اليوم تدخل بلادنا مرحلة جديدة تحمل أمنيات وأشواق المواطن الذي عاني كثيراً من ضنك الحياة بتفاصيلها المملة فقد أرهقته رحلة البحث المضنية واللهث المتواصل للحصول علي لقمة العيش الكريم وتأبي في كل مرة أن تدخل أزمة الخبز والغاز ضمن قوائم المعاناة ورحلة البحث عنها لهي أقل بكثير من القيمة التي تدفع للحصول علي هذه السلع الضرورية، في ظل هذا الرهق والعنت تأبي المواصلات إلا أن تدخل سهمها في منظومة الأزمات وتؤكد أنها عصية علي الحل كيف لا وأصحاب المركبات يتفننون في تعذيب المواطن والجهات المختصة تطأطئ الرأس أمامها وتصمت صمت القبور وتدع الفوضى تمشي علي قدمين وساق ولا عزاء للمواطن سوي همهمات يطلقها وزفرات تكاد تحرق جوفه. الصراع القبلي دخل هو الآخر من أواسع أبواب الأزمات التي تعاني منها بلادنا وما بين صلح وصلح تتجدد الصراعات قبل أن يجف مداد ذلك الصلح وأسباب الصراع لا ترتقي لإطلاق طلقة واحدة ناهيك أن تكون حرب شعواء لا ترحم تستخدم فيها الأسلحة الفتاكة والثقيلة وتلك قضية أخري من شأنها زعزعة الأمن والاستقرار. فترة رئاسية جديدة تحمل هم الوطن بجراحاته المتعمقة والنازفة وحالات الفرقة والشتات التي ما فتئت تنهش في هذا الجسد المنهك وصت السلاح يقف حائلاً أمام التنمية بل إنه أسهم في تعطيل كثير من المشروعات المهمة التي كلفت الدولة أموالاً طائلة ولا زالت ولايات النيل الأزرق وجنوب كردفان تبحثان عن مخرج من النفق الضيق الذي أجدته الحرب اللعينة والتي استمرت لسنوات عديدة كانت نحلتها أرامل وأيتاما ونازحين ومشردين تتفشي بينهم الأمية والجهل والفقر تتبدل ظروفهم ما سيئ إلي أسوأ، ودعاة الحرب لا يطرف لهم جفن لهذا الواقع المرير كي يستجيبوا للنداءات المتكررة بنبذ الحرب والاقتتال والجولات التفاوضية التي ملت منها حتي طاولات الجلوس. فترة رئاسية جديدة، ومواطنو الولايات يترقبون بشغف تسمية الولاة خلال هذه المرحلة التي حملت كثيراً من البشريات التي أطلقها السيد رئيس الجمهورية في خطابه أمام البرلمان، وبذات التحدي الذي قبله وارتضاه رئيس الجمهورية وقولته الشهيرة إنه سيكون خادماً لشعوبهم زاهدين في السلطة شيمتهم التواضع وأساس حكمهم العدل بين مواطني الولاية دون تمييز وأن يكون اختيارهم لأعضاء حكومتهم بعيداً عن المصلحة الشخصية أو صلة القرابة أو النظرة الحزبية الضيقة وهي علل صاحبت مسيرة أغلب الولاة في الفترة الماضية. وللتذكير بذلك فإن بعض الولاة ويعلمهم كثيرون لم يتحرجوا في تعيين أصهارهم وجعلوا هذه الوظائف حصرية فقط عليهم. هذه علل بالتأكيد يعلمها السيد رئيس الجمهورية ولا أظنه في حاجة للتذكير بها خاصة وأنه بعث ببشريات كثيرة عنوانها اجتثاث هذه الممارسات التي تصب ف خانة الفساد الإداري، أما الفساد المالي فتلك إمبراطورية وسرطان أخذ ينهش اقتصاد البلاد وأضاع حقوق العباد. بالتأكيد كل هذه وغيرها تمثل تحديات جساماً تحتاج إلي عزيمة قوية وإرادة صادقة وقد لاح في العتمة ضوء من بين ثنايا خطاب الرئيس. نقلا عن صحيفة الصيحة 9/6/2015م