هل زيارة الرئيس المصري الجديد عبد الفتاح السيسي للسودان كانت مفاجأة أم رتب لها؟ هل كانت وراؤها أجندة أم محاولة لبناء الثقة بين الدولتين، في ظل الظروف التي عانت فيها مصر مؤخراً بعد حكم الرئيس مرسي. بالتأكيد أن زيارة السيسي للسودان جاءت في ظل الظروف التي تعاني منها مصر حالياً، إضافة إلى محاولة لكسب ود السودان خاصة وأن مصر تتخوف من أن يحدث لوبي عليها مع إثيوبيا، اذ أن سد النهضة الإثيوبي عامل هاجس للمصريين وللقيادة الجديدة، وبذلك لابد أن تأمن مصر جانب السودان أولاً في هذه الظروف ومصر تعلم جيداً أن العلاقة بين البلدين متوترة، إن كان هذا التوتر بسبب سد النهضة أو حلايب، فلابد أن تعود العلاقات إلى طبيعتها في فترة وجيزة. لقد اتخذ السودان سياسة جديدة في علاقته مع دول الجوار خاصة مصر، ففي فترة حكم الرئيس السيسي كادت تلك العلاقة الإخوانية أن تحدث شرخاً كبيراً ولكن السودان تعامل معها بحكمة، وكثير من الناس كان يظن أن مرسي سيمتن علاقاته مع الخرطوم إبان فترة حكمه بناءً على تلك العلاقة الإخوانية، ولكن الرئيس مرسي لم يزر السودان خلال فترة حكمه إلا عابراً من أديس أبابا، محاولاً حل مشكلة الصحفية المصرية "شيماء" التي تم احتجازها بواسطة السلطات السودانية، لذا فإن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي للسودان كثالث دولة يزورها بعد انتخابه رئيسا لمصر، هي محاولة لبدء علاقات جديدة لبناء الثقة بين البلدين، رغم أن هناك بعض التفاصيل لتلك الزيارة لم يتم اكتشافها، ولكن مهما كانت فهي محاولة لطي أي خلافات وبناء جسور المحبة بين البلدين. إن مصر في حاجة إلى السودان والسودان في حاجة إلى مصر، وهما شعبان امتداد لشعب واحد وهم الأقرب إلى بعضهما البعض.. فإثارة المشاكل وإثارة الملفات التي لا تحترم البلدين في تلك الظروف لا معنى لها، فيجب أن يتم التركيز في خلق علاقة مميزة بين البلدين دون التدخل في شؤون الدولة الأخرى، فإذا ضمنا ذلك فلا أظن أن هناك توتراً سيحدث في تلك العلاقات، فتوتر العلاقة بين الدولتين هو سبب أساسي في خلق الأزمة بينهما، وفي هذا الوقت لا مصر ولا السودان في حاجة لمثل هذا التوتر. وأعتقد مهما كانت زيارة السيسي للبلاد فينبغي أن نتعامل معها كعلاقة أخوية ليست لها أي علاقة بما جرى في حكم الرئيس مرسي السابق وهذا شأن داخلي فيمصر جاء مرسي أو جاء السيسي، فيجب أن تتعامل معهم دولة السودان بقدر واحد من العلاقات وليس من المصلحة أن يميل السودان لأي طرف من أطراف الحكم في مصر، فلا الإخوان سينفعون ولا غير الذي يحكم مصر سينفع. ومن هذا المبدأ علينا أن نعامل أي حاكم لمصر بقدر واحد، لأن في النهاية يهمنا استقرار مصر واستقرار السودان. نقلاً عن صحيفة المجهر 29/6/2014م