فى خطوة مهمة نحو إرساء قواعد جديدة وراسخة للعلاقات المصرية الإثيوبية بعد فترة من الشد والجذب مرت بها فى أعقاب أزمة سد النهضة، تبدأ الدبلوماسية المصرية مرحلة مهمة وحساسة بزيارة سامح شكرى وزير الخارجية اليوم إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا . وتأتى الزيارة بعد أيام من انتهاء جولة المفاوضات الثلاثية بين مصر و إثيوبيا والسودان بالخرطوم والاتفاق على تشكيل لجنة خبراء وطنيين من الدول الثلاث تعمل تحت إشراف دولى لدراسة سد النهضة فى غضون 6 أشهر تبدأ من الأول من شهر سبتمبر الحالي، حيث كان شكرى أكد قبل إطلاق المفاوضات حرصه على زيارة إثيوبيا لتقييم ما يتم الاتفاق عليه ومناقشة مجمل العلاقات الثنائية ووضع إطار عام لتطويرها فى مختلف المجالات، مشددا على استمرار التواصل بينهما . وتحتل الزيارة أهمية كبرى بعد أسابيع من البيان المشترك فى أعقاب لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسى ورئيس الوزراء الإثيوبى هيلى ماريام ديسالين فى مالابو بغينيا الاستوائية التى كانت نقطة تحول على هامش اجتماعات القمة الأفريقية التى عادت خلالها مصر إلى حضن الاتحاد الإفريقى بعد تعليق عضويتها فى أعقاب ثورة 30 يونيو. وفتحت قمة السيسى وديسالى نصفحة جديدة وهامة فى العلاقات بين البلدين ،حيث تم خلال البيان المشترك الاتفاق على إرساء دعائم فصل جديد للعلاقات الثنائية، وعلى صعيد التعاون الإقليمى، وأن الجانبين المصرى والإثيوبى اتفقا على البدء الفورى فى الإعداد لانعقاد اللجنة الثنائية المشتركة كما أكد الطرفان محورية نهر النيل كمورد أساسى لحياة الشعب المصرى ووجوده وإدراكهما لاحتياجات الشعب الإثيوبى التنموية. وتقرر تشكيل لجنة عليا لتناول كل جوانب العلاقات الثنائية والإقليمية فى المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية مع احترام مبادئ الحوار والتعاون كأساس لتحقيق المكاسب المشتركة وتجنب الإضرار ببعضهما البعض و أولوية إقامة مشروعات إقليمية لتنمية الموارد المالية لسد الطلب المتزايد على المياه ومواجهة نقص المياه واحترام مبادئ القانون الدولى وهو ما بدأ تنفيذه على أرض الواقع. وكان شكرى قد اعتبر أن البيان المشترك بين الجانبين تطور مهم فى إطار العلاقة المصرية الإثيوبية ويرسى دعائم فصل جديد فى العلاقات على الصعيد الثنائى والإقليمى ويؤكد الالتزام المتبادل فى علاقة البلدين الثنائية التى تقوم على مبادئ التعاون والاحترام المتبادل واحترام القانون الدولى وتحقيق المكاسب المشتركة، معتبرا أن لدينا مصلحة فى أن نسير قدما لتحقيق أهدافنا. وكان وزير الخارجية الإثيوبى قد أكد عقب لقائه الرئيس السيسى للتهنئة بتنصيبه أن تطوير التعاون بين البلدين فى مختلف المجالات التنموية من شأنه أن يزيد بناء الثقة فيما بينهما على المستويين الرسمى والشعبى مما سينعكس إيجابيا على كافة مناحى العلاقات الثنائية بين البلدين. المصدر: الاهرام المصرية 4/9/2014م