تتجه هذه الأيام شخصيات قيادية معارضة وحركات مسلحة وأخرى لها أبعاد إقليمية ودولية نحو "أديس أبابا" لعقد اجتماعات ولقاءات، تارة مع بعضها البعض وتارة أخرى مع شخصيات وسيطة في المسألة السودانية، فبعد وصول الصادق المهدي والمبعوث الأمريكي الخاص لحكومتي السودان وجنوب السودان وثامبو أمبيكي ل"أديس" وتداولهم للشأن السوداني، تناقلت المواقع الإلكترونية أمس خبر وصول رئيس حركة تحرير السودان. "عبد الواحد محمد نور" إلى "أديس" ووفقاً للخبر أن الدعوة وجهت ل"‘بد الواحد" من رئيس الوزراء الإثيوبي هايلي ماريام دسالين ورئيس الاتحاد الأفريقي نكوسازانا دلامين زوما ورئيس الآلية الأفريقية ثامبو امبيكي ورئيس البعثة الأفريقية المشتركة لدارفور محمد بن شمباس. وأكدت حركة تحرير السودان أن هذه الدعوة تأتي في إطار التشاور مع الزعماء الأفارقة لشرح موقف حركتهم ورؤية الجبهة الثورية لحل الأزمة السودانية عبر الحل الشامل الذي يفضي الى تغيير النظام، كما نصت طبقاً لمقررات ومواثيق كاودا و(الفجر الجديد) و(إعلان باريس) الذي عقد مؤخراً بين الجبهة الثورية وحزب الأمة (القومي) وعزله إقليمياً ودولياً كما جاء في الخبر. وجود "أمبيكي" في "أديس" آثار أكثر من استفهام وجدد سؤال بعض المراقبين عن طبيعة المهمة التي يقوم بها "أمبيكي" تجاه عملية الحوار الوطني في السودان، وهل يقوم بهذا الدور بوصفه مراقباً كما قال النائب الأول لرئيس الجمهورية أم وسيطاً كما تعبر عن ذلك المؤسسة الأفريقية التي ينتمي لها، كما أن هذه اللقاءات تعقد في وقت كان محدداً لاستئناف المفاوضات بين الحكومة و(قطاع الشمال) حسب ما أكدت الحكومة السودانية، حينما قالت إن الوسيط الأفريقي رئيس الآلية "ثامبو أمبيكي" وجه الدعوة بصور رسمية للحكومة والحركة الشعبية (قطاع الشمال) لاستئناف الجولة السابعة من المفاوضات فكيف يتم الجمع بين دعوتين، أما وجود المبعوث الأمريكي في "أديس" ولقائه ب(الصادق المهدي) بعد توقيعه ل(إعلان باريس) مع الجبهة الثورية يمكن أن يحسب في صالح القوي المعارضة الموجودة في "أديس" علي خلفية الخلاف القديم المعروف بين المبعوث الأمريكي وحكومة السودان، عندما وصف المبعوث قضية "أبيي" بالشائكة ورفض وزير الخارجية "علي كرتي" هذا الوصف. وقال المبعوث لا دور له في هذه القضية ولن نمنحه هذه الفرصة و"أبيي" هي القضية الوحيدة التي تبقت لأمريكا لإفساد علاقتها مع السودان، في ذات الاتجاه سبق أن أبدت الخارجية وبعض القيادات النافذة في السلطة تحفظها من دور المبعوثين في قضايا السودان، ما يعني أنه ربما يقوم بهذا الدور دون مشورة الحكومة السودانية. كذلك فهم هؤلاء حضور الصادق إلي "أديس" في سياق أنه جاء وفق خطة مرسومة من بعض دول المحور الإقليمي لتغيير النظام في السودا. وسألوا عن دواعي لقاء "الصادق المهدي" بالجبهة الثورية مرة أخري بعد (لقاء باريس) والإعلان الذي تمخض عنه (إعلان باريس) وعن المستجدات التي طرأت، إلا أن آخرين لم يستبعدوا أن تكون هذه الحركات تتم بهدف دعم عملية الحوار الجارية بالداخل، لاسيما أن الرئيس البشير ومساعده بروفيسور "إبراهيم غندور" ظلا خلال الأيام الفائتة يدعوان الحركات المسلحة للانضمام لطاولة الحوار. وسبق أن التقي "بن شمباس" و"أمبيكي" الأمين العام للمؤتمر الشعبي دكتور "الترابي" بمنزله بالمنشية. وتناقشوا حول كيفية إقناع الحركات المسلحة وفق ضمانات تلتزم بها الحكومة لدخول البلاد، والتحاور حول كيفية الوصول لاتفاق يمكن الجميع من المشاركة في الحكم وتحقيق السلام. نقلاً عن صحيفة المجهر السياسي 1/9/2014م