أكد نائب الرئيس السوداني على عثمان محمد طه إن انفصال جنوب السودان لن يخدم مصلحة المواطن الجنوبي وهو قرار يسبح عكس اتجاه التاريخ. وقال المؤتمر الصحفي الذي عقده بمباني مجلس الوزراء حول الوضع السياسي الراهن إن الحديث عن الإنفصال غير مبرر سياسياً على الرغم من مشروعيته في إطار اتفاقية السلام الشامل. وحذر نائب الرئيس السوداني من التشويش وتلوين الحقائق لمواطني جنوب السودان ، مشيراً إلى أن الدعوة للإنفصال لاتستند إلى الاتفاقية وترتكز على قراءة من يطرحها لترتيبات أخرى ، عبر عنها المشاركون في نيويورك لتحويل الجنوب إلى مقاطعة خاصة لأجندتهم مؤكدا أن الانفصال افتراضي في الاتفاقية ولكننا ملتزمون بالوحدة. وحول حديث رئيس الحركة الشعبية الفريق سلفاكير ميارديت عن التصويت للانفصال أوضح طه أن حديث سلفاكير بصفته كمواطن جنوبي ولا يحاسب عليه سياسياً. ودعا طه الحركة الشعبية إلى مراجعة مقاطعة أعضائها لاجتماعات لجنة ترسيم الحدود وقال أن الغياب غير مبرر وفق نصوص الاتفاقية ، مشيراً إلى إمكانية إجراء الاستفتاء خلال الوقت المتبقي حال توفر الإرادة السياسية وتجنب المواجهات. اكد نائب الرئيس السوداني ان اختيار الجنوب للانفصال لن يقف حائلاً دون العمل من أجل استعادة الوحدة وتقوية الروابط بين شمال وجنوب السودان وان ما يجمع بينهما اكثر مما يفرق. وراهن طه على استدامة السلام وقيام الاستفتاء مؤكداً على ضرورة قيام استفتاء أبيي بعد التراضي بين دينكا نقوك والمسيرية ، لافتاً إلى أنه لن يجري استفتاء في أبيي دون التوصل إلى حل حول القضايا العالقة. وشدد على أن يؤدي الاستفتاء لاستدامة السلام وتأسيس مسار للسلام في السودان أياً كانت نتائج الاستفتاء بشرط ألا يكون محل نزاع في إجراءاته ومواصفاته وأن يكون حراً ومفتوحا ونزيهاً موضحاً أن الوفاء بهذه الشروط يعتبر من مصلحة الجنوب قبل الشمال. وقال نائب الرئيس السوداني أن زيارة مجلس الأمن الدولي للسودان فرصة لأعضائه للتعرف على الأوضاع بالسودان بشكل أفضل. وقال نائب الرئيس السوداني "رحبنا بزيارة المجلس لاستكمال الحوار ولان يكون اعضائه شهوداً على الوقائع التي تؤيد موقف الحكومة السودانية ، خاصة وأن كل مجلس الأمن ليس ضدنا " ، مؤكداً إن الزيارة تتيح الفرصة لأعضائه للحوار الداخلي مع بعضهم بشأن قضايا السودان. وأشار طه إلي إن التيار المعادي للسودان بدأ في الإنحسار والتراجع وينحصر في دوائر معزولة وستظل معركتنا معها مستمرة ، وأضاف أن بعض مواقف الدول الأوربية مؤيدة للسودان وبعضها يرغب في الدخول في علاقات سياسية واقتصادية بغض النظر عن نتائج الاستفتاء لافتاً إلى وجود بعض القوى الشريرة تلوح بالضغط على السودان. وقال نائب الرئيس السوداني ان الموقف الغالب لدول الجوار والمحيط الأفريقي والإسلامي هو استدامة السلام في السودان. وحول الموقف الأمريكي من قضايا السودان قال طه إن الولاياتالمتحدةالأمريكية أمام إمتحان مصداقية للإلتزام بما وعدت به إزاء إلتزامنا بتنفيذ اتفاق السلام الشامل ، مشيراً الي أن القضايا التي طرحها الجانب الأمريكي بشأن مراجعة العلاقات الثنائية تحتاج الى فعل مباشر. واشار طه إلى أن الموقف الأمريكي الرسمي يدفع للإعتراف بالإنفصال ، مشيراً إلى محاولات التأثير على قرار المواطن الجنوبي بالحديث عن اتجاه الجنوب نحو الإنفصال. وجدد طه حرص الحكومة السودانية على عدم مصادرة قرار أهل الجنوب واستباق عملية الإستفتاء بحملات غسيل مخ للمواطنين ، مؤكداً رفض المقترح الأمريكي بشأن استفتاء أبيي ، كما جدد مطالبة السودان بإلغاء قرارات المحكمة الجنائية الدولية ورفع الحظر عنه وإعفاء ديونه.