في الوقت الذي كان فيه تلفزيون جنوب السودان يبث برنامجا مباشراً من احدي الميادين بمدينة ((جوبا)) لجنوبيين يهتفون بعبارات ((باي باي خرطوم مع السلامة)) و)) لا للوحة نعم للانفصال ((، شهدت مدينة القاهرة اجتماعا آخر لجنوبيين يرحبون بالانفصال مثل إخوانهم في ((جوبا)) ولكن عرضهم لهذا الترحيب لم يقتصر على الهتافات والأحاديث والخطب بل امتد لعروض أخرى أهمها كان عرض لقص ((خريطة السودان)) إلى جزأين بالمقص، وبدأت عملية القص من غرب السودان وسط هتافات من الحضور والتي كانت تعلو بعبارة ((لا)) عند أي محاولة خطأ من القصاص قص جزءا من جنوب السودان كما هو موضوع بالخريطة بمساحة واحد متر مربع. وهؤلاء الجنوبيين في القاهرة كانوا شبابا من اجل انفصال جنوب السودان، الذين نظموا برنامجا للاحتفال بأخر ((تاسع)) من هذا الشهر قبل التاسع من يناير القادم والذي سيصوت فيه الجنوبيون لخيارين أمام البقاء في وحدة مع شمال السودان أو الانفصال وتكوين دولتهم في جنوب السودان. شرف هذا الاحتفال بالحضور السيد / روبن مريال بنجامين، نائب ممثل حكومة جنوب السودان بمصر، والسيد نصر الدين موسي كشيب رئيس مكتب الحركة الشعبية لتحرير السودان، ونائبه السيد/ جوزيف رياك مارينق، والسيد/ يوهانس، السكرتير الإعلامي لمكتب نائب رئيس حكومة جنوب السودان، والسيدة/ اليزبيث جيمس، رئيسة نساء جنوب السودان من اجل الانفصال بجمهورية مصر العربية، والسيد/ جون سلفادور، رئيس شبابا من أجل الانفصال بجمهورية مصر العربية، والسيد/ بيتر لوقا، رئيس اتحاد طلاب الحركة الشعبية لتحرير السودان بالجامعات والمعاهد العليا بجمهورية مصر العربية، والسيد/ خميس كات ميول، مقرر منبر أبيي بجمهورية مصر العربية. وعدد من سلاطين، شباب، مجتمع، وطلاب جنوب السودان بمصر. وفي حديثه قال بيتر لوقا من الآن أصبحنا أحراراً وهذا شعور كان غائباً عنا منذ أكثر من 50 سنة. وقدم دينق كويس، ممثل الجبهة الوطنية الإفريقية وعضو شباب من اجل الانفصال سرداً مطولاً عن انتهاكات واضطهادات الأنظمة الحاكمة في السودان للجنوبيين بداية من إسماعيل الأزهري وعبود والصادق المهدي والترابي. فيما أكد خميس كات أن الدينكا نقوك سيقومون بإجراءات سريعة خلال الأيام القادمة، ورفض الحديث القبائل بأن قبائل جنوب السودان ستتقاتل فيما بينهم اذا ما نفصل الجنوب، وطلب من حكومة الجنوب بإعلان جميع علماء الجغرافيا ودوائر المعارف بالأسماء الجديدة لأنهر ومناطق ومعالم جنوب السودان، لأننا نكره اللغة العربية ولكن لأننا كجنوبيين لدينا لغاتنا الخاصة. وطالبت اليزابيث جميس من الذين يتحدثون عن الوحدة بضرورة تحري الحقائق . جوزيف رياك قال أن الانفصال بداية جديدة لشمس الحرية والاستقلال. نصر الدين موسي كشيب أكد أن الحديث عن الوحدة قد أنتهي، وأن حزب المؤتمر الوطني يعتقد أنه من الذكاء أن ينشغل الحركة الشعبية بموضوع الاستفتاء في الوقت الذي يتلاعب فيه المؤتمر الوطني بقضية أبيي والمشورة الشعبية لمنطقتي جبال النوبة والنيل الأزرق، حيث قال نصر الدين أن المؤتمر الوطني لم يستوعب الدرس بعد وتناسوا ذلك الفأس الذي سيقع على الرأس، مضيفاً أن الحركة الشعبية ستحل قضية أبيي وان تتنازل عنها وأهالي أبيي يثقون في الحركة الشعبية. وحذر نصر الدين المؤتمر الوطني من التلاعب بمقدرات شعب جبال النوبة. وعبر روبن عن سعادته بأن جنوب السودان قد خروج، وعلينا الآن هنا في مصر أن تفكر في تكوين لجنة للاحتفال بالانتصار والانفصال وهذه اللجنة مهمتها ستكون الاحتفال بمولد الدولة الجديدة. وهذه الدولة ستكون مستقبلة لجميع المهمشين في السودان. ودعا روبن ابناء المسيرية بضرورة الاعتراف بحقوق أهل الأرض وعدم متابعة المؤتمر الوطني، موضحاً أن مصلحة المسيرية مع جنوب السودان وليس مع الخرطوم. وأختتم البرنامج بالنشيد الوطني لجنوب السودان والذي افتتح به البرنامج. نقلاً عن صحيفة أخبار اليوم 12/12/2010م