موظفي السفارة في باريس عاديا لا يثير الاهتمام الا ان الاوساط السياسية في واشنطن رفعت من منسوب انتقاداتها حول اوباما الذي يحبذ اختيار سفراءه الجدد من الممولين الكبار لحملاته الانتخابية السابقة . وقد جذبت جهود هارتلي في جمع التبرعات اهتمام البيت الابيض ولكن تعيينها في باريس وسع الانتقادات بان ترشيحها كان مجرد مكافأة ، وبالعودة الى الاعمال السابقة لهارتلي نجد انها قد نصحت الشركات المتعددة الجنسية والمؤسسات المالية بضرورة الاهتمام اكثر بالسياسة لانها تؤثر على استثمارتهم ، وشغلت هارتلي في السابق منصب الرئيس التنفيذي لمحموعة « جي 7 « وهي شركة ابحاث تابعة لمجموعة السبعة والصين ومجتمع الاستثمار الدولي كما عملت في مكتب العلاقات العامة للبيت الابيض خلال ادارة كارتر . ومن الواضح ان اوباما قد اختار العديد من سفراء الولاياتالمتحدة الجدد الى اوروبا من قائمة كبار جامعي التبرعات في السنوات الاخيرة ، وردا على الانتقادات قال البيت الابيض بان كونك ممول لحملة الرئيس لا يضمن لك وظيفة في البيت الابيض ولكنه لا يمنع من الحصول على واحدة ، وحقيقة الامر ان اوباما اختار الترشيحات لمناصب السفراء من صفوف القطاع الخاص الى الخدمة الحكومية لانه يعتقد بانهم يمتلكون المؤهلات في جميع المجالات . وكان هذا المنصب شاغرا في السفارة الامريكية في باريس منذ عام 2013 عندما غادر السفير تشارلز ريفكين الى واشنطن ليحتل منصب مساعد وزير مكتب الخارجية للشؤون الاقتصادية والتجارية ، وقد اثار ريفيكين نفسه انتقادات بواشنطن لانه جمع اكثر من نصف مليون دولار في عام 2008 لحملة اوباما الانتخابية فضلا عن 300 الف دولار للجنة تنصيبه . ويقول المنتقدون بان اوباما منح ما لايقل عن 19 شخصا من كبار حملته الانتخابية وحلفائه مناصب عليا في السفارات الامريكية في الخارج خلال سنة واحدة فقط من بينهم ستة اشخاص جمعوا اكثر من مليون دولار من التبرعات لحلمته احدهم رئيس الحملة الانتخابية الاوباما في عام 2012 . ومن بين الاسماء التى حصلت على مكافاة دينيس باور الرئيسة المالية لحملة نساء من اجل اوباما والتى اختيرت فيما بعد كسفيرة للولايات المتحدة في بلجيكا وكريستال نيكس هاينز الزميلة السابقة لميشيل اوباما في جامعة برينستون والتى جمعت اكثر من نصف مليون لحملة اوباما الانتخابية وتم اختيارها فيما بعد كسفيرة في منظمة اليونسكو . ووفقا لجمعية الخدمة الخارجية الامريكية فقد عين اوباما اكثر من 33 في المئة من سفراء الولاياتالمتحدة من ممولي حملاته الانتخابية وهو رقم يفوق بقليل عن نسبة 30 في المئة في عهد الرئيس السابق جورج دبليو بوش و31 في المئة في ظل والده و31 في المئة في عهد بيل كلينتون . المصدر: القدس العربي 9/6/2014م