قوات اليوناميد العاملة بدارفور منذ سنوات ما عادت قوات حفظ سلام بل أصبحت إمبراطورية ضخمة تجوب الإقليم وفي كل عام تمد لها الأممالمتحدة مداً، ورغم التغييرات التي طرأت على خارطة النزاع في الإقليم وتغيير تكتيكات الحرب بين الحكومة والحركات المسلحة، حيث ما عادت الحركات تستطيع القتالي على الأرض واتجهت إلى القتال بمقابل من زنقة القذافي في ليبيا ثم اللواء خليفة حفتر، كما أن الضربات الموجعة التي تلقتها الحركات بالإقليم ضعتها أمام استغلال الممكن في فنون الحرب الناعمة وكيف يكفر المجتمع الدولي من خلال منظماته العاملة في الإقليم .. في أي المسارات تتجه فرق ومكونات اليوناميد ومن داخل هذه المكونات التي تقف ضد أي تقدم على الأرض وتدار المؤامرات ضد السودان من قبل أصحاب القبعات الزرقاء، وما فضيحة وفبركات وسيناريو تابت وقضايا الاغتصاب التي تروج لها منظمة هيومان رايتس في سلسلة حكايات في جنيف في حلقتها الأخيرة هذه الأيام إلا دليل على ذلك.. تعمل يوناميد في دارفور بثلاثة مكونات عسكرية وشرطية ومدنية، وعلى غير ما في أذهان الكثيرين فإن المكون العسكري كل إمكانياته مسخرة لحراسة المكونين الشرطي والمدني حيث يقومان بأدوار معلوماتية في الجنائيات والأحداث اليومية ورفع تقارير البعثة حول الأوضاع كما أن الشؤون المدنية تقوم باختراقات في المجتمع الدارفوري عبر التدريب ورفع القدرات والتحايل على (المانديت) الحاكم لمهمة اليوناميد في تقديم خدمات ملموسة للمواطنين. ما يمكن التأكيد عليه هو أن اليوناميد أصبحت جزءاً من الصراع والنزاع في دارفور في نسخة الحرب الناعمة سواء كانت بأفراد أو مكونات داخلها، وكذلك ساهم توقف الحرب عملياً في دارفور في تحويل تلك القوات من حفظ سلام إلى قوات جمع معلومات ورفعها في تقارير. جاءت قوات اليوناميد إلى الإقليم الذي يشهد حرباً بين الحكومة وحركات متمردة، وبالتالي فإن منطق الحرب يجعلها تحت النيران وإلا فما الداعي لهذه القوات؟ ويمكن الإشارة إلى تعرض بعثات مماثلة في العالم لما حدث للأمم المتحدة في جنوب السودان والأونروا في بلاد الشام وقوات حفظ السلام في الصومال وغيرها، وعليه جاءت وضعية اليوناميد في الحرب الناعمة والتعويل عليها كواحد من كروت الضغط وتسخين الإقليم وقضياه لتحقيق أجندات سياسية لطمس أي تقدم في الأوضاع الأمنية والاستقرار، وكذلك كسب نقاط لصالح الإبقاء على اليوناميد لأطول فترة بعد تحركات الحكومة ومطالبتها بإنهاء مهمة تلك القوات. إذن أمام الأممالمتحدة وبعثتها العمل في تقييم الوضع الأمني داخل الإقليم دون التماهى مع أجندات جماعات الضغط التي تنطلق من مواقف عدائية تجاه الحكومة السودانية وتضخيم الأحداث وتقييم الاعتداءات على قواتها منذ 2008م إلى يومنا هذا مع الاعتبار لحجمها وانتشارها الواسع وحجم الصراع وتقلباته من صراع بين حركات إلى نزاعات قبلية وإحصاءات الأممالمتحدة لإفرازات الحرب في حجم خسائر اليوناميد تكاد تصل إلى (الصفرية) كما أن حجم الاعتداءات على البعثة لا ترقي إلى شيء إلا إشارة الأممالمتحدة على نعمة الأمن والسلام. نقلاً عن صحيفة اليوم التالي 2015/9/30م