لست من أنصار الوسيط الأجنبي لحل نزاعتنا الداخلية؛ حيث أثبتت تجاربنا معه عدم التوفيق والوصول إلي حلول ومعالجات نهائية لكل إشكالاتنا السياسية العالقة، بل مزيداً من الأزمات والشاهد علي ذلك (نيفاشا) التي انتهت بفضل الجنوب، والملف الدارفوري الذي ما زال عالقاً، بعد أن جال وصال في عدد من العواصم الأفريقية، إلي أن استقر في الدوحة التي تحقق عبرها النجاح بتوقيع حزب الحرية والعدالة بقيادة الدكتور التيجاني السيسي، الذي يبذل جهوداً مقدرة في اتجاه إلحاق الحركات الرافضة بوثيقة الدوحة التي وجدت تأييداً ومساندة من المجتمع الدولي بكل أشكاله المختلفة، بما في ذلك الأممالمتحدة، ولكن يبقي الاتفاق منقوصاً ما دام هناك نفر يحمل السلاح في وجه الدولة السودانية، وأما صديقنا السيد ثامبو أمبيكي فقد اتجه نحو ملف الوفاق والإجماع الوطني بعد أن فشل في تحقيق أي تقدم فيما بين الحكومة وقطاع الشمال في أكثر من عامين، وهو الآن بصدد جمع كل الفرقاء علي طاولة واحدة. بعد أن تقدم بإعلان المبادئ الذي وافق علي بنوده الجميع حكومة ومعارضة، في حين كانت مهمة السيد أمبيكي تنحصر في تقريب وجهات النظر – حسب ما ورد في الأجهزة الإعلامية مؤخراً، وأن الاتحاد الأفريقي سيكون ضامناً لكل بنود الاتفاق ما بين الحكومة والمعارضة، ولكن لغياب الإرادة السودانية الحرة، وانعدام الثقة فيما بيننا نحن – السودانيين- جعل من السيد أمبيكي وسيطاً يضع إعلان المبادئ الذي تم التوقيع عليه من كافة الفرقاء مساء الجمعة الماضية في أديس أبابا، وبما أننا نتطلع إلي معالجات نهائية للأزمة، والصراع السياسي الذي أقعد بلادنا عقوداً من الزمن، فلنشجع وندعم إعلان المبادي حتي يكتمل المشهد السياسي بمشاركة الجميع في تلك المائدة المستديرة التي انتظرناها كثيراً، خاصة أن السيد أمبيكي في إعلانه يتحدث عن مبادئ عامة موجودة أصلاً في مقدمة اولويات لجنة الحوار الوطني الداخلية، وهي تتعلق بوقف الحرب، وإطلاق الحريات العامة، والمعتقلين السياسيين، وذلك عبر حل سياسي شامل للأزمة السودانية، علي طريق الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة، ولكن تبقي الإرادة الوطنية، والثقة المتبادلة هما أساس نجاح المفاوضات المباشرة في الأيام القادمة. نقلا عن صحيفة التيار 7/9/2014م