عيساوي: البيضة والحجر    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    ماذا قال دكتور جبريل إبراهيم عن مشاركته في مؤتمر مجموعة بنك التنمية الإسلامي بالرياض؟    الصليب الأحمر الدولي يعلن مقتل اثنين من سائقيه وإصابة ثلاثة من موظفيه في السودان    دعم القوات المسلحة عبر المقاومة الشعبية وزيادة معسكرات تدريب المستنفرين.. البرهان يلتقى والى سنار المكلف    انجاز حققته السباحة السودانية فى البطولة الافريقية للكبار فى انغولا – صور    والي الخرطوم يصدر أمر طواريء رقم (2) بتكوين الخلية الامنية    شاهد.. حسناء السوشيال ميديا أمنية شهلي تنشر صورة حديثة تعلن بها تفويضها للجيش في إدارة شؤون البلاد: (سوف أسخر كل طاقتي وإمكانياتي وكل ما أملك في خدمة القوات المسلحة)    شاهد بالفيديو.. في مشهد خطف القلوب.. سيارة المواصلات الشهيرة في أم درمان (مريم الشجاعة) تباشر عملها وسط زفة كبيرة واحتفالات من المواطنين    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء أثيوبية تخطف قلوب جمهور مواقع التواصل بالسودان بعد ظهورها وهي تستعرض جمالها مع إبنها على أنغام أغنية وردي (عمر الزهور عمر الغرام)    في اليوم العالمي لكلمات المرور.. 5 نصائح لحماية بيانات شركتك    الأمن يُداهم أوكار تجار المخدرات في العصافرة بالإسكندرية    جبريل: ملاعبنا تحولت إلى مقابر ومعتقلات    موعد مباراة الهلال والنصر في نهائي كأس الملك !    مسؤول أميركي يدعو بكين وموسكو لسيطرة البشر على السلاح النووي    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الخميس    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الخميس    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الخميس    تحديد زمان ومكان مباراتي صقور الجديان في تصفيات كاس العالم    السوداني هاني مختار يصل لمائة مساهمة تهديفية    ستغادر للمغرب من جدة والقاهرة وبورتسودان الخميس والجمع    الغرب "يضغط" على الإمارات واحتمال فرض عقوبات عليها    وزارة الخارجية تنعي السفير عثمان درار    العقاد والمسيح والحب    شاهد بالفيديو.. حسناء السوشيال ميديا السودانية "لوشي" تغني أغنية الفنان محمد حماقي و "اللوايشة" يتغزلون فيها ويشبهونها بالممثلة المصرية ياسمين عبد العزيز    محمد وداعة يكتب: الروس .. فى السودان    مؤسس باينانس.. الملياردير «سي زي» يدخل التاريخ من بوابة السجن الأمريكي    «الذكاء الاصطناعي» بصياغة أمريكية إماراتية!    الموارد المعدنية وحكومة سنار تبحثان استخراج المعادن بالولاية    السودان..اعتقال"آدم إسحق"    فينيسيوس يقود ريال مدريد لتعادل ثمين أمام البايرن    أول حكم على ترامب في قضية "الممثلة الإباحية"    تعويضاً لرجل سبّته امرأة.. 2000 درهم    الحراك الطلابي الأمريكي    أنشيلوتي: لا للانتقام.. وهذا رأيي في توخيل    بعد فضيحة وفيات لقاح أسترازينيكا الصادمة..الصحة المصرية تدخل على الخط بتصريحات رسمية    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    شاهد بالفيديو.. الفنانة ندى القلعة تواصل دعمها للجيش وتحمس الجنود بأغنية جديدة (أمن يا جن) وجمهورها يشيد ويتغزل: (سيدة الغناء ومطربة الوطن الأولى بدون منازع)    شاهد بالصورة.. بعد أن احتلت أغنية "وليد من الشكرية" المركز 35 ضمن أفضل 50 أغنية عربية.. بوادر خلاف بين الفنانة إيمان الشريف والشاعر أحمد كوستي بسبب تعمد الأخير تجاهل المطربة    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الطيب مصطفى :الحزب الحاكم منعني من الدعوة للانفصال لهذا خرجت منه
نشر في سودان سفاري يوم 09 - 11 - 2010

ظلت العلاقة بين شمال وجنوب السودان في حالة تجاذب مستمر من قبل ان يحزم جنود بريطانيا العظمي امتعتهم مغادرين الى غير رجعة في عام 1956، لكن طوال الرحلة التي امتدت اكثر من نصف قرن كان هناك جنوبيون كثر ينادون بالاستقلال عن جنوب السودان في كل مرحلة، وينشطون على المستوى السياسي والعسكري، لكن من جهة الشمال لم تخرج حركات انفصالية مقابلة الا في بداية هذه الالفية عند انطلاق مفاوضات السلام السودان بضاحية ميشاكوس في كينيا، الطيب مصطفى خال الرئيس السوداني الذي تسنم عددا من المقاعد القيادية على مستوى الحزب والدولة ركل كل هذا وخرج مغاضبا ليشكل تنظيما اطلق عليه اسم منبر السلام العادل يطالب فيه بفصل الشمال عن الجنوب.. ولم يكتف بتشكيل هذا التنظيم بل تجاوز ذلك الى اصدار صحيفة من اجل التبشير برؤيته الانفصالية في شمال السودان بالرغم من ان الشماليين في الاساس لايملكون حق التصويت في حق تقرير المصير.. "الشرق" التقت منظر انفصال شمال السودان المثير للجدل بمكتبه بضاحية بري بمدينة الخرطوم في حوار امتد قرابة الساعة.. وفيما يلي نص الحوار:
* بداية نود ان نتعرف على الرؤية التي يستند اليها منبر السلام العادل في دعوته لفصل الشمال عن جنوب السودان؟
- دعني اولا ابدأ بمقدمة قبل الرد على سؤالك عن السودان والدول العربية، ما ينبغى ان يهم الدولة العربية عن السودان هو الهوية العربية الاسلامية لأن كثيرا من المسلمين يقولون ان السودان هو جزء من العالم الاسلامي وجزء من الدول العربية وليس جزءا بالكامل لماذا؟ لأن الجنوب لم يكن فى يوم من الايام جزءا من الهوية العربية الاسلامية "لايوجد من الجنوبيين من يتحدث عن ان الجنوب جزء من الهوية العربية فى السودان بل ينكرون ذلك ويطلبون ان يتخلى الشمال العربى الاسلامى عن الهوية العربية الاسلامية يتحفظون بشكل كبير ان يسمى السودان بدولة عربية اسلامية يرفضون حتى ان يسمى شمال السودان، هذه اسمها دكتاتورية الاقلية التى تفرض رأيها على الاغلبية فى السودان الشمالى هذا هو جوهر المشكلة ان هناك هويتين مختلفتين متشاكستين ومتحاربتين ظلتا على هذا النحو قبل استقلال السودان حيث كان استقلال السودان 1956 حيث كان اول تمرد في اغسطس 1955 قبل ان يخرج الانجليز من السودان وهو مايسمى تمرد توريت. هذه هى المقدمة التى لابد منها لكى نقول كيف وماذا وما جوهر رؤية منبر السلام العادل رؤية المنبر هى ان شعبى الشمال والجنوب لاتربطهما هوية مشتركة بل ان شعب الجنوب معبأ تعبئة كبيرة ضد الشمال وهويته لهذا قامت الحرب واستمرت الى يومنا هذا تخبؤ وتزداد لكنها لم تتوقف ابدا. حتى عندما تم توقيع اتفاقيات لم توقف الحرب بدليل ان نيفاشا عندما وقعت فى 2005 للاسف الشديد لم توقف الحرب والدليل على ذلك هذا التشاكس الذى نراه بين الشريكين، للاسف هما ليسا شريكين بالمعني لان الحركة الشعبية الشريك الاكبر فى الحكم تقود المعارضة كاول تجربة فى العالم ان الشريك فى الحكم هو من يقود المعارضة.
* موقف منبر السلام الحاد هل هو موجه للحركة الشعبية فقط ام للجنوب ككل؟
- الموقف من الجنوب ككل، المنبر يدعو الى فصل الشمال عن الجنوب. اذا كانت هناك قوى منذ اربعينيات القرن الماضى تدعو الى فصل الجنوب عن الشمال، نحن ندعو الى فصل الشمال عن الجنوب والنتيجة واحدة، الجديد اننا كونا تنظيما لكى ندعو الى هذا الحق باعتبار ان الشمال متضرر من الوحدة مع الجنوب.
لماذا تكرهوننا على الوحدة؟
* الطيب مصطفى كان قياديا في الحزب الحاكم.. ما قصة مغادرتك؟
- كنت فى الحركة الاسلامية والموتمر الوطنى (الحزب الحاكم في السودان) لكنى رأيت ضرورة اسماع صوت الانفصال. هذا الصوت او الدعوة الى الانفصال فى الشمال كان موجودا منذ وقت طويل. لكن انا الطيب مصطفى عندما كنت فى الموتمر الوطنى رأيت ان يطرح هذا الرأى الذى طال انتظاره، وقلت ينبغى ان يتم التعبير عن هذا الرأى لكنهم قالوا يجب ان تتوقف عن هذا الحديث ولا تكتب عنه، عندما كتبت اول مرة فى الصحف صادف هوى عند الكثيرين ووجد معارضة شديدة ايضا داخل وخارج السودان. اجتمعت بى قيادة الحزب الحاكم وقالوا لى ينبغى ان تتوقف عن الكتابة فى هذا الشأن لان الموتمر الوطنى يؤمن بالوحدة. قلت لهم دعونا نعبر عن هذا الرأى حتى لا تقتل الفكرة لانه داخل الحزب الواحد يمكن توجد اكثر من فكرة فى النهاية الرؤية الصالحة هى التى تقنع الناس ثم تصبح شجرة وارفة الظلال بعد ان كانت فكرة او تطمرها الارض اذا كانت غير صالحة. قالوا لى: ان رؤيتنا هى الوحدة قلت لهم هل تعتبرونها مقدسة مثل الدين. القرآن قال "لا اكراه فى الدين" فلماذا تكرهوننا على الوحدة، المهم حدث جدال بينى وبينهم وقالوا لى هذه من الثوابت التى لا ينبغى الحديث عنها. قلت لهم اذن سأخرج رغم اننى قدمت للحركة الاسلامية والمؤتمر الوطنى الكثير وكنت قياديا فى التنظيمين. قلت لهم ساذهب واعبر عن هذا الرأى بصورة مستقلة وخرجت من المؤتمر الوطنى منذ ذلك الوقت لاننى رجل اعرف التنظيم وقيمة التنظيم.
"الانتباهة" الكثر توزيعا في السودان
* هناك اتهام للطيب مصطفى وللمنبر بشكل عام بانهم لا ينظرون للمصالح الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التى تحققها وحدة السودان ويهتمون بامور سطحية وعنصرية ما ردكم على ذلك؟
- دائما الناس يتركون الرسالة ويتحدثون عن الرسول، ويتركون الفكرة والقضية ويتحدثون عن صاحب الفكرة. هذا كلام خاطى. اولا رؤيتنا ان الدول التى انفصلت عن بعضها والذين قادوا الانفصال فيها حتى نجح هل ينطلقون من جهل اجتماعى ويجهلون المصالح وكذا! اى فكرة ينبغى ان يتاح لها الوصول للناس حتى ولو كانت كفرا (لا اكراه فى الدين). من الذى يحدد مصالح اهله؟ الشعب هو من يفعل ذلك، اذن الفكرة لم تمت في مهدها لانها صالحة للبقاء كالشجرة التى يستقيم عودها. الآن رؤيتنا اصبحت متمددة فى الشارع السودانى والدليل على ذلك ان صحيفة الانتباهة المعبرة عن منبر السلام هي الاكثر توزيعا بين الصحف لانها تقول الحقيقة كاملة وهى توزع مايعادل توزيع عشر صحف مجتمعة. نحن نوزع سبعين الف نسخة، السبب الرئيسى لاننا طرحنا رؤية جديدة وجدت هوى فى نفوس الناس من خلال المعاناة من مشكلة الجنوب. نحن طرحنا فكرة وقلنا لماذا لانفكر فى رؤية جديدة؟.
* لكن البعض يقول ان قراء الانتباهة معظمهم من جنوب السودان؟
- الامية منتشرة وسط الجنوبيين والذين يتحدثون العربية عددهم قليل، لهذا حديثك هذا غير صحيح، اذهب الى اماكن بيع الصحف ستجدها وسط الشماليين والجنوبيين وهى موزعة توزيعا عادلا.
* صحيفة الانتباهة تشكك مواطن الجنوب فى الحركة الشعبية والطبقة السياسية الحاكمة مما يجعلها تعمل ضد مبدأ الانفصال لأن الجنوبيين سيصوتون للوحدة حتى لاينفرد بحكمهم الاشخاص الذين تشكك الانتباهة يوميا في قدراتهم وسلوكهم السياسي؟
- هذا رأى..لكن حقيقة اصبحت واحدة من الاشياء اننا نهاجم الحركة الشعبية لانها حكومة الجنوب، وظلمت الشمال فى نيفاشا واخذت من حصة الشمال وبالطبع نحن نرفض ظلم الحركة الشعبية لشمال السودان، الحركة اخذت من نيفاشا اكثر مما تستحق. حدود الشمال معروفة منذ 1956م وينبغى الا لاتتعداها، نحن نعتبر ذلك عدوا دخل فى اراضينا لذلك من هذا المنطلق ظللنا نهاجمها. المنطلق الثانى ان الحركة الشعبية طرحت مشروعا اسمه السودان الجديد الذى طرحه جون قرنق والذى طرحه من بعده اولاد قرنق (باقان وعرمان وشيوعيو الحركة الشعبية) وكانت تريد ان تحكم به كل السودان.
* الحركة الشعبية اخذت 28 % من الحكومة المركزية بحسب تقدير عدد سكان الجنوب بالنسبة لكل سكان السودان، اين الظلم هنا؟
هذا ليس نصيب الجنوب، جون قرنق قبل ان يتم الاتفاق كان يطرح الكونفدرالية لكنه اخذ اكثر مما كان يطمع فيه، ثم ان الحركة الشعبية تحكم الجنوب كله فمن تمثل الحركة الشعبية هل تمثل الحركة الشعبية كل الجنوب. تقول الاتفاقية ان الجيش الشعبى سيحصل على خمسين فى المائة من القوات المسلحة اذا حصلت الوحدة، اننا ننتقد تمدد الحركة الشعبية فى الشمال وطمعها فى ان تحكم شمال السودان بل اعتبرت الكونفدرالية مقدمة لحكم السودان من خلال ما يسمى مشروع السودان الجديد الذى يقوم على رؤية عنصرية امريكية اسرائيلية مسيحية مصادرة للهوية العربية الاسلامية فى السودان.
لا أحد يدافع عن حقوق الشمال!
* منبر السلام العادل ظل يطالب بإتاحة الفرصة له كى يطرح برنامجه القائم على استئصال الجنوب، لماذا يرفض تمدد الحركة الشعبية وبرنامج السودان الجديد من ناحية ديمقراطية وحقوق؟
- نحن لم نفرض على الجنوب الهوية العربية الاسلامية، فقط نريده ان يظل كما هو لا تحكمه شريعة اسلامية ولا تهيمن عليه الهوية العربية الاسلامية، علمانى افريقانى كما يريدون، لم ندع فى يوم من الايام لاقامة نظام اسلامى فى جنوب السودان لكن هم يدعون الى فرض نظام مضاد للهوية العربية الاسلامية فى الشمال هم الذين اعتدوا علينا. نيفاشا صممت على اساس عنصرى بطرحها تقرير المصير للاثنية الجنوبية.. اذن نيفاشا صممت بطلب من الحركة الشعبية. الموتمر الوطنى والاحزاب الشمالية وافقت على ان يصمم تقرير المصير على اساس اثنى عنصرى الذين يتهموننا باننا عنصريون عليهم ان يدافعوا عن انفسهم، بمثل مايطالب قرنق بحق الجنوب على حساب حدود الشمال نحن ندافع عن حق الشمال ولا نريد التمدد فى الجنوب. هو يعبر عن الجنوب نحن نحاول ان نعبر عن الشمال ونتحدث عن الشمال والشماليين لا احد يتحدث عن حق الشماليين ويتصدي لقضاياهم.
* كيف تقول هذا وهناك حكومة تدافع وتتفاوض باسم الشمال؟
الحكومة حتى الآن تتحدث عن الوحدة، وان الجنوب والشمال تحت وصايتها وحمايتها، وهى حريصة على الجنوب بقدر حرصها على الشمال اما نحن فنقول اننا حريصون على الشمال وليس الجنوب.. ألا ترى ان النائب الاول سلفا كير ميارديت لم يزر ايا من مدن او عواصم الشمال.
*ب حسب متابعتي سلفاكير زار كادوقلى عصمة ولاية جنوب كردفان والدمازين عاصمة ولاية النيل الازرق.. اذن ماذا يقصد الطيب مصطفى بمدن الشمال؟
كادوقلى ليست عاصمته والدمازين أشك انه زارها.. هو لم يزر ايا من عواصم الولايات الشمالية.
* انا متأكد من زيارة سلفاكير لكل من كادوقلي والدمازين؟
- لا اعلم، ولكن لست متأكدا انه زار اي عاصمة شمالية خلال الخمس سنوات.
* اكرر لك مرة اخرى سلفاكير زار كادوقلي والدمازين وهو موجود الآن في الخرطوم؟
هو يأتي للخرطوم لان مكتبه وبيته بها هذا شىء طبيعي جدا، وهو جزء من مؤسسة الرئاسة لكن معظم وقته في جوبا لأنه جنوبي. ولانه لا يؤمن بانه جزء من الشمال، ثانيا بالرغم من ذلك هو النائب الاول لرئيس الجمهورية.
* هل نفهم من حديثك هذا انك تعتبر كادوقلي والدمازين مدنا ليست شمالية؟
- لا لا، كيف لا اعتبرهم جزءا من الشمال، انا لم اقل سلفا كير لم يزر ارضا شمالية، على كل حال ولايات الشمال خمس عشرة، السؤال هو كم عدد الولايات التي زارها؟! اولا كادوقلي ذهب اليها لامر متعلق بالحركة الشعبية، والدمازين تحكمها الحركة الشعبية، طبعا الخرطوم حالة استثنائية لأنها العاصمة القومية، لذلك اقول من كل الولايات الشمالية لم يذهب سلفا كير الا للولايات التي توجد بها الحركة الشعبية بشكل كبير.
سنحارب من اجل الحدود
* قرأت لك مقالا قبل ايام تدعو فيه لعدم التفريط في شبر من اراضي السودان الشمالي في اطار التفاوض على ترسيم الحدود الذي يجري حاليا، وذهبت الى ابعد من ذلك مطالبا بشن حرب في حال استيلاء الجنوب على ارض شمالية بالرغم من اننا لم نقرأ او نسمع الطيب مصطفى يطالب الحكومة بالدخول في حرب مع بقية الجيران الذين يقيمون الآن على اراض نعتبرها سودانية مثل مصر واثيوبيا؟
انا لم اكن محايدا في موقفي من اي دولة تستولي على اراض سودانية حتى حلايب، لكن انا افرق بين علاقتنا بجنوب السودان وبين الدول الاخرى، بالنسبة لمصر ادعو الى ان تحل مشكلة مثلث حلايب بالحسنى، حتى في موضوع الجنوب ادعو الى ان يتم التفاهم مع الحركة الشعبية بالحسنى، ولكن اذا فرضت الحرب علينا سنحارب وسندافع عن ارضنا لهذا طالبنا بان يتم ترسيم الحدود قبل تقرير المصير. واذا اقتضى الامر ان يؤجل تقرير المصير حتى يتم ترسيم الحدود بالرغم من اننا الاحرص على ان يتم تقرير المصير بسرعة حتى يغادرنا الجنوب، كل هذا يثبت اننا لا نريد حربا مع الجنوب لكن اذا اعتدوا على ارضنا لا خيار لنا سوى الحرب.
* الا تري ان هناك تحيزا زائدا ضد الجنوب، اذا صار دولة عقب الاستفتاء نحاربه في الارض المتنازع عليها ونتفاهم مع بقية جيراننا في اراضينا السودانية؟
- انا لا ادعو الى ذلك البتة، بالنسبة لما حدث في حلايب هي مشكلة لم تحل حتى الآن، وانا ادعو الى استنفاد جميع الحلول السلمية وعدم اشعال حرب مع مصر، مشكلة حلايب مختلفة عن مشكلة جنوب السودان لأنه بالنسبة للجنوب نحن الآن بصدد الوصول لاتفاق وفي هذه اللحظة اما ان نسمح لهم بان يتمددوا في الشمال في المناطق الحدودية الخمس التي يوجد خلاف حولها او لا نسمح لهم.
* السودان لم يحارب قط من اجل الحدود؟
لن نسمح لغيرنا بان يتمدد على ارضنا، انا لا ادعو للحرب لكني لا افرط في شبر واحد، انا افتكر ان مصر اقرب الينا من جنوب السودان، ليس هناك صراع هوية بيننا ومصر، بل افتكر ان الانجليز لعبوا دورا قذرا في قطع ما امر الله به ان يوصل، لأنه من المفترض بعد خروج الانجليز ان يكون السودان ومصر دولة واحدة، الحزب الاتحادي الديمقراطي قام على وحدة السودان ومصر، للاسف الشديد مات محمد نجيب الذي ينتمي لأم سودانية وجاء عبد الناصر الذي أشك كثيرا في انه جيئ به من المخابرات البريطانية لأن الانجليز لعبوا دورا خطيرا في منع اي تقارب بين مصر والسودان "الشمال بالذات"، في ذلك الوقت كان هنالك حزبان هما الاتحادي والامة الذي كان قريبا لبريطانيا، الاتحادي يدعو للوحدة مع مصر وكما اسلفت الانجليز لعبوا دورا قذرا في فصل مصر عن السودان ولعبوا دورا خطيرا في ضم الجنوب للشمال، لهذا اقول انهم وصلوا ما كان ينبغي ان يقطع والدليل على انهم هم من قرروا هذا الربط عبر السكرتير الاداري الذي قرر الوحدة في مؤتمر جوبا الشهير 1947م.
* اذن انت لاترى اي نقطة ايجابية في وحدة شمال وجنوب السودان؟
انا اقول ان الشمال والجنوب عاشا حربا وتباغضا وآن الاوان لكي ينتهجا النهج الذي انتهجه غيرهما في الدول الاخرى التي لم ترق فيها قطرة دم واحدة، انا ظللت اتحدث عن تشيكوسلوفاكيا والجبل الاسود وصربيا التي تبدو قضاياها قريبة منا، الجبل الاسود 620 الف نسمة ورغم هذا انفصلت، كل دول جنوب الاتحاد السوفييتي انفصلت، الدولة الوحيدة التي لم تنفصل من دول جنوب الاتحاد السوفييتي ومازالت الحرب مشتعلة فيها هي الشيشان، لم ولن تتوقف الحرب الا عندما تنفصل، لاتوجد دولة واحدة انفصلت وندمت على حالها ورجعت مرة اخرى، بالطبع لايمكن ان نتحدث عن المانيا لأن الفصل كان عملية قيصرية وليس نابعا من ارادة شعوب، وكذلك بالنسبة لليمن الفصل تم لوجود نظام اشتراكي..
* الآن هنالك دعوة من قبل الكثيرين لاعطاء الجنوبي الجنسية المزدوجة حال حدوث الانفصال، مارأيكم في منبر السلام العادل؟
- هذا حديث مرفوض، لن نسمح به.
* ما آلياتكم لعدم السماح بإعطاء الجنوبيين الجنسية المزدوجة؟
- لن افصح، لكن لن نسمح بذلك، انا مقتنع تماما ان السوداني الشمالي لن يسمح بذلك، هؤلاء يكرهوننا وقرروا ان يذهبوا فليذهبوا الى بلدهم، هم يقولون انهم مواطنون درجة ثانية هنا، طيب لديهم هناك في بلدهم هناك فرصة ان يكونوا من الدرجة الاولى، لايوجد سبب يجعلهم يبقون هنا في بلد يقولون انهم يعاملون كعبيد، اذا بلدهم تحررت وهم الذين قرروا ان يحرروها يجب ان يذهبوا اليها، لاتوجد دولة انفصلت وترك مواطنوها في الدولة الاساسية، لا توجد سابقة بالرغم من انه لا توجد كراهية بين الشعوب ولكن هنا توجد مشاعر كراهية، اذن ما الداعي للانفصال اذا تم اعطاء الجنوبي الجنسية السودانية؟! اذا كانوا سيمكثون هنا لاداعي البتة للانفصال.
المصدر: الشرق القطرية 7/11/2010


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.