انتقدت قيادات سياسية وأهلية سودانية بولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق المتاخمة لجنوب السودان، موقف الحركة الشعبية (قطاع الشمال) من جولة مفاوضات المنطقتين معتبرة اعتذار الحركة الشعبية عن جولة المفاوضات خروج من الإطار الدولي والأفريقي والعربي الذي وضع التفاوض حول قضايا المنطقتين كأساس للوصول للسلام بين الأطراف. وقال بشارة جمعة أرور الأمين السياسي بحزب العدالة في تصريح صحفي إن اعتذار قطاع الشمال عن الدخول في الجولة يعد بمثابة مناورة ومزايدة سياسية على حساب المتضررين الأساسيين من استمرار الحرب رافضاً في الوقت ذاته إبراز كروت الضغط من أجل تحقيق أهداف لا تصب في مصلحة المواطن بالمنطقتين. وأبان أن قضايا المنطقتين أصبحت سلع تسوق بين القوى السياسية في الخارج، موضحاً أن تأجيل المفاوضات من شأنه إطالة أمد الحرب بمنطقتي جنوب كردفان والنيل الازرق. وطالب أرور المجتمع الدولي والاتحاد الأفريقي بالضغط على قطاع الشمال من أجل الرضوخ للمفاوضات كحل أمثل لحسم قضايا المنطقتين بعد أن سئم الجميع استمرار الحرب دون جدوى. من جانبه وصف عبد الرحمن أبومدين عضو الوفد الحكومي المفاوض اعتذار قطاع الشمال بأنه محاولة يائسة لخلق جسم موازي للحوار الوطني الذي ينتظم البلاد، موضحاً أن الموقف الأخير لقطاع الشمال سوف يجد رفضاً أفريقياً ودولياً باعتبار أن الآلية رفيعة المستوى هي التي تتولى الإشراف على المفاوضات. وقال إن الحركة الشعبية قطاع الشمال لا تستطيع الانفصال من الجبهة الثورية لأنها لا تملك القوى العسكرية التي تواجه بها الحكومة في الميدان وزاد قائلاً: قطاع الشمال ينتظر ما تخرج به محاولات الجبهة الثورية في باريس وأديس أبابا لإتخاذ موقف من المفاوضات. وأكد حرص الحكومة على دخول جولة المفاوضات متى ما طلب منها ودون شروط مسبقة، مضيفاً (على قطاع الشمال عدم وضع العراقيل والشروط للجولة القادمة). وفي السياق رفضت آلية الأحزاب والتنظيمات السياسية بولاية جنوب كردفان سلوك قطاع الشمال في التفاوض حول المنطقتين موضحة أن عرقلة التفاوض من شأنه إطالة أمد الحرب في المنطقتين التي عانى أهلها كثيراً. وأبانت أن القوى السياسية بالولاية قدمت رؤيتها السياسية والأمنية والإنسانية للوفد الحكومي باعتبار أن من يمثلونهم هم أهل المصلحة الحقيقية، مضيفة أن الحرب التي استمرت بالولاية عطلت كافة مسارات التنمية التي ينشدها مواطن الولاية. وفي الإتجاه أجمعت الأحزاب السياسية بولاية النيل الأزرق أن التفاوض وتحقيق السلام هو الخيار الأمثل لحل كافة القضايا بالبلاد. وناشد خليفة عمر حامد رئيس حزب الفونج القومي قطاع الشمال بالجلوس للمفاوضات والرجوع لصوت العقل وتقديم الأطراف للتنازلات من أجل تحقيق الأهداف المرجوة معرباً عن أسف حزبه لتأجيل قطاع الشمال للمفاوضات، مضيفاً أن المواطن بالنيل الأزرق هو المتضرر الأول من استمرار الحرب،. واعتبر أبوبكر محمد خاطر الأمين العام لحزب الأمة الفيدرالي أن تأجيل المفاوضات عن موعدها يخدم مصالح أجندة خارجية ودعا إلى أن يستمر الحوار سوداني كما بدأ مطالباً رجوع قطاع الشمال لطاولة المفاوضات والتنازل من أجل مصلحة الوطن. وأكد إبراهيم الطريفي الأمين العام للحزب الاتحادي الديمقراطي المسجل بالولاية أن الحركة الشعبية انتحرت عسكرياً، مضيفاً أن أي اتفاق مع الحركة الشعبية لا يكون له تأثير إذا لم يناقضش القضايا الأساسية التي تهم المواطن. واستنكر السماني عبد الشافع رئيس حزب اتحاد عام جنوب وشمال الفونج عدم قبول قطاع الشمال استمرار المفاوضات في موعدها، موضحاً أن ذلك يعني تبييت النية لمواصلة الحرب في المنطقتين، مؤكداً موقفهم المؤيد لإكمل السلام وقيام المفاوضات في أقرب وقت داعياً الوساطة للضغط على قطاع الشمال.