Normal 0 false false false MicrosoftInternetExplorer4 /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"جدول عادي"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0in 5.4pt 0in 5.4pt; mso-para-margin:0in; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} لو أن السيد باقان أموم كان لديه قدر من الذكاء السياسي وحسن النية وشئ من الحصافة لما قال إن حكومة الجنوب قررت تأجيل الدورة المدرسية (حفاظاً علي أرواح الطلاب), جراء القصف الذي ادعي أن الجيش السوداني قام به لمناطق راجا وتمساحه ببحر الغزال! كان أموم سيكون في مستوي القبول السياسي إذا ادعي أن هناك قصف وأن حكومة الجنوب- رغماً عن هذا القصف- قد قررت المضي قدماُ في فعاليات الدورة المدرسية وأنها سوف تلتزم بحماية أرواح الطلاب القادمين لفعاليات الدورة المدرسية فالمنطق هنا كان سيكون معقولاً لأن هؤلاء الطلاب- بداهة – ليسوا هم من يقومون بهذا القصف ولم يحملوا معهم قذائفاً ومدافع ودانات, هم حملوا فقط برنامجهم الرياضي والثقافي وهم سودانيون تماماً مثلما أهلهم في الجنوب سودانيون ومن حق هؤلاء الطلاب أن توفر لهم حكومة الجنوب الأمن والحماية! ولكن- لأسف الشديد – ونحن من الأساس لدينا تحفظات ثبت أنها في محلها بشأن ذهنية اموم ورفاقه وذكاؤهم المتواضع فان حكومة الجنوب ومن حيث لا تحتسب ارتكبت كبوة غير مسبوقة, بقرار التأجيل من جهة, والدعوة لتدخل مجلس الأمن من جهة ثانية. اذ أن من الواضح أن هناك هواجس انتابت حكومة الجنوب فقط لمجرد وجود طلاب عددهم محدود وجاءوا لغرض محدود يجري كل عام في كافة أنحاء السودان ويمر دون مشاكل والهواجس التي انتابت قيادة حكومة الجنوب ترسخت وثبتت بقوة حين لم تكتف بعرقلة فعاليات الدورة المدرسية ولكنها اعتقلت حوالي (9) من قيادات الطلاب في لوحة بشعة لما هو عليه الحال في الجنوب من ضيق بالديمقراطية والخوف من أي أنشطة ديمقراطية . وهو أمر الحق ضرراً بليغاً بحكومة الجنوب كونها إذا ما دان لها الجنوب قريباً كدولة فسوف تمزق تماماً القليل من الديمقراطية الذي تستر بها نفسها الآن- هذا من جانب , من جانب أخر فان السؤال المهم الذي عجز الجميع عن أن يجد له إجابة شافية أو غير شافية أو غير شافية هو هل يعقل أن توجه الحكومة المركزية قذائفها وداناتها باتجاه الجنوب في القوت الذي تعلم فيه أن وفد الدورة المدرسية قد اتجه الي هناك؟ أو هو في طريقه لتهدم المسألة من أساسها في حين كان يكفيها أن تؤجلها بقرار منها هنا في الخرطوم دون الحاجة الي قصف وقذائف. إن من الواضح تماماً أن قضية حماية أرواح الطلاب وقرار تأجيل الدورة المدرسية هو في الأساس قرار سياسي كان مبيتاً وليس أدل علي ذلك من نشوب صراع ونزاع واسع النطاق بين ولايات الجنوب بشأن القرار لأن هناك فوائد جمة كان من المقرر أن تستفيد منها ولايات الجنوب جراء فعاليات الدورة المدرسية وعلي العموم لم يكن من أحد يعتقد علي الإطلاق أن حكومة الجنوب ترتعد فرائصها لطلاب إيفاع يحملون بعض الأناشيد والفنون والثقافات لأيام فقط ثم يعودوا!!