رغم الضجيج الذي أثارته مواقع التواصل الاجتماعي وبعض القنوات الفضائية حول مشاركة الرئيس البشير في قمة جوهانسبيرج إلا أن أفضل وصف يمكن إطلاقه على ما تسمى بالمحكمة الجنائية الدولية هو ما قاله الرئيس: "المحكمة الجنائية انتهت وقمة جوهانسبيرج لمراسم التشييع والدفن". والمتابع لما تثيره المحكمة حول الرئيس البشير يتأكد أن المحكمة أخطأت التقدير وهي تحاول أن تكون احدى أدوات الضغط على السودان عبر التلويح بتوقيف رئيسه دون أن تنظر إلى طبيعة شعب السودان وعزته ودون أن تنظر إلى التوقيت الذي أطلقت فيه التهم الباطلة. ودون أن تنظر إلى الملعب الذي ركزت فيه وأفريقيا لم تعد هي أفريقيا فقد تحررت من قيود العبودية وكان السودان قائداً لهذا التحرر حينما ضحى ورضي أن يتنازل عن رئاسته للاتحاد الأفريقي في القمة التي استضافتها الخرطوم في العام 2006م تنازل عن حقه من أجل أن يمضي الاتحاد الأفريقي موحداً. وها هو يحصد ثمار صبره والقادة الأفارقة يمضون في تشييع المحكمة ورئيس جنوب أفريقيا الذي يعرف قدر أهل السودان ورئيسه يقول فخورون بمشاركة الرئيس البشير وسيبقى مكرماً ويغادر مكرماً متى ما شاء. صحيح أن الزوبعة التي أثيرت قصد منها التشويش على القرارات التي ستتخذها قمة جوهانسبيرج بشأن المحكمة ولكن قصد أو لم يقصد من يقفون وراء المحكمة فإن هذا التشويش في هذا التوقيت سيزيد القادة الأفارقة إصراراً على الانسحاب من المحكمة وهي بداية التحرر من كل ما يسئ لأفريقيا وقادتها. نقلاً عن صحيفة الوفاق 15/6/2015م