قبل الإنقاذ بأيام قليلة توفيت والدة مولانا محمد علي المرضي حاكم كردفان الأسبق ووزير العدل في عهد الإنقاذ. كانت امرأة مؤثرة في مجتمع مدينة الأبيض وإبنها له علاقاته السياسية والقانونية والراضية فكان المأتم من المآتم التي حضرها الناس من كل حدب وصوب وظلت المدينة تترقب حضور السيد الصادق لهذا العزاء وقبل لحظات من حضور الوفد حضر الناس لاستقبال السيد الصادق ولكن فوجئ الجميع بإنابته للسيد عبد الرسول النور فأحبطت المدينة والوفود القادمة من الولاية والولايات الأخرى لعدم حضور السيد الصادق حتى وعدم اناباته لأحد أفراد أسرته كما فعل في دارفور عندما أرسل كريمته للعزاء إنابة عنه، واحتار الناس أين تجلس في سرادق الرجال ام مع النساء؟. حضر وفد كبير جداً فيه كل أبناء كردفان ودارفور من حزب الأمة بالخرطوم وفي آخر ليلة بعد رفع الفراش جلس كل أبناء الحزب من الضيوف مع الذين يهمهم الأمر من أبناء الحزب من الأبيض كانت جلسة صفاء ولم تكن إجتماعاً والناس يتداولون أطراف الحديث هنا وهناك وفجأة عرج الحديث إلى الحزب و ما آل أليه الحزب وتصرفات السيد الصادق تجاه أبناء كردفان ودارفور وسياسة التقريب والتبعيد تارة برفع بكري عديل وأخرى برفع عبد الرسول النوار وتحدثوا عن دكتور بشير عمر وإبعاده المتعجل عن وزارة المالية برغم نجاحه وتعمق الحديث في أشياء كثيرة وتحدث بعضهم عن ضرورة شق الحزب لنصفين ليعلم الجميع أين القوة والجناح الأكبر ثم يعاد بعد ذلك علي أسس. هنا انبري الحاج عبد المنطلب خطيب رحمه الله وهو رجل وقور وعلى خلق ومن الشخصيات النافذة والمحترمة داخل الحزب وخارجه وقال بصوت عال دايرين تشقوا حزب الأمة وأنا موجود معاكم على الطلاق ده ما يتم وأنا حي وعيني فيها موية قوموا أمشوا نوموا. هنا سكت الجميع احتراماً للرجل واصله لم يكن هناك إجتماع وإنما جلسة صفاء في منتصف الليلة وسافر الجميع في الصباح الباكر وسكت الجميع عن هذا الموضوع ولم يتعرض احد لهذا الأمر. وبعد شهر تقريباً قامت الإنقاذ. السيد الصادق وهو صاحب الجمل والأقوال ومنها الجهوية ولكن يبدو إن فوبيا الجهوية قد إصابته لان تصرفه مع أبناء كردفان ودارفور تصرفات تنم عن جهوية وهو إحياء لنعرات قد ظهرت في عهد المهدية الأول وظهور الأشراف وغيرهم وانتهت في ذلك الحين. نحن عندما نتحدث عن هذا الأمر نحاول ان ننكأ الجرح ليطيب ويبرأ لأن السودان يحتاج إلى حزب أمة قوى وليس حزباً ضعيفاً يترنح ولا يدري أين يقف. بعد أن بدأت الإنقاذ بموالاة الأحزاب وبدأت الأحزاب دخول المعترك السياسي بدأ السيد الصادق يطيح بالرؤوس التي كانت في تلك الجلسة بدأها بمولانا محمد علي المرضي صاحب الدار وقد عزله عزل تشف بلا اجتماع للحزب أو مداولات للأمر. أصبح كل ما ابعد شخص أما تلقفه حزب آخر أو هو نفسه أقام حزبه ولم حوله اتباعاً ومريدين ولا ادري كم عدد أقسام حزب الأمة الآن لكنها تفوق الستة أحزاب وآخرها الرجل الوقور الرزين دكتور مادبو. هذا أمر مؤسف وخطير وقد قفل السيد الصادق الباب أمام الجميع بتعين ابنته نائبة له في رئاسة الحزب وليته عين ابنه العميد عبد الرحمن في هذا المقام لتقوية شراكته (المنكورة) مع الإنقاذ فالرجل دلت تجربته الصغيرة على انه يتمتع بكريزما طاغية تفوق كريزما والده نفسه ويمكن ان يمشي إلى الأمام. برغم اننا طعنا من حزب الأمة في ظهرنا في انقلاب المقدم حسن حسين عندما كانت تعليماتهم بتصفية قادة الانقلاب بعد نجاحه وكان بيانهم جاهزاً. كل ذلك أصبح الان تاريخاً مايهمنا هو السودان وكيف تعود العافية إلى الحياة السياسية وعودة العافية تكمن في عودة الأحزاب الكبيرة إلى قوتها ولن تعود إلى قوتها وهي أجزاء ولن تتحد الا إذا تنازل السيد الصادق والذين من حوله و أعطوا الرجل حقهم في قسمة السلطة التي يطلبها هو الآن من الآخرين فأجدر إن يبدأ بنفسه وان لا يتهيب من ذلك الأمر لأن أهلنا بيقولوا (الميه الباردة بتقد الدلو). لا خلاف عليك سيد الصادق علي الإطلاق ولكن يقيني الذي اخافك أكثر سناريو سقوط الأمير نقد الله وفوز دكتور عبد النبي وهو ما أرعب البقية من الاكتساح القادم. أود إن اهمس لك سيد الصادق بكلمة صدق لن يقوى مركزك بجهة تعتمد عليها غير أبناء حزبك وليس كما فعلت في باريس لان السياسة وأنت سيد العارفين مصالح وقراءة تتبدل بين الحين والآخر وصداقات يمكن ان تتحول لعداوات وعداوات يمكن ان تتحول لصداقات حسب مصلحة الحزب ورؤيته. لو كنت مكانك لقمت بحل كل مكاتب الحزب واتصلت بكل الجهات التي انفصلت ولأقمت مؤتمراً عاماً للحزب يعلن عن ميلاد مرحلة جديدة لحزب امة قوى بأبنائه يساعد في وحدة السودان وبنائه ونهضته. نقلاً عن صحيفة الصحافة 2014/9/22م