بعد شهر من الأمطار الموسمية الغزيرة التي أثارت أسوأ كارثة طبيعية في باكستان بدأت مياه الفيضانات تنحسر تاركة عدداً لا يحصى من الناجين المعرضين لخطر الموت جوعاً أو من المرض. وبالرغم من انخفاض منسوب المياه بوجه عام إلا أن مسؤولين قالوا إنهم مازالوا يكافحون لانقاذ دلتا تهاتا الواقعة على بعد 70 كيلومتراً شرق كراتشي في إقليم السند الجنوبي. وفاضت المياه على ضفاف نهر الاندوس قرب تهاتا وارتفع منسوب المياه أيضاً في أحد روافد النهر. وقال رياض أحمد سومرو مفوض شؤون الإغاثة في إقليم السند ل «رويترز» ستغرق تهاتا إذا لم تتدفق هذه المياه صوب البحر الوضع في غاية الخطورة نحاول سد الفتحات وتقوية السدود لانقاذ تهاتا مضيفاً: إن نحو 95 بالمئة من سكان دلتا تهاتا ومجموعهم 300 ألف ساكن فروا بالفعل, الرجال فقط مكثوا لانقاذ ممتلكاتهم الأطفال وكبار السن كلهم غادروا تهاتا. وصرح خبراء الأرصاد الجوية أن منسوب المياه في معظم الأنهار ينخفض كما توقعوا ألا تهطل المزيد من الأمطار خلال الأيام القليلة المقبلة. ويعتقد قمر الزمان تشودري كبير خبراء الأرصاد الجوية الحكوميين أن الأمر سيحتاج لعشرة أو 12 يوماً أخرى حتى تعود الأنهار في إقليم السند إلى مستوياتها الطبيعية. ورغم بدء المياه بالانحسار في الشمال والوسط حيث المناطق الأشد تضرراً منذ بداية الكارثة فإن الأمطار الموسمية الغزيرة المستمرة في الهطول أدت لارتفاع منسوب نهر السند إلى مستويات خطرة قرب مصبه مما دفع الملايين إلى الفرار. واوضحت «الجزيرة نت» أن السلطات طلبت إخلاء مدينة ثاتا التي أدى ارتفاع منسوب المياه فيها إلى مستويات قياسية إلى تكسير حواجز الحماية التي شيدها الجيش. وبحسب تقديرات حكومية فقد أسفرت الفيضانات حتى الآن عن مقتل 1643 شخصاً وتشريد أربعة ملايين والحاق الضرر بنحو 20 مليون شخص ويعاني الناجون من أوضع مأساوية جراء نقص المساعدات وصعوبة ايصالها وعشوائية توزيعها كما أشار برنامج الأغذية التابع للأمم المتحدة إلى أن الفيضانات ألحقت أضراراً بنحو 7.9 ملايين فدان على الأقل أي 14% من نسبة الأرض المزروعة, إلى ذلك كشفت الأممالمتحدة أن نحو 72 ألفاً من أطفال منكوبي الفيضانات مهددون بالموت بسبب المجاعة والأمراض وحثت المجتمع الدولي على تقديم المساعدات بشكل عاجل ووفقاً لمنسق الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية ما رتين موغوانغا فإن الاستجابة الدولية للكارثة يجب أن تكون أكثر قوة. وأوضحت الأممالمتحدة أن منظمة الأممالمتحدة للطفولة «يونيسيف» بحاجة ماسة لثمانين مليون دولار لتوفير مكملات غذائية طارئة لعشرات الآلاف من الأطفال الباكستانيين الذين يعانون من سوء تغذية مناشدة الجهات المانحة تنفيذ تعهداتها بدفع التبرعات الضرورية لتمويل إغاثة المنكوبين.