علي موقع الفيس بوك نشر جناح منشق مع حركة العدل والمساواة بقيادة العقيد (بحر الدين عبد الله إسماعيل)بياناً أفاد فيه عزل قائد حركة العدل والمساواة (جبريل إبراهيم) وأعلن (بحر الدين) انشقاق أغلبية الحركة عن قائدها جبريل إبراهيم، مع وصفه بالخائن وتاجر الحرب الذي أصبح مقاولاً للحروب بالوكالة. وقال بحر الدين عبد الله عن جبريل إبراهيم إنه لا يبالي بموت أهل دارفور وإنه تاجر حرب ينام في الفنادق الفاخرة ويقبض الأموال الطائلة من كل دولة تطلب منه خوض حرب بالوكالة نيابة عن رئيسها (المزنوق) من شعبه. وأشار أنه استلم القيادة وأنه عازم علي الدخول في الحوار والجلوس في طاولة الحوار مع المؤتمر الوطني للتوصل إلي إيقاف الحرب وإعلان نهاية سفك الدماء الدارفورية التي عبثت بها جهات متعددة لا هم لها غير المكاسب المالية واستمرار الحرب بلا مبرر فقط من أجل المال. كان ذلك عبر رسائل أرسلها العقيد (بحر الدين عبد الله إسماعيل) وعبر بياناته في الفيس بوك لينفي عن نفسه تهمه المتاجرة بدماء أهل دارفور ويضعها كلها في عنق جبريل إبراهيم. والرجل (بحر الدين) حالياً هو في دولة كينيا يجلس علي مكتب قال أنه مكتب القيادة المؤقتة لحركة العدل والمساواة وأمن بأن كافة القطاعات التابعة للحركة قد انشقت معه مما يجعل جبريل إبراهيم معلقاً بلا قاعدة عسكرية أو مدنية تدعمه. لكن أكد بين سطور بيانه ورسالاته بأن المال (وهو ليس بمال بسيط بل مال ضخم) ما زال في يد جبريل إبراهيم وبذلك فتح الباب لنا للتكهنات بأن الأخير قادر علي جمع قوات من (صقط لقط) وإعادة نشاطه العسكري مرة أخري. المتابع للحركات المسلحة الدارفورية يجد بأن كلها مبنية علي نظرية المال ولا شئ غير المال،، ولو فرضنا بأن العقيد بحر الدين صادق فيما ذهب إليه من بيان ومن معلومات أهدرها عبر الوسائط الالكترونية إذا من أين سيدفع مرتبات ومعاشات كل الأطراف التي قال إنها انشقت معه. ونحن نتابع هذا البيان عبر الوسائط إذا به وبدون سابق إنذار ينزل بيان آخر من قيادة الحركة القديمة أو دعونا نقول جناح جبريل إبراهيم، ليفيد بأن ما ذهب إليه بحر الدين إنما هي (هرطقة) ولا أساس له من الصحة وإن الحركة متماسكة كما كانت ولم يخرج منها إلا متلفت واحد فقط والباقية لا يزيد عددهم عن عشرة أشخاص هم في الأصل ليس من الحركة. بل ذهب بيان الحركة إلي أبعد من ذلك وقالوا أن مجموعة بحر الدين هي مجموعة مزروعة من جهات لها مصلحة، لتدعي بأن الحركة بها أقسام وتعمل بموجب أموال مدفوعة لها من جهة أخري لتنفيذ أجندة توقيع اتفاقية سلام وهمية تمنح بموجبها بعض المناصب لبحر الدين مع إصدار بيان وفاة حركة العدل والمساواة. بالطبع الانشقاقات متوقعة، فان الأحزاب والحركات في السودان تنشق بسهولة عندما يفكر أحدهم في مصلحته الذاتية بعمق أو عندما يجنح أحدهم إلي العقلانية ويترك هبل وجهل قياداته، فكل هذه الحالات متوقعة. في نهاية الأمر نحن نعتقد بأن ما يدور في دارفور هو لعبه قذرة وليست حركات متمردة من أجل مصالح مواطن دارفور الذي أهلك أبناءه فيما ينفع من حروب لا تنتهي بسبب تجار الحرب وليس بسبب أي شئ أخر. وخلاصة الأمر فان دارفور لن تنال الراحة من عملاء اليهود ألا أذا رفعت بعد الحركات المتمردة يدها نهائياً عن الجهوية والعصبية وابتعدوا عن وهم الحرب وأساليب المرتزقة التي يتاجر فيها بأرواحهم نفر من الجهلاء من أجل حفنة من الدولارات. نقلا عن صحيفة التيار 31/8/2015م