في يوم الجمعة التاسع من شهر يوليو من العام 2010،انعقدت بقاعة كنيسة درياس بمنطقة عين شمس ورشة عمل عن استفتاء شعب جنوب السودان و منطقة أبيي تحت شعار (تقرير المصير...حقٌ ديمقراطي). و لقد عجت القاعة بالحضور من أبناء الجنوب في جمهورية مصر العربية،من ممثلي مكتب بعثة حكومة الجنوب في القاهرة و قنصل سفارة جمهورية السودان بالقاهرة و أعضاء و مسؤولي الأحزاب الجنوبية و الروابط الاجتماعية و الطلابية و الثقافية. اُستهل برنامج الورشة بكلمة ألقتها السيدة/أذيو وليم رئيسة تجمع نساء الحركة الشعبية بجمهورية مصر العربية،و التي طلبت من الحضور الوقوف دقيقة حدادٍ على أرواح شهداء شعب جنوب السودان.ثم قامت بتحية جميع الحاضرين و المرأة بشكلٍ خاص،و التي تعرضت إلى مختلف صنوف التمييز خلال الأزمنة الماضية، و أشارت السيدة أذيو إلى أن الانفصال قد جاء للمرأة الجنوبية على طبقٍ من ذهب. و لقد قوبلت كلمة السيدة أذيو بالترحاب و التصفيق الحار من قبل جميع الحاضرين الذين غصت بهم القاعة. تفضلت سيادتها بعد هذا بتقديم الأستاذ/ جوزيف رياك ماروينق رئيس اللجنة العليا ونائب رئيس الحركة الشعبية، و الذي استهل كلمته بتحية شهداء الحركة الشعبية جميعهم و على رأسهم المناضل الشهيد د.جون قرنق دي مابيور، ثم تطرق إلى التحديات التي واجهت دولة الحكم الذاتي في الجنوب و إلى ضرورة توعية شعب الجنوب بهذه التحديات. كما تناول في كلمته الأكاذيب التي يروجها المغرضون عن عدم أهلية أبناء الجنوب لتأسيس دولتهم الخاصة، مفندًا هذه الأكاذيب بالأدلة و البراهين.و لقد ذكر السيد جوزيف رياك أن المظالم التي تعرض لها الجنوبيون، و بالأخص النساء اللاتي فقدن فلذات أكبادهن في الحرب التي استمرت لعشرات السنين،لا يمكن أن يتم التغاضي عنها إلا إذا قامت الحكومة بتقديم اعتذارٍ رسمي على الفظائع التي ارتكبتها في حق أبناء جنوب السودان.و تفضل سيادته بعد نهاية كلمته بتقديم السيد نصر الدين كوشيب رئيس مكتب الحركة الشعبية لتحرير السودان بالقاهرة، و الذي حيّا بدوره شباب و شيب الحركة الشعبية، ثم تطرق بعد هذا إلى قنون الاستفتاء و إلى اهمية دور المراة في مرحلة ما بعد الاستفتاء، كما أكد على ضرورة توحد الأفراد و الجهود خلال الأيام القادمة بهدف تحقيق مصالح الجنوب العليا. عقب هذا، تقدم السيد جون شيلا الأمين العام المساعد للحركة الشعبية لتحرير السودان بالشكر لكل من ساهم في انعقاد هذه الورشة، قبل أن يتفضل بتقديم السيدة/بويينو إزيكيل و التي ألقت محاضرة بعنوان (دور المرأة الجنوبية أثناء الحرب وتقرير المصير)،استهلتها بامتداح دور المرأة الجنوبية، و الذي أكدت على أنه قديمٌ قدم المجتمع،بل إن المجتمع في الجنوب، على حد قولها، يقوم بصورة كلية على المرأة، و التي كانت تقطع الأميال الطوال وهى تحمل دلاء الماء فوق رأسها، و حملت على عاتقها مسؤولية تنشئة الأطفال وتربيتهم، و لم يقف دورها عند هذا الحد، بل امتد ليشمل كافة وجوه الحياة،فلم يكن من المستغرب أن تتسنم المراة قمة واحدة من أكبر قبائل الجنوب " قبيلة الشلك". تطرقت السيدة بويينو إزيكيل أيضًا إلى بعض النساء اللاتي وصلن إلى مناصب قيادية في الجيش و الحكومة كالسيدة ربيكا قرنق و السيدات آن إيتو وأكير بول وأقنس لاسوبا وغيرهن من المناضلات اللاتي بذلن الغالي و النفيس في سبيل الوطن. ثم تفضل السيد روبن مريال بنجامين نائب رئيس بعثة حكومة جنوب السودان بجمهورية مصر العربية، بإلقاء محاضرة مطولة تناولت التصويت على الاستفتاء و أهميته،مؤكدًا أن لجنة الاستفتاء تتكون من أعضاء جنوبيين بنسبة 100%. كما ثمّن سيادته دور المرأة و اهميته في المرحلة القادمة.و أكد أنه لا مجال للعودة للحرب مع الشمال، إلا إذا اجبر الجنوبيون على ذلك.و حينئذٍ، سكون الجنوبيون على أتم استعدادٍ لحماية تراب وطنهم و مكتسباتهم. تطرق السيد روبن بنجامين في كلمته أيضًا إلى شرح بنود قانون الاستفتاء، و التي من بينها أن يكون المستفتى مولودًا لأبوين أحدهما أو كلاهما ينتمي إلى المجموعات المستوطنة في الجنوب منذ عام 1956.و أن يكون مقيمًا إقامة دائمة في جنوب السودان، أو يكون جدوده مقيمين إقامة دائمة في المنطقة. اختتمت الورشة بكلمة للدكتور فرمينا مكويت رئيس بعثة حكومة الجنوب في القاهرة و الذي أكد على ضرورة أن تتوازى الأفعال مع الأقوال، و انه ليس لأحدٍ أن يجبر الجنوبيين على غير ما يرتؤون. الاعلام/ مكتب الحركة الشعبية لتحرير السودان بالقاهرة
