يقوم كل من أحمد ابو الغيط وزير الخارجية المصري والوزير عمر سليمان رئيس جهاز الاستخبارات اليوم «الاربعاء» بزيارة قصيرة الى الخرطوم . ويجري المسؤولان المصريان خلال الزيارة مباحثات مع الرئيس السوداني عمر حسن البشير تتركز على مجمل العلاقات بين البلدين والتداعيات التي نجمت عن المباراة التي جمعت منتخبي مصر والجزائر في الخرطوم الأربعاء الماضي في التصفيات النهائية لكأس العالم . وصرح مصدر دبلوماسي مصري امس بأن ابو الغيط وسليمان سينقلان للبشير شكر الرئيس حسني مبارك والحكومة المصرية للسلطات السودانية على ما بذلته من جهود لحماية الجماهير والبعثة المصرية أثناء وجودها في الخرطوم . وحول ما تردد بشأن وجود مبادرة سودانية بين مصر والجزائر أكد المصدر أن الأمر لا يتعلق بمبادرة ، وإنما هي اتصالات يقوم بها الجانب السوداني مع المسؤولين في مصر والجزائر لتخفيف حدة التوتر وإيقاف الحملات الإعلامية المتبادلة وتهيئة الأجواء من أجل عودة العلاقات بين الدولتين إلى ما كانت عليه قبل المباراة .. لافتاً إلى ان مباحثات أبو الغيط وسليمان في الخرطوم اليوم ستتناول هذه الاتصالات ، والمساعي السودانية لإنهاء الخلاف بين الدولتين . ومن ناحية اخرى سيقوم الزعيم الليبي معمر القذافي بوساطة لتهدئة الاجواء بين القاهرةوالجزائر بعد التوترات التي اثارتها المباراة كما ذكرت وكالة الانباء الليبية الرسمية امس. واوضحت الوكالة ان الزعيم الليبي الذي يترأس الاتحاد الافريقي سيعمل على ردم الهوة التي ظهرت بين مصر والجزائر اثر اللقاء الاخير بين منتخبي البلدين لكرة القدم. وسيقود القذافي هذه الوساطة بناء على طلب الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى، كما افادت الوكالة. ومن جانب اخر عبر أكثر من 140 مثقفا وإعلاميا عربيا في بيان عن أسفهم لما وصلت إليه العلاقات المصرية-الجزائرية من تدهور عقب المباراة. وتصاعد التوتر في وسائل الإعلام المصرية والجزائرية قبل المباراة التي جرت في القاهرة يوم 14 نوفمبر وزادت حدته لدرجة التلاسن والتطاول اللفظي في بعض البرامج بعد المباراة الفاصلة في السودان الأربعاء الماضي. وقال الموقعون على البيان إن العلاقات بين الشعبين تاريخية وأنهم يدينون التصرفات غير المسؤولة التي أقدم عليها متعصبون من الجانبين «ونرفض الاعتداءات التي تعرض لها مصريون في الجزائروالخرطوم بذات القدر الذي نرفض به تعرض أي مواطن جزائري للأذى على أرض مصر». وأدان الموقعون «تصرفات بعض الإعلاميين غير المهنية من الجانبين» مطالبين الجهات المسؤولة في مصر والجزائر بإجراء تحقيق عاجل مع هؤلاء وتوقيع الجزاء المهني على من تثبت إدانته بتعميق الخلافات بين الجانبين. وحث البيان على وقف الحملات الإعلامية المتبادلة فورا وطالب المسؤولين في البلدين بالتحلي بأعلى قدر من ضبط النفس والعمل المشترك على وقف التدهور الحاصل في العلاقات بين البلدين مع الحفاظ على الاحترام والود المتبادلين كما دعا جامعة الدول العربية أن تعمل على وقف التدهور والعبث بمقدرات الشعبين ومناشدة مؤسسات المجتمع المدني والقيادات الشعبية والمثقفين والكتاب في البلدين أن تعمل على تدارك الأخطاء التي ارتكبها البعض من هنا وهناك وبحث آليات عمل مشتركة تعيد العلاقات بين الشعبين إلى سابق عهدها. ومن الموقعين المصريين الروائي بهاء طاهر والشاعران أحمد عبد المعطي حجازي وجمال بخيت وسلطان أبو علي وزير الاقتصاد الأسبق ويحيى الجمل أستاذ القانون الدستوري والإعلامي حمدي قنديل ومحسن بدوي رئيس مركز عبد الرحمن بدوي للإبداع وعادل غنيم رئيس الجمعية المصرية للدراسات التاريخية وإكرام لمعي أستاذ مقارنة الأديان ونبيل عبد الفتاح مدير مركز تاريخ الأهرام والسيد يسين مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية وأبو العلا ماضي رئيس حزب الوسط (تحت التأسيس) وحلمي الحديدي وزير الصحة الأسبق وحلمي النمنم نائب رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب. المصدر: الوطن السعودية 25/1/2009