واهم من يعتقد أن إسرائيل هي وحدها التي ترفع السلاح في وجوه الفلسطينين داخل الأراضي المحتلة، فوراء دولة الكيان الصهيوني يقف داعمون بالمال والسلاح لاستئصال ما يمكن أن يكون تماسكاً إسلامياً أو عربياً في المنطقة، ولم يكن الدعم قاصراً علي المال والسلاح، بل أمتد ليأخذ الرجال من بين صفوف الدول المساندة لاسرئيل، والتي تنفذ ما تخطط له تل أبيب ب (الحرف)، ليكونوا جزءاً من المعركة الأزلية بين الحق والباطل، وهم في الجانب الثاني دون شك. الفضيحة كانت داوية، تناقلها بالأمس وكالات الأنباء والفضائيات بعد أن أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية بياناً رسمياً أكدت فيه أن أمريكيين أثنين كانا من بين الجنود الإسرائيليين الثلاثة عشر الذين قتلوا في الهجوم الفاشي علي (غزة) يوم الأحد، والذي استشهد خلاله نحو مائة مواطن فلسطيني. التورط الأمريكي، حتي ولو كان من خلال أفراد لا علاقة لهم بمؤسسات الحكم الأمريكية، إلا أنه يفضح التأثير السالب علي عقلية المواطن الأمريكي، وانقياده التام لما تخطط له إسرائيل، دون عقل أو وعي أو تفكير لإجراء مقارنة بين طرفي الصراع، وهو في النهاية أيضاً يكشف عن مدي التورط الأمريكي الرسمي في ما يجري علي أرض فلسطين السليبة، ليس من خلال الدعم المادي والعسكري المباشر لدولة إسرائيل بل من خلال الدعم بالمحاربين والمقاتلين مثلما كشف واقع الحال علي أرض القتال، عندما أوضحت رسالة بعث بها الاتحاد اليهودي لمنطقة (لوس أنجلوس) الكبرى لقائمته عبر البريد الإلكتروني، إن (ماكس شتينبرج) وهو مواطن أمريكي من (سان فرناندو فالي) بولاية كاليفورنيا، كان قناصاً في لواء جولاني في الجيش الإسرائيلي بينما ذكرت صحيفة (هيوستون كرونيكل) الأمريكية – بالطبع – إن (نسيم شين كارميلي) من جزيرة (ساوث بادر) في ولاية تكساس كان يقاتل أيضاً في لواء جولاني. بيان وزارة الخارجية والإفادات التي جاءت من قبل الاتحاد اليهودي ومن صحيفة (هيوستون كرونيكل) يؤكد ما لا يحتاج إلي التأكيد، وهو المساندة الأمريكية غير المحدودة لإسرائيل، وأن (واشنطن) والغرب (المتطرف) في عدائه للإسلام يقفون وقفة رجل واحد مع الجانب الإسرائيلي في حربه القذرة ضد (غزة) وأهلها.. وإنهم لن يصلحوا أبداً ليكونوا حكماً بين المتخاصمين لأنهم دخلوا إلي قلب الصراع.. منحازين للباطل.. وإن الباطل كان زهوقاً. نقلا عن صحيفة آخر لحظة 22/7/2014م