خاطب المرشح الرئاسي "عمر حسن أحمد البشير" عصر أمس (الثلاثاء) احتفال الحملة النسائية لترشيحه وسط حضور كبير ولافت ومتنوع. وقد لفت نظري، واستحسنت ذلك، أن الخطاب كان قصيراً وبسيطاً، ثمن فيه "البشير" جهود المرأة ودورها الاجتماعي والسياسي، وأعجبتني فقرة شكره لوالدته وهو قول جميل أن يسمعه المرء في مثل هذا الحشد المهيب الذي جعل أحد المدونين السودانيين – ليس عضواً بالوطني- يكتب (إن كان هذا النظام- ما زال- قادراً علي حشد كل هؤلاء النسوة لحملته الانتخابية فحق له أن يحكم البلاد ربع قرن آخر من الزمان). خطاب مرشح المؤتمر الوطني الرئاسي عصر أمس بأرض المعارض ببري سيكون الثالث في يوم الأحد، إذ يفترض أنه خاطب الناس عبر الإذاعة السودانية في السابعة صباحاً ضمن البرمجة التي أعدتها المفوضية القومية للانتخابات في إطار الحملة الإعلامية علي مستوي رئاسة الجمهورية والدوائر القومية والولائية، وهي البرمجة التي سجل فيها المرشح الرئاسي رئيس حزب العدالة "ياسر يحيي صالح" ومرشح رئاسة الجمهورية "محمد الحسن الصوفي" عن حزب الإصلاح الوطني، كما سجل للإذاعة والتلفزيون مرشحو الأحزاب للدوائر القومية والولائية، حيث سجل "عبد العزيز النور علي بابكر" الأمين العام لحزب الوطني عن مرشحي الحزب.. حسب متابعاتي كان من الأوفق لصالح عدالة الفرص ومتاحات إيصال الرسائل ، ولصالح مرشح الوطني نفسه أن يحدث توازن بين خطابه في حملته الحزبية وتوقيت فرصته في البرمجة التلفزيونية، وهذه ملاحظة، لكنها غير ملزمة بالطبع، ندفع بها من باب الحرص علي عملية تنافسية مميزة وعادلة، لأنه وبأمانة فقد حصل مرشح المؤتمر الوطني ليوم أمس فقط علي ثلاث فرص ومخاطبات مع مراعاة أن "البشير" هو الآن أيضاً الرئيس أي أن اسمه يرد ونشاطه يغطي من الناحية الأخرى في مناشط ترتبط بعمله وواجباته كرئيس، وهو ما يجعل اسمه مطروقاً وحاضراً حتي وإن تعلق الأمر بغير عمل حزبي أو انتخابي. شخصياً، لم استطع حتي الآن تمييز اسم لمرشح رئاسي آخر، وهذا أمر مزعج وغير مريح، فعلي أولئك المرشحين كما كررنا كثيراً أن يتحدثوا لكي نراهم.. لقد قال أحدهم مثلاً إن برنامجه الانتخابي يقوم علي تكوين حكومة تكنوقراط من الأحزاب والشخصيات من ذوي الكفاءة الذين تتوفر فيهم النزاهة؛ مهمتهما إنجاز ملفات الدستور ووقف الحرب وتحقيق العدالة ومعالجة الأزمة الاقتصادية وقضية العلاقات الخارجية، وأكد سعيه لبناء شراكة حقيقية مع كل القوي السياسية في البلاد لتحقيق التوافق والاستقرار. وهذا قول طيب لكن إن سألت فإن قلة قد تعرف أنه المرشح الرئاسي "محمود عبد الجبار".. ومثله آخرون ربما تكون آخر فرصهم أن تستمع إليهم حسب حصتهم من الزمن في الإذاعة القومية أو التلفزيون.. وهنا تجب الإشارة إلي أن توقيت البث لتلك التسجيلات للمرشحين كافة بمن فيهم "البشير" تبدو غير مناسبة. من يستمع لمرشح في السابعة صباحاً بالإذاعة؟ ومن سينتظر الحادية عشر مساء بالتلفزيون؟؟ لا أعتقد أن الزمنين من مواقيت المشاهدة أو الاستماع العالي. نقلا عن صحيفة المجهر 4/3/2015م