تربع المنتخب الإسباني على العرش العالمي للمرة الأولى في تاريخه وتوج بطلا لمونديال جنوب أفريقيا 2010 بعد تغلبه على نظيره الهولندي 1-صفر بعد التمديد (الوقت الأصلي صفر-صفر)، في المباراة النهائية التي جرت مساء أمس الأحد على ملعب "سوكر سيتي" في جوهانسبورغ. وأصبح المنتخب الإسباني -الذي كان يخوض النهائي للمرة الأولى في تاريخه بعدما وضع حدا لمغامرة نظيره الألماني الشاب بفوزه عليه 1-صفر في نصف النهائي- ثاني منتخب يتوج باللقب الأوروبي ثم يضيف بعد عامين اللقب العالمي، بعد أن سبقه إلى ذلك منتخب ألمانياالغربية الذي توج باللقب القاري عام 1972، ثم أضاف اللقب العالمي الثاني له عام 1974 بفوزه على نظيره الهولندي (2-1). ويدين منتخب المدرب فيسنتي دل بوسكي بالفوز التاريخي لأندريس أنييستا الذي سجل هدف المباراة الوحيد في الدقيقة 116، وبات منتخب بلاده أول فريق أوروبي يحرز اللقب العالمي خارج القارة العجوز. وفي المقابل فشل الفريق الهولندي في ثالث نهائي له في إحراز اللقب. تفاصيل المباراة بدأ الإسبان المباراة بقوة وحصلوا على فرصة لافتتاح التسجيل عندما انبرى تشافي لكرة حرة من الجهة اليمنى وصلت إلى سيرجيو راموس الذي سددها من مسافة قريبة، لكن الهولندي مارتن ستيكيلنبورغ تدخل ببراعة لينقذ فريقه في الدقيقة الخامسة، ورد الهولنديون بتسديدة بعيدة لديرك كاوت لم يجد إيكر كاسياس صعوبة في صدها في الدقيقة السابعة. ثم حصل أبطال أوروبا على فرصتين سريعتين الأولى لراموس الذي توغل في الجهة اليمنى وتلاعب بكاوت قبل أن يسدد كرة قوية أبعدها المدافع جون هايتينغا عن خط المرمى في الدقيقة 11، ثم أخرى لفيا بعد عرضية من تشابي ألونسو تلقفها مهاجم برشلونة الجديد "طائرة" لكن محاولته هزت الشباك الجانبية في الدقيقة 12. ثم غابت الفرص عن المرميين بسبب عصبية اللاعبين حيث كثرت الأخطاء ما اضطر الحكم الإنجليزي هاورد ويب إلى رفع البطاقة الصفراء أربع مرات خلال ثماني دقائق مشاركة بين الطرفين، بويول وراموس من جهة إسبانيا وفان بيرسي وفان بومل من الجهة المقابلة، ثم أضيفت إليها بطاقة خامسة لدي يونغ بعد خطأ قاس جدا على تشابي ألونسو كان يستحق عليه البطاقة الحمراء لكن الحكم تساهل معه في الدقيقة 28. وعندما كان الشوط الأول يلفظ أنفاسه الأخيرة كاد أريين روبن أن يخطف التقدم للهولنديين بتسديدة من حدود المنطقة لكن كاسياس تألق وأنقذ الموقف. الشوط الثاني وفي بداية الشوط الثاني، فرض المنتخب الإسباني أفضليته وحصل على فرصة لافتتاح التسجيل إثر ركلة ركنية نفذها تشافي من الجهة اليمنى فارتقى لها بويول وحولها برأسه لتصل إلى بدرو المتواجد دون رقابة على القائم الأيمن، لكنه أخفق في تسديدها ليضيع على بلاده فرصة افتتاح التسجيل في الدقيقة 48، ثم رد روبن بتسديدة بعيدة صدها كاسياس دون عناء، وأتبعها تشافي بفرصة للإسبان من ركلة حرة مرت قريبة من القائم الأيسر. وحاول دل بوسكي أن ينشط هجوم فريقه خصوصا على الجهة اليمنى فزج بخيسوس نافاس بدلا من بدرو في الدقيقة 60، لكن الهدف كاد يأتي من الجهة المقابلة في أخطر فرصة في اللقاء، حيث انفرد روبن تماما بكاسياس بعد تمريرة متقنة من شنايدر لكن الحارس الإسباني تعملق وأنقذ بلاده من هدف بعدما أبعد الكرة بفخذه إلى ركنية في الدقيقة 62. ورد الإسبان بفرصة أخطر عندما توغل نافاس في الجهة اليمنى قبل أن يلعب كرة عرضية أرضية أخفق هايتينغا في إبعادها فوصلت إلى فيا المتواجد وحيدا على القائم البعيد فسددها من مسافة قريبة لكن ستيكيلنبورغ تألق وصد المحاولة في الدقيقة 70. وحصل روبن على فرصة ذهبية لتسجيل هدف قاتل قبل ست دقائق على نهاية الوقت الأصلي عندما خطف الكرة بعد خطأ دفاعي من بويول لكن كاسياس تدخل ببراعة وأقفل الطريق عليه، وسط اعتراضات شديدة من نجم بايرن ميونيخ الألماني الذي طالب بركلة جزاء. وبقيت النتيجة على حالها ليحتكم الطرفان إلى التمديد الذي اختبرته هولندا في نهائي 1978 عندما تعادلت مع الأرجنتين 1-1 في الوقت الأصلي ثم خسرت 1-3 في الشوطين الإضافيين. وفي الدقيقة 109 من المباراة رفع الحكم البطاقة الصفراء الثانية في وجه الهولندي هايتينغا بعد خطأ على أنييستا ليطرد في الدقيقة 109، لكن الهدف كاد يأتي من الجهة المقابلة من ركلة حرة نفذها شنايدر من حوالي 30 مترا، لكن محاولته مرت قريبة جدا من القائم الأيمن في الدقيقة 114. لكن الفرج الإسباني جاء بعدها بثوان عندما هز أنييستا الشباك الهولندية بعدما كسر مصيدة التسلل إثر عرضية متقنة من فابريغاس، قبل أن يسدد الكرة في الزاوية اليمنى للمرمى الهولندي في الدقيقة 116، وكان هذا الهدف كافيا لمنح بلاده المجد.