زعيما حزب الأمة القومي الإمام "الصادق المهدي" والحزب الاتحادي الديمقراطي (الأصل) مولانا "محمد عثمان الميرغني"، دفعاً بأبنائهما للمشاركة في السلطة بينما أحدهما وهو الإمام "الصادق" يكن عداءً للسلطة ويلوح بعصا التغيير عبر الانتفاضة الشعبية أو وسائل التغيير المختلفة، بينما مولانا "الميرغني" مازال متردداً في المشاركة بصورة رسميه، وظل في حالة غياب عن الوطن إما في المملكة العربية السعودية أو القاهرة أو بريطانيا. الإمام "الصادق المهدي" أعلن مقاطعته لانتخابات 2015 وظل يتجول بين القاهرة والدول المختلفة حينما رفضت الحكومة قبول ميثاق "باريس" الذي وقعه مع الحركات المسلحة، فالدولة لم ترض عن "المهدي" بسبب هذا الميثاق وحتي رئيس الجمهورية لم يعف عنه ما لم يتبرأ عن الميثاق أو إعلان اعتذار.. فالمهدي مصر علي موقفه والحكومة مصرة علي موقفها وأبناء الإمام داخل مؤسسات الحكومة لا أحد تجرأ بالخروج منها ولم تدخل في مفاوضات لإثناء واحد عما قام به ولم يطلبوا من الحكومة اتخاذ قرار يعيد وضع الإمام السابق والمشاركة في الحوار، ولذلك لا ندري ما الذي يريده حزب الأمة وما الذي يريده أبناء الإمام ووالدهم لأكثر من أربعة أشهر هائم بين الدول في سن تتطلب الوجود داخل أرض الوطن، لا استقالوا من الحكومة ولا ساعدوا في حل مشكلة والدهم مع النظام. أما مولانا محمد عثمان الميرغني ظل في حالة صمت شديدة لم يعلن صراحة مقاطعة الحكومة ولا أعلن صراحة تأييدها، بينما هناك منسوبوه البعض مشارك في مؤسسات الدولة ولبعض خارجها يصدرون في التصريحات المناوئة للحكومة، فموقف مولانا مازال يحير ولكن الجديد الزيجة الحديثة أو التقارب المفاجئ أو اللقاء أيضاً المفاجئ بين نجل "الميرغني" "محمد الحسن الميرغني" ورئيس الجمهورية المشير "عمر البشير" واللقاء لم يتم في جنينه "الميرغني" كما هو معتاد في مثل هذه اللقاءات ولكنه تم في دار المؤتمر الوطني، وهذا يعني أن نجل "الميرغني" "محمد الحسن" ذهب برجليه كما ورد في الأخبار الصادرة أمس، أن نجل "الميرغني" شوهد قبل أيام وهو داخل إلي دار المؤتمر الوطني وجلس معه الرئيس "عمر البشير". وهذه خطوة جديدة لأبناء "الميرغني" يقتحمون عالم السياسة من أوسع أبوابها بغية المشاركة بصورة رسمية في الانتخابات القادمة، عكس بعض الأصوات الاتحادية في (الأصل) التي تنادي بالمقاطعة وعدم المشاركة، ولكن أي حديث لا يصدر من "الميرغني" شخصياً غير معتمد في الدوائر السياسية، بمعني أن الأصوات التي نسمعها الآن لا تأثير لها في الوسط السياسي، لذا فإن "الميرغني" داخل الانتخابات (بتقله) وإلا لما أرسل نجله للقاء رئيس الجمهورية رئيس المؤتمر الوطني،وهناك لقاء ثاني يجمع بينهما خلال أيام تقريباً حسب ما أوردته الصحف.. فمولانا "الميرغني" يتمتع بالذكاء فينأي بنفسه بعيداً فتتحدث بعض الألسن باسمه، فإذا أحس أن الموقف سخن، يبتعد وإذا برد ظهر، عكس الإمام "الصادق" الذي لا يعلم ماذا يريد فإذا برد الموقف سخنه وإذا سخن برده. نقلا عن صحيفة المجهر 8/1/2015م