بدأت بالعاصمة السودانية الخرطوم اجتماعات قمة سودانية جنوب أفريقية ، بين الرئيس السوداني المشير عمر البشير ، ونظيره الجنوب افريقي جاكوب زوما الذي وصل إلى الخرطوم ليل السبت على رأس وفد رفيع المستوى في أول زيارة رسمية له ، وستتناول القمة عدة قضايا. وقال وزير الخارجية السوداني علي أحمد كرتي في تصريحات صحفية عقب وصول زوما "قمة الأحد بين الرئيسين ستركز على متابعة كافة الموضوعات وستعمل على مزيد من التنسيق بين البلدين. واشار الوزير كرتي إلى أن زيارة رئيس دولة جنوب أفريقيا تعتبر أول زيارة رسمية له للبلاد، مشيراً إلى أنها جاءت في وقت يشهد فيه السودان تغييرات كبيرة ويتوقع قيام الانتخابات خلال الشهور القادمة. وامتدح كرتي مواقف الرئيس زوما، قائلاً إنه من الزعماء الأفارقة الذين أسهموا في تحرير جنوب أفريقيا من الفصل العنصري ومن الذين يقدرون مساهمات ودور الرئيس البشير في القارة الأفريقية وظل يتقدم الصفوف في الإشادة بالسودان وبالرئيس البشير. وأشار كرتي إلى مساهمات جنوب أفريقيا ووقوفها ودعمها للسودان في كافة القضايا والدور الذي ظلت تلعبه في مجلس الأمن باعتبارها عضواً غير دائم من خلال متابعات مندوبها ومواقفه الإيجابية تجاه القضايا التي تثار حول السودان. وأوضح كرتي أن هنالك شراكة اقتصادية بين البلدين وسيتم الاستفادة من التقانات الزراعية والصناعية والتعدينية لجنوب أفريقيا، مشيراً إلى وجود فرص للتدريب بين البلدين. وقال كرتي إن جنوب أفريقيا رفدت السودان بأحد القيادات الفذة المتمثلة في الرئيس السابق لجنوب أفريقيا ثامبو أمبيكي من خلال مساهماته ومتابعته لشؤون وقضايا السلام عبر مجلس السلم والأمن الأفريقي ومجلس الأمن. وكان الرئيس عمر البشير عاد ليل السبت من العاصمة الإثيوبية أديس أبابا بعد مشاركته في أعمال القمة العادية الرابعة والعشرين للاتحاد الأفريقي والتي استمرت ليومين. زوما ينهي زيارته للسودان أنهى رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما ، أول زيارة له للسودان استغرقت يومين ، عقد خلالها مباحثات قمة مع الرئيس السوداني المشير عمر البشير، تناولت العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية، واتفق الرئيسان على تنشيط أعمال اللجنة الوزارية للبلدين. وأكّد البشير في مؤتمر صحفي مشترك مع زوما في نهاية المحادثات بينهما بالقصر الرئاسي في الخرطوم ، عمق ومتانة علاقات البلدين، معرباً عن تطلع السودان إلى المزيد من تطويرها في المجالات كافة، بما يصب في مصلحة الدولتين والقارة الأفريقية. واعتبر البشير أن زيارة زوما مهمة وسيكون لها ما بعدها، وأنها ستنعكس على العلاقات الثنائية، مشدداً على أن المباحثات كانت مثمرة، تناولت العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك. وأوضح البشير أن المباحثات تطرقت إلى العمل المشترك لتنشيط اللجنة الوزارية وتفعيلها لأداء مهامها توطيداً للعلاقات بين البلدين. من جانبه عبّر الرئيس جاكوب زوما عن سعادته بزيارة السودان، مشيراً إلى أن الخرطوم لها أدوار مهمة على صعيد العمل السياسي الإقليمي والعالمي. وأشار زوما إلى أن السودان يعد من أول الدول التي دعمت حركات التحرر من الاستعمار في أفريقيا، وأنه دعم الرئيس الراحل نيلسون مانديلا ومنحه الجنسية السودانية، معرباً عن تقديره وتقدير شعب جنوب أفريقيا لهذا الموقف. ووصف زوما مباحثاته مع الرئيس البشير بالبنّاءة، وأشار إلى أنها ناقشت الكثير من الموضوعات المهمة التي تهم البلدين على الصعيد الإقليمي والعالمي. واعتبر الرئيس الجنوب أفريقي، أن الزيارة تعد انطلاقة حقيقية لعلاقة قوية بين السودان وجنوب أفريقيا، معرباً عن تطلع بلاده إلى تعميقها في المجالات كافة. ونوّه زوما إلى أن المباحثات، تناولت أهمية تحقيق الوحدة الأفريقية وحاجة الدول الأفريقية لذلك. وفي السياق قال البيان الختامي الصادر عن القمة، إن البشير وزوما أكدا دعمهما للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، باعتبارهما إطارين لا يمكن الاستغناء عنهما، من أجل ترسيخ وتقوية الأمن والسلم الدولي والإقليمي. وشدّد البيان على أهمية دور المنظمات شبه الإقليمية الأفريقية، من أجل التكامل الاقتصادي والسلام والأمن والاستقرار داخل القارة . وأوضح البيان أن الرئيسين تبادلا خلال المباحثات، وجهات النظر حول العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وعبّرا عن رضائهما لمستوى العلاقات والتعاون السائد بين البلدين. وبحسب البيان فإن البشير وزوما طلبا من وزيري الخارجية في البلدين، إكمال إجراءات الاتفاقية الخاصة بإنشاء اللجنة الوزارية المشتركة بين البلدين والتوقيع عليها، على أن تكون رئاستها على مستوى وزراء الخارجية . وأشار إلى أن الرئيسين، استعرضا النزاع في جنوب السودان وناشدا كل أطراف النزاع، لالتزام المسؤولية لوضع حد لهذا النزاع. وأعرب الرئيسان عن دعمهما وتضامنهما، مع الدول التي تأثرت بموجات العنف والهجمات الإرهابية.