عندما اشتعلت مشكلة صغيرة علي الحدود بين السودان و"تشاد" وحدث اشتباك صغير، قلت لبعض زملائي الصحفيين إن الاهتمام بهذه المشكلة هو الذي سيجعل منها مشكلة كبيرة، والأفضل تجاهلها نهائياً لأنه ليست هناك أية مشكلة. فالمشاكل بين الدول تنشأ من وجود أرض متنازع عليها أو وجود قوات لدولة في داخل دولة أخري، ولكن ذلك غير موجود في حالة "السودان" و"تشاد"، وبالفعل ماتت هذه المشكلة في مهدها بمجرد لقاء بعض المسؤولين في الدولتين ولم نعد نسمع عنها. المشكلة الآن يقال إن هناك مشكلة في دارفور، وفي رأيي أنه ليست هناك أية مشكلة في دارفور، لكن "أمريكا" تريد أن تقنعنا أن هناك مشكلة كبري فيها وأن جهودنا لابد أن تتجه نجوها وهي نفسها لا تعرف ما هي هذه المشكلة، فدارفور كانت منذ مئات السنين جزءاً من هذا السودان ولم يحدث أن انفصلت عنه، والآن عندما يقول "ياسر عرمان" إن هناك مشكلة اضطهاد يعاني منها أهل دارفور لا نملك إلا أن نضحك، فدارفور متصلة بهذا النسيج السوداني روحياً، وأهلها كلهم بنسبة مائة في المائة يدينون بالإسلام، ولا يوجد اتحاد أقوي من هذا بين شعوب المنطقة، فأين المشكلة. لماذا يصر "عرمان" وبقية القيادات علي أن هناك مشكلة، بعض هذه الأسباب معروف وهي أنهم ينالون نقوداً علي ذلك ولا يستطيعون أن يتمردوا علي من يقدم لهم هذه الأموال.. إذاً هي المصلحة الشخصية لبعض القيادات. وبعضهم يخشي إن تمرد عن السادة أن تتم تصفيته بنفس طريقة "قرنق" الذي نسفت طائرته وهي في الجو لأنه أراد أن يخرج عن السيناريو الذي رسم له وأراد إعطاء امتياز استخراج البترول لشركة غير الشركة التي أرادتها القوي التي تريد الهيمنة علي البترول، فدفع "قرنق" حياته ثمناً لذلك. وهذه القوي تستطيع الوصول إلي أي قائد من قادة التمرد وكلهم يعرف ذلك، ولهذا يظهرون الاحترام لها ولا يجرؤن علي إظهار أي تمرد عليها، فلماذا لا تأتي المبادرة من جانب الحكومة وترفع عنهم هذا الحرج وتطرح مبادرة للحل النهائي تقدم فيها بعض التنازلات في سبيل السلام، فلا تجد "أمريكا" أحداً تحرضه بعد ذلك. نقلا عن صحيفة المجهر 4/12/2014م