أثبتت التجارب والشواهد فشل قوات اليوناميد في إدارة الازمة في دارفور فالبعثة المختلطة بجانب إنحيازها للحركات المتمردة اخفقت كذلك في ادارة أفرادها مما ادى إلى ترهل هيكلها الوظيفي ودخول عناصر غير مؤهلة تشغل مناصب إدارية حساسة تخدم منافعها الخاصة غير مبالية بالتفويض الأممي الممنوح لها. وفشل اليوناميد يعود الى عدم مقدرتها على التعاطي مع الاعتداءات المتلاحقة للحركات المسلحة في دارفور كما ان طبيعه دارفور الجغرافية وتصاعد وتيرة الصراع الاهلي الذي لايقبل التدخلات الخارجية الى جانب ضعف عمليات تدريب هذه القوات كلها اسباب ادت الى فشل مهمتها في الاقليم..فهذه القوات لم ترق لمستوى انتشارها في الاقليم ويمكن ان تلعب دورا فعالا اذا وضعت سياج لتأمين الاهالي ومنعت الاطراف المتصارعه من الانتشار في الاقليم وتوافقت معهم على تجنيب المواطن التعرض للاعتداء وفشل اليوناميد شهدت به دكتور عائشة البصري وعدته السبب الرئيسي لاستقالتها من منصبها العام الماضي كمتحدثة رسمية بإسم بعثة " اليوناميد " حيث ان البعثة – بحسب عائشة - لا تريد ان تقول الحقيقة وتتستر على الجرائم التي ترتكبها الفصائل المتمردة ، ومجرمين آخرين في الاقليم . وقالت ان البعثة لا تريد ان تقول الحقيقة وصامته ، و قد كشفت عائشة البصري خلال حديثها ان السبب الرئيسي وراء فشل وضعف اليوناميد هو ان مجلس الأمن كان علي علم مسبق ان البعثة فاشلة قبل ان ترسل الى دارفور ، و ذلك لان مجلس الامن والاتحاد الافريقي. واكدت عائشة ان مجلس الأمن يعلم ان البعثة ليس لديها القدرة على حماية (2) مليون نازح في دارفور ، دعك عن (7) ملايين شخص في دارفور . واكدت عائشة البصري ان المشكلة الكبري الآن تتمثل في عمليات التستر على مايجري في دارفور من قبل الاممالمتحدة وامينها العام وادارة حفظ السلام وبعض وكالات الاممالمتحدة العاملة في السودان ورؤساء بعثة اليوناميد منذ بدء المهة في دارفور . ماليا تعد اليوناميد هي القوات الاكثر كلفة في العالم وذلك من واقع ان ميزانيتها للعام الماضي فقط بلغت مليار وخمسمائية وعشرة مليون دولار "تعادل الميزانية السنوية لولايتي القضارف ،وسنار" ،وبلغت جملة المبالغ التي صرفت علي البعثة منذ تكليفها في العام 2007 نحو عشرة مليار دولار (تعادل 35% من موازنة السودان لهذا العام)،علما بان مؤتمر المانحين الذي عقد في دولة قطر عام 2012 قد حدد سبعة مليار لاعمار دارفور كليا،وهذا يعني ان ماصرفته يونميد خلال سنواتها السبعة في دارفور كان كفيلا باعمار الاقليم الذي تبلغ مساحتة 520 الف كيلو متر مربع وهي مساحة تعادل مساحة دولة فرنسا،وتمتلك بعثة اليونميد وللمفارقة 25 عشرون طائرة صغيرة تستخدم داخل الاقليم في الاغراض المدنية والعسكرية كما انها تمتلك عشرة طائرات حديثة امريكية وفرنسية الصنع للرحلات الدولية وماتمتلكه اليونميد يفوق مايتوافر لكل شركات الطيران السودانية ،وتمتلك كذلك نحو ثلاثة الف مركبة مدنية وعسكرية ،وتنتشر اليونميد في 67موقعا بدارفور. إذاً فالشواهد والسوابق أكدت بما لا يدع مجالاً للشك بأن ما يعرف بقوات اليوناميد وهي القوة المشتركة التي تكونت لحفظ السلام في دارفور وحماية المدنيين وخلال السبعة أعوام السابقة لم تنجح في حماية أفرادها من هجمات وعمليات القوات المتمرة في دارفور ناهيك من حمية المواطنين امدنيين في معسكرات النزوح والمدن الآمنة،الأمر الذي يدخل تلك القوات ضمن الحكمة الشائعة (فاقد الشيء لا يعطيه)، لذا فإن الآون قد حان لرحيلها ورحيل بعثتها والتي أكدت القرائن على عدم حيادته بين أطراف النزاع الدارفوري.