يعد أركو مناوي الذي بدأ رحلة شائكة بعد أن حمل بندقيته التي وضعها أرضاً بعد أبوجا، ليدخل القصر ويتمرد بعد ذلك ويغير خطابه السياسي بما يتوافق مع مرحلة التمرد. لكن سرعان ماكشف عن وجه الحقيقي فور دخوله االقصر فالرجل ما هو إلا تاجر حرب ومستثمر كبير في قضايا الهامش تجارة الرجل أو قل متاجرته بقضية دارفور يرويها أناس مقربون إليه فبعد ما استقر مني في الخرطوم في وظيفة كبير مساعدي رئيس الجمهورية باعتباره الرجل الرابع في الدولة ورئيس للسلطة الانتقالية لدارفور ظل خلالها يدلي تصريحات متبرمة من حين لآخر خصوصاً وأن الرجل الذي هندس أبوجا «مجذوب الخليفة» انتقل للرفيق الأعلى، ظل يتحدث عن عدم تنفيذ بنود الاتفاقية ويتنقل من دولة إلى أخرى بمسماه الوظيفي الرفيع، في الوقت الذي ارتفعت رائحة الطعام المحروق من داخل مطبخه بأحاديث مفرقعة من مدير مكتبه ومكتب الإعلام عن فساد وسرقة أموال السلطة الانتقالية، حيث أكد مدير مكتبه نهار عثمان نهار أن مناوي كان يغادر إلى الفاشر ومنها إلى جوبا لتسلم الأموال، وأكد تسلم الحركة لمليون ونصف المليون دولار من الحركة الشعبية في إحدى المناسبات ذهبت إلى جيب مناوي، عدا خمسين ألف دولار أودعت خزينة الحركة. ويواصل نهار إفاداته المهمة في حديث سابق أدلى به للصحافة السودانية حول حقيقة أركو مناوي بقوله :( هناك شبكة واسعة من الاستثمارات يملكها مناوي في مجال الصرافات والمصانع والعقارات بعدد من الدول منها كينيا، وأوغندا، والإمارات المتحدة، والولايات المتحدة، وأشارت مصادر مقربة من الرجل أن التنسيق بشأن الدعم كان يتم عبر شقيق مناوي حسين. وفي وقت سابق كشف مدير الإعلام السابق بالسلطة الانتقالية سيف الدين صالح هارون عن جملة من قضايا الفساد المالي والإداري خلال السنوات الماضية بالسلطة أبرزها صرف مرتبات بأسماء وهمية موجودة بالكشوفات وخصم نسبة من مرتبات العاملين بالسلطة تذهب لصالح جيش حركة تحرير السودان بقيادة مناوي، وقال أن ال «4» مليارات من الجنيهات صرفت من وزارة المالية كبدلات لموظفي السلطة ولم يتسلموها منذ السنتين الماضيتين حتى الآن، مشيراً إلى فقدان كميات كبيرة من الأجهزة ذات التقنية العالية الخاصة بمكتب الإعلام، حيث تم توزيع البعض منها على الموظفين. وأشار هارون إلى أن إحدى المفوضيات بددت أكثر من «4» ملايين من الدولارات تسلمتها من رئاسة جمهورية السودان كدعم لمشروعات التنمية بدارفور في ذلك الوقت، وقد نفى مني أن تكون لهذه الأحاديث أي وجه من الصحة، ولكنه اختفى بشكل غامض «2008» ويعود ليختفي قبل أن يعود ليظهر بشكله الجديد في جوبا، ثم الجبهة الثورية كنائب لها، ولكنه يقدم الآن العرض الأكثر بشاعة في دارفور محملاً حكومة الخرطوم المسؤولية، في الوقت الذي يؤكد والي ولاية شمال دارفور «عثمان كِبر» وقوع الهجوم على الولاية، وقال في تصريحات صحفية: إن القوى هاجمت عدداً من القرى في شرق الولاية من بينها قرية «عيال أمين» و«شق الجاموس» واعتبر كِبر أن هذا يعد محاولات يائسة من قبل الحركات المسلحة مشيراً إلى أن القوات المسلحة وقوات الاحتياطي المركزي والدفاع الشعبي تصدت للمهاجمين وفي الخرطوم، أصدرت روابط طلاب محليات «اللعيت جار النبي» و«الطويشة» و«حسكنيتة» بياناً استنكرت فيه الهجوم. عموماً المعطيات التاريخية والشواهد تذهب إلى القول أن مناوى قد حول نفسه وقواته إلى عصابات نهب وقطاع طرق لإيجاد مصادر لإعاشتهم وتسيير أمورهم بعد انقطاع قياداتهم التي تتجول ما بين جوبا ويوغندا عنهم. ويعيش مناوى على الصراعات وافتعال المشاكل والمشاكسات فهو لا يستطيع ان يقارع من يختلفون معه فكريا او سياسيا بالحجة والمنطق بل منطقه الوحيد هو التصفية والاعتقال واغتيال الشخصية عبر تلفيق التهم بالعمالة والارتزاق لخصومه.