تطورات خطيرة تشهدها الحرب الآن في دولة الجنوب بعد الانتصارات التي حققتها المعارضة علي الحكومة عسكرياً وسياسياً والولوج لمنطقة إنتاج البترول الحدودية مع السودان، وهي منطقة تمثل شريان الحياة لحكومة "سلفاكير" التي تكاثرت عليها الضربات الموجعة من داخل البيت بتمرد كبار الضباط وعودة تحالف (النوير) و(الشلك) الذي كان له الأثر البالغ في إضعاف الحركة الشعبية أيام "قرنق"، انشقاق "د.مشار" و"تعبان دينق" زد. لام أكول، ما أدي لإضعاف الحركة، وتمكنت حكومة السودان الموحد حينذاك من استثمار الصراع واستخراج البترول الذي أجج الصراع في السودان وأغري الجنوبيين لاحقاً لاختيار الانفصال بدلاً عن الوحدة، إلا أن ذلك الرهان قد خاب، وترددت الآمال واندلعت الحرب وصنفت الدولة الوليدة كدولة فاشلة غير قادرة علي كبح جماع شبق قادتها ورموزها في التطاحن من أجل الحكم، لتصبح دولة الجنوب في مهب الريح. إثر تداعي الصراع الجنوبي علي الأمن الحدودي للسودان، توجهت لجنة أمن جنوب كردفان التي تمتد حدودها مع الجنوب لأكثر من ألف كيلومتر وهي حدود مفتوحة تتداخل فيها المشكلات الأمنية من خلال التداخل الجغرافي والجيوسياسي.. توجهت إلي هناك. وللتمرد في منطقة جنوب كردفان علاقات وثيقة جداً بأطراف النزاع هنالك تاريخية ولحظية، وفي بداية التمرد وقفوا إلي صف أولاد "قرنق" الذين تمردوا علي رئيسهم "سلفاكير" لكنهم سرعان ما تخلوا عنهم ووقفوا إلي صف الحكومة طمعاً في ما في خزائنها الخاوية. وانشغلت حكومة "كير" بما في جنوب كردفان أكثر من تمرد الجنوب ومدت الحركة بما تحتاجه من سلاح وعتاد وتركت شعبها يتضور جوعاً.. وإزاء تلك التطورات العسكرية المهمة فإن منطقة الحدود تمثل ثغرة كبيرة ينبغي سدها.. وبكل أسف حدود السودان مع دولة الجنوب يحرسها المواطنون بسلاحهم وليس القوات الحكومية. نقلا عن صحيفة المجهر 26/5/2015م