وصل وفد من الاتحاد البرلماني العربي بمشاركة قطر بعد ظهر امس الى قطاع غزة عبر «معبر رفح» في زيارة تضامنية مع سكان القطاع المحاصر في اعقاب المجزرة الأخيرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الاسرائيلي بحق أسطول الحرية. وقال عادل زعرب الناطق باسم هيئة المعابر والحدود في الحكومة الفلسطينية بغزة في تصريح له «ان وفدا يضم 30 نائبا تتقدمهم رئيسة البرلمان العربي هدى بن عامر وصلوا الى قطاع غزة عبر معبر رفح في زيارة تضامنية لقطاع غزة». وتعتبر زيارة الوفد هي الثانية عربياً إلى غزة منذ فرض الحصار الاسرائيلي على القطاع في يونيو عام 2007. والتقى الوفد مع رئيس الحكومة الفلسطينية إسماعيل هنية وممثلي الفصائل الفلسطينية وأهالي الأسرى، كما تتضمن الزيارة وضع حجر الأساس لمنارة الحرية في ميناء غزة. وكان البرلمان العربي قدد قرر السبت القيام بزيارة «تضامن معنوي» إلى القطاع وذلك في اجتماعه الذي عقده بمقر جامعة الدول العربية والذي خصص لمناقشة العدوان الاسرائيلي الغادر على أسطول الحرية. وتشكل الوفد من شخصيات برلمانية عربية بينهم اعلاميون وصحفيون، وأكد البرلمان في بيان له اتخاذ الإجراءات الفورية والعاجلة لقطع كل أشكال التطبيع السري والعلني ووقف المفاوضات المباشرة وغير المباشرة وسحب مبادرة السلام العربية والعمل على ترسيخ ثقافة المقاومة بكافة أشكالها ضد الاحتلال الاسرائيلي. كما أكد ضرورة العمل على اتخاذ الإجراءات العاجلة لرفع دعاوى قضائية أمام المحاكم المختصة على قادة الكيان الصهيوني لصالح نشطاء الحرية والسلام من مختلف أنحاء العالم، والعمل على توثيق هذا الحدث الإجرامي حتى تكون هذه الوثائق دليل إدانة دامغ. وأدان البرلمان الموقف الأميركي الذي يبرر جرائم (الكيان الصهيوني) وبصفة خاصة هذه الجريمة النكراء والطلب من الدول العربية التعامل مع دول العالم سياسيا واقتصاديا على ضوء مواقف هذه الدول من القضايا العربية العادلة.. موضحا أن العملية الإجرامية (للكيان الصهيوني) بالمياه الدولية ضد نشطاء السلام يمكن أن تفتح بابا للمقاومة للرد بالمثل. وطالب البرلمان جميع الفصائل الفلسطينية بإنهاء الانقسام الحالي لمواجهة الهجمة الصهيونية الشرسة، وأكد على أهمية التواصل مع كافة البرلمانات والمنظمات الدولية والإقليمية وتفعيل الحوار معها وذلك لفضح وتعرية الجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني والتي تشكل خرقا لكل المواثيق والأعراف الدولية.. مشددا على ضرورة العمل على تسيير قوافل برية وبحرية للعمل على إنهاء الحصار الجائر. وأكدت الدكتورة عائشة المناعي عميدة كلية الشريعة والدراسات الاسلامية بجامعة قطر وعضو البرلمان العربي أهمية انعقاد الدورة الاستثنائية للبرلمان العربي التي شهدتها الجامعة العربية في اليومين الماضيين لبحث سبل مواجهة الصلف الاسرائيلي، مشيرة في ذلك الى التنديد العربي والدولي لما تقوم به اسرائيل من مجازر وحشية ضد اهالي قطاع غزة وضد المتضامنين مع القوافل الاغاثية من اجل تقديم المساعدات للشعب الفلسطيني. وقالت الدكتورة المناعي في تصريحات لمراسل وكالة الانباء القطرية بالقاهرة قبيل انطلاق الوفد «اننا جميعا نرفض هذا الاضطهاد وما حدث من وحشية وتدمير للجهود الانسانية»، معربه عن أملها في ملاحقة المتسببين في هذه الجريمة النكراء التي ادانتها دول العالم. وأشارت الى أن قطر حريصة على دعم القضية الفلسطينية بكل ما تملك من امكانيات وهي لا تألو جهدا تجاه القضية الفلسطينية سواء من حيث تقديم الدعم السياسي او المادي والتعهد مؤخرا بتغطية تكاليف الملاحقة القانونية والاعلامية لجرائم الحرب الاسرائيلية وهي خطوة بناءة لفضح الجرائم الاسرائيلية. وقالت ان القيادة القطرية ممثلة في حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى تبدي اهتماما كبيرا بمسار السلام العادل والشامل في المنطقة والحفاظ على امن واستقرار الفلسطينيين بصفة عامة وهو ما تنادي به قطر منذ زمن بعيد حيث كانت اول من سارع بالتنديد بهذه المجزرة الاسرائيلية ودعت قطر الدول العربية والاسلامية لتقف موقفا موحدا ضد اسرائيل وازاء هذا الجرم الكبير والعمل على فك الحصار الظالم على غزة. واشارت الدكتورة عائشة المناعي الى اهمية زيارة وفد البرلمانيين العرب الى غزة للتضامن مع أهل القطاع، لافتة الى أن البرلمان العربي قرر القيام بهذه الزيارة قبل حدوث المجزرة الاسرائيلية النكراء كرسالة تضامن مع اهل غزة وان قطر حريصة على المشاركة فيها مؤازرة لأهل غزة. واشارت الى اهمية الدور البرلماني المساند للشعب الفلسطيني والتعبير عن دعم الشعوب العربية للشعب الفلسطيني المحاصر، مشددة على ضرورة توحيد الموقف العربي في مواجهة الغطرسة الاسرائيلية وتوحيد الصف الفلسطيني. واوضحت أن هذه المجزرة قد تكون محنة لكن تحمل بداخلها منحة من الله تعالى للفت نظر السياسيين العرب والمسلمين الى اتخاذ موقف موحد ضد اسرائيل فاذا اتفق العرب سيتمكنون من مواجة اسرائيل. وحول مدى وجود فرص للسلام مع اسرائيل في ظل هذه الغطرسة قالت الدكتورة المناعي ان المطلب العربي الاساسي هو العمل على وقف الحصار المفروض على غزة والعرب يسعون للسلام لا الحرب التي تشكل مهلكة للشعوب والعرب لديهم مطالب لابد ان تستجيب لها اسرائيل التي لا نجد منها الا القضاء على فرص السلام. وانتقدت الدور الاميركي الذي يدعم اسرائيل قلبا وقالبا حتى ان الرئيس باراك اوباما لم يستطع ان يندد بهذه المجزرة الشنعاء لذا لابد من دور فاعل من قبل المجتمع الدولي لارغام اسرائيل على الانصياع لقرارات الشرعية الدولية. من جانبه أكد السيد مبارك بن غانم العلي عضو مجلس الشورى حرص دولة قطر على دعم القضية الفلسطينية، مشيرا الى ان مشاركته مع الدكتورة عائشة المناعي في زيارة الوفد البرلماني العربي لقطاع غزة هي للتعبير عن رسالة للعالم مفادها أن الدول العربية جميعها تدعم القضية الفلسطينية وانه لابد من انهاء الغطرسة الاسرائيلية على قطاع غزة. واكد العلي ان قطر سباقة دائما تجاه دعم قضايا الأمة حيث اعلنت انها تتعهد بتغطية تكاليف الملاحقة القانونية والاعلامية للجرائم الاسرائيلية، ومن هنا لابد من التصدي لهذا الخرق الفاضح لقرارات الأممالمتحدة والقانون الدولي من قبل اسرائيل، فاين الملاحقة من قبل الجنائية الدولية واين دور الأممالمتحدة ولماذا دائما يتم الحفاظ على حقوق الانسان الاسرائيلي ولا تصان حقوق الفلسطينيين المشروعة فلابد من ردع دولي لاسرائيل ووقف سياسة الكيل بمكيالين والتي تتجاهل مجازر اسرائيل بحق العرب! ولابد من مواصلة الجهود لمعاقبة مجرمي الحرب الاسرائيليين عما اقترفوه من جرائم بحق الابرياء الفلسطينيين وغيرهم. المصدر: الوطن القطرية 7/6/2010
