النموذج الصيني    غير صالح للاستهلاك الآدمي : زيوت طعام معاد استخدامها في مصر.. والداخلية توضح    تكريم مدير الجمارك السابق بالقضارف – صورة    أليس غريباً أن تجتمع كل هذه الكيانات في عاصمة أجنبية بعيداً عن مركز الوجع؟!    مكي المغربي: أفهم يا إبن الجزيرة العاق!    متمردو المناطق : ماذا وقد بدأوا الاعتذارات..!!!    بأشد عبارات الإدانة !    الطالباب.. رباك سلام...القرية دفعت ثمن حادثة لم تكن طرفاً فيها..!    موريانيا خطوة مهمة في الطريق إلى المونديال،،    ضمن معسكره الاعدادي بالاسماعيلية..المريخ يكسب البلدية وفايد ودياً    السودان.. مجلسا السيادة والوزراء يجيزان قانون جهاز المخابرات العامة المعدل    ثنائية البديل خوسيلو تحرق بايرن ميونيخ وتعبر بريال مدريد لنهائي الأبطال    ريال مدريد يعبر لنهائي الابطال على حساب بايرن بثنائية رهيبة    ضياء الدين بلال يكتب: نصيحة.. لحميدتي (التاجر)00!    شاهد بالصورة والفيديو.. خلال حفل مصري حضره المئات.. شباب مصريون يرددون أغنية الفنان السوداني الراحل خوجلي عثمان والجمهور السوداني يشيد: (كلنا نتفق انكم غنيتوها بطريقة حلوة)    القبض على الخادمة السودانية التي تعدت على الصغيرة أثناء صراخها بالتجمع    شاهد بالفيديو.. القيادية في الحرية والتغيير حنان حسن: (حصلت لي حاجات سمحة..أولاد قابلوني في أحد شوارع القاهرة وصوروني من وراء.. وانا قلت ليهم تعالوا صوروني من قدام عشان تحسوا بالانجاز)    شاهد بالصورة.. شاعر سوداني شاب يضع نفسه في "سيلفي" مع المذيعة الحسناء ريان الظاهر باستخدام "الفوتشوب" ويعرض نفسه لسخرية الجمهور    الصحة العالمية: نصف مستشفيات السودان خارج الخدمة    الجنيه يخسر 18% في أسبوع ويخنق حياة السودانيين المأزومة    إسرائيل: عملياتنا في رفح لا تخالف معاهدة السلام مع مصر    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    الولايات المتحدة تختبر الذكاء الاصطناعي في مقابلات اللاجئين    الخليفي يهاجم صحفيا بسبب إنريكي    أسطورة فرنسا: مبابي سينتقل للدوري السعودي!    أمير الكويت يعزى رئيس مجلس السياده فى وفاة نجله    كرتنا السودانية بين الأمس واليوم)    مصر تدين العملية العسكرية في رفح وتعتبرها تهديدا خطيرا    كل ما تريد معرفته عن أول اتفاقية سلام بين العرب وإسرائيل.. كامب ديفيد    رسميا.. حماس توافق على مقترح مصر وقطر لوقف إطلاق النار    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    زيادة كبيرة في أسعار الغاز بالخرطوم    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    وزير الداخلية المكلف يقف ميدانياً على إنجازات دائرة مكافحة التهريب بعطبرة بضبطها أسلحة وأدوية ومواد غذائية متنوعة ومخلفات تعدين    (لا تُلوّح للمسافر .. المسافر راح)    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الأحد    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الأحد    دراسة تكشف ما كان يأكله المغاربة قبل 15 ألف عام    نانسي فكرت في المكسب المادي وإختارت تحقق أرباحها ولا يهمها الشعب السوداني    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    شاهد.. حسناء السوشيال ميديا أمنية شهلي تنشر صورة حديثة تعلن بها تفويضها للجيش في إدارة شؤون البلاد: (سوف أسخر كل طاقتي وإمكانياتي وكل ما أملك في خدمة القوات المسلحة)    العقاد والمسيح والحب    الموارد المعدنية وحكومة سنار تبحثان استخراج المعادن بالولاية    بعد فضيحة وفيات لقاح أسترازينيكا الصادمة..الصحة المصرية تدخل على الخط بتصريحات رسمية    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مقالات: الدور الأدبي للصحافة السُّودانية (1898 1930م)

أ.د. محمد الحسن فضل المولى - أستاذ الادب والنقد بجامعة القرآن الكريم
تتحدث هذه المقالة عن الأثر الأدبر للصحف السودانية الصادرة في تلك الفترة المبكرة من تاريخ السودان في ظل الاستعمار الانجليزي. وتتناول الدراسة صحفا ثلاثة، أولها جريدة السودان، ثم جريدة رائد السودان، وأخيرا صجيفة حضارة السودان. ومع اختلاف القدر الذي أسهمت به هذه الصحف في مجال الأدب والنقد في السودان، إلا أنه يمكن القول أنها قد ساعدت كثير في دعم بواكير النهضة الأدبية في السودان وهي في طور ولادتها في العصر الحديث.
-1-
يمكن القول بأنّ أول صحيفة حملت اسم السودان هي جريدة: "السُّودان" التي بدأت تُطبع بالقاهرة وتوّزع في السودان عام 1898م ، وكان يرأس تحريرها محمود القباني، أحد السودانيين المولّدين الذين تنقلّوا بين مصر والسودان ، وقد سبق له التمرُّس بالكتابة الصحفيّة بجريدة: "الأهرام"، وأصدر عن مطبعتها بالإسكندرية عام 1896م كتابه: "السودان المصري والإنكليز" مؤرخاً لحقبتي التركيّة والمهديّة مع الاحتفال بالجانب الشعبي من آداب وفنون(1).
وقد اهتمّ القباني في جريدة "السُّودان" بالدفاع عن السيّاسة الإنجليزيّة تجاه السُّودان، مهاجماً مصر والخلافة العثمانيّة بأسلوب صحفي قوامه الإثارة، الأمر الذي دفع به إلى التفنّن في صوغ أقاصيص وصفها بالواقعيّة عن مظالم المصريين في السُّودان.
ولئن صحَّ أنَّ الرجل "كان برغم تفكيره الاستعماري أول من وسَّع موضوعات النشر السُّوداني، وجعلها تتناول مشكلات الحياة ... في كتابات نجد فيها الترتيب والتبويب والاهتمام بالمعنى والعدول عن السجع"(2)، فإن ذلك لا يعني أنَّ جريدته كانت سياسيّة المنحى دعائيّة الأسلوب، ممّا يبعد بها عن الاهتمام المباشر بالأدب ، كما أنّ مستوى التعليم والوعي العام بالسُّودان كان في أدنى درجاته في الحقبة التي صدرت فيها 1898- 1903م، ممّا يؤكّد ضآلة الأثر الذي يمكن أن تحدثه في الأوساط السُّودانيّة.
ومثل هذا يُقال عن جريدة "السُّودان" شبه الرسمية التي أصدرها أصحاب المقطّم القاهريّة "فارس نمر وشركاه" عام 1903م، وتولّى تحريرها بعض الشوام المتمصرين(3)، إذ "لم يكن السُّودانيون لأسباب تعليميّة واقتصاديّة قرّاءً لها عند ظهورها إلّا في حدود لا تُذكر، ولم يظهر منهم كتّاب على أعمدتها، ولم يدر بينهم رأي مستنير ينعكس على صفحاتها"(4)، إذا استثنينا بعض ما كتبه حسين شريف، كمقاله المنشور بتاريخ 21/9/1911م والدّاعي لإنشاء نادٍ يضمّ شمل الطبقة المتعلّمة ، ممّا تحقّق لاحقاً بإنشاء نادي خريجي المدارس عام 1918م.
ويمكن الجزم بأنها لم تترك أثراً في الساحة الأدبيّة برغم موالاتها الصدور حتى عام 1925م، لأنها انصرفت إلى الجوانب السياسيّة والاقتصاديّة وما إليها دون أدنى اهتمام بالأدب وما يتعلّق به.
_ 2 _
والواقع أنّ أول صحيفة أثّرت على نحو واضح في المجال الأدبي هي جريدة: "رائد السَّودان" الأدبيّة الاجتماعيّة الأسبوعيّة التي صدر أول أعدادها بالخرطوم في الرابع من يناير عام 1913م كملحق عربي لجريدة: "السُّودان هيرالد"، التي كانت تصدر باللُّغتين العربيّة واليونانيّة منذ عام 1911م ، ويعود الفضل في الصبغة الأدبيّة التي اتسمت بها "الرائد" إلى رئيس تحريرها الأول، بل صاحب فكرة إصدارها، الأديب السوري عبد الرحيم مصطفى قُليلات(5)، فقد كان شاعراً حفيّاً بالأدب، ذا صلة وثيقة بالأدباء السُّودانيين، محبوباً
لديهم(6)، وقد ترك كُتيِّبه: "نغمات الربيع في مدح سيّد الجميع"، الذي جمع فيه المقاطع الشعريّة التي نظمها، وزيّن بها واجهات السرادقات المختلفة بساحة المولد النبوي عام 1329ه أثراً طيّباً في أوساطهم(7)، ومن هنا فقد كان طبيعياً ومتوّقعاً أن يتجه بالجريدة وجهة تثرى الحركة الأدبيّة في البلاد الناشئة، وتدفع بها إلى الأمام.
فإضافة إلى متابعة "الرائد" المتصلة للحركة الأدبيّة في البلاد العربيّة وإمداد القرّاء بأجود ما تنشره الصحف والمجلات فور ظهوره ، كنشرها كثيراً من قصائد حافظ إبراهيم وأحمد شوقي فقد فتحت صفحاتها وأنهرها للكُتَّاب والشعراء المصريين والسوريين العاملين بالسُّودان من أمثال: توفيق وهبي، وفؤاد الخطيب، وجميل الرافعي، وخليل الخوري، وأعضاء روضة الشعر بسنّار، فاهتموا في إلقاء بذرة طيبة في الساحة الأدبيّة بقصائدهم ومقالاتهم، التي تنوّعت موضوعاتها، فشملت التراث العربي والإسلامي، وتاريخ الأدب العربي والخواطر الذاتيّة والقضايا الاجتماعيّة، وتراوحت أساليبها بين السجع والترسَّل(8)، ولا شكّ أن العقليّة السُّودانيّة كانت تتفاعل تفاعلاً مباشراً عبر هذا النتاج مع العقليتين المصريّة والسوريّة، ممّا ساعد على إخصابها وتفتُّحها إلى حد كبير.
وفي واقع الأمر فإنّ "الرائد" فتحت الباب أمام النتاج الأدبي السُّوداني، وخاصة في المسابقات الشعريّة التي دأبت على طرحها بين كل آونة وأخرى للتشطير والتخميس، فكان الشعراء السُّودانيون من الجيل القديم الذي عاصر المهديّة كالشيوخ: محمد عمر البنا، وأبي القاسم أحمد هاشم، وبابكر بدري، والجيل الناشئ من خريجي كليّة غردون لحقبتها الأولى كأحمد محمد صالح، وعبد الله عمر البنا، يشتركون فيها مع إخوانهم المصريين والسوريين، وقد يفوز بعضهم بأكبر جوائزها(9). وفي هذا ما فيه من الحفاوة والتشجيع وصقل المواهب.
ومن جهة أخرى فقد أسهم بعض الكتاب السُّودانيين في مجال النقد الاجتماعي على صفحات هذه الجريدة، ولعلّ أجدرهم بالذكر: عبد الرحمن أحمد، ومحمد عبد الرحيم وحسين شريف، الذي آلت إليه رئاسة تحريرها عام 1917م، فمرنت بذلك أقلامهم ونضجت ملكاتهم لتؤتى أُكلها بعد حين.
وهكذا أسهمت الصحيفة بفضل الوجهة التي وجهها إليها رئيس تحريرها الأول عبد الرحيم قليلات(10) في ميلاد نهضة أدبيّة هي الأولى من نوعها في تاريخنا الحديث، ومهّدت بذلك لنشوء حركة النقد الأدبي التي لم يمض وقت طويل حتى بدأت براعمها في التفتّح على صفحات أول جريدة سودانيّة ملكيةً وتحريراً.
_ 3 _
يعود الفضل في إنشاء هذه الصحيفة ، أعني "حضارة السُّودان" إلى الصحفي السُّوداني الأول حسين شريف(11)، فلقد أدّت سلسلة مقالاته التي نشرها، و"الرائد" تلفظ أنفاسها الأخيرة، بعنوان: "شعب بلا جريدة قلب بلا لسان"، بجانب سعيه الشخصي الجاد إلى تكوين شركة سودانيّة ضمّت السيد/ عبد الرحمن المهدي وبعض الأثرياء والوجهاء المرتبطين بطائفة الأنصار، وعن هذه الشركة، وبرئاسة حسين شريف نفسه صدر أول عدد من الحضارة في
28 فبراير 1919م، وتوالى صدورها أسبوعيّة لمدة عشرة أشهر، ثمّ توقفت عن الصدور(12).
وقد ذكر بعض المؤلفين أنّ "الحضارة" كانت في حقيقتها الأولى هذه (أدبية اجتماعية)(13) ممّا يشي بأنّها سارت على نفس النهج الذي اختطته "الرائد" من قبل، ومن هنا في أغلب الظن استنتج باحث آخر أنّ أهميتها تعود إلى أنها "ساهمت في نشر الأدب شعراً ونثراً"(14)، وواقع الأمر أنها ظلّت (أخباريّة أدبيّة سياسيّة) حسبما عبَرْت عن نفسها في حقبتيها الأولى والثانية على السواء، وبتتبعنا لما كانت تنشره في المجال الأدبي خلال أولى هاتين الحقبتين يتأكد لنا أنّ إسهامها في هذا المعترك كان من الضآلة بحيث لا يصحّ أن يعتبر مقياساً لقيمتها، أو مصدراً لأهميتها مقارناً بجوانب اهتمامها الأخرى.
ذلك لأنها على عكس الرائد ركزت إلى جانب عنايتها بالأنباء المحليّة والعالميّة، على الجوانب الاجتماعيّة ثم السياسيّة في أخريات عهدها فاهتمت بقضايا التعليم، والمرأة، ومحاربة العادات الضّارة، وقيام صندوق أهلي لإنشاء المدارس والأعمال الخيرية، ثمّ سفر وفد السُّودان إلى بريطانيا للتهنئة بانتصارها في الحرب.
أما الشعر فلم تتجاوز عنايتها به نشر قصائد محدودة العدد في إطار الأغراض التقليدية من مدح ورثاء ومناسبات عارضة، ولهذا صحّ أن يقال إنّ حظ الشعر فيها "قليل بل نادر"(15)، خاصةً إذا نظرنا إليه في إطار المدى الزمني الذي والت فيه الصدور (عشرة أشهر)، وقارنّاه بما كانت تقدّمه "الرائد" لقرائها في هذا المجال.
وبالنسبة للنثر الأدبي فلن نجد فيها سوى مقالات يسيرة على فترات متقطّعة، ومعظمها لرئيس تحريرها حسين شريف، وقد يكون أكبر مما سنها في هذا الجانب نشرها لفصول من مبحث الشيخ/ عبد الله عبد الرحمن عن العربيّة في السُّودان، وقد صدر في كتاب فيما بعد.
ولعلّنا لا نبعد عن شاكلة الصواب إن أرجعنا هذا الموقف الذي وقفته الصحيفة إزاء الأدب، إلى المبدأ الذي اعتنقه محررها فيما يتعلق بمهمة الصحف السيّارة، إذ يراها خبريّة سياسيّة في المقام الأول على ما سيأتي ، ثمّ إلى مفهومه الطموح فيما يتعلّق بالأدب نفسه؛ فممّا جاء في افتتاحيته المعنوَنة "الأدب نصيحة فيه"، والتي أراد بها كما يقول تبيين "المنهج الذي نريد أن ينهجه أدباؤنا في رسائلهم وقصائدهم، والسبيل السويّ الذي يجب أن يسير عليه الأدب في كل بلد وكل شعب": "ليس الأدب كما يظن بعض الناس قصائد تُتلى للفكاهة ، أو أساطير تُنقل في المسامرات ، أو منظوم من القريض يمتاز بحسن الاستعارة ودقّة التشبيه، مع مراعاة المحسّنات اللّفظية من التورية والجناسات ونحوها من فنون البديع ، فإنّ جميع هذا بمجرده لا يتصل بمعنىً من معاني الأدب، وإنما الأدب في كل أمة هو الفن الذي يُقصد به تهذيب عاداتها، وتلطيف إحساساتها وتنبيهها إلى خيرها لتجتلبه ، وإلى ما يخشى من الشر فتجتنبه، فالأدباء في الحقيقة هم ساسة أخلاق الأمم، بل هم أجنحتها تطير بهم إلى ذروة فلاحها(16).
فهذا المفهوم الذي يُعَدُّ جديداً ومتقدّماً على ما كان سائداً في الأوساط الأدبيّة السُّودانية آنذاك، يدلّنا على أن الرجل لم يكن راضياً عن النتاج الأدبي في تلك الحقبة ، فلا عجب أن عزف عن نشره إلاَّ في النادر القليل.
-4-
هذا، وبعد توّقف دام لسبعة أشهر نُفخت الروح في "حضارة السُّودان" مرةً أخرى، فعاودت الصدور أسبوعياً بحسبانها جريدة سياسيّة(17)، ناطقة بلسان التيار الداعي لانفراد الإنجليز بحكم السُّودان. ذلك أنّ شركة جديدة كوّنها السيّدان: علي الميرغني، وعبد الرحمن المهدي، والشريف يوسف الهندي، توّلت مهمة إصدارها هذه المرة، ورأت إبقاء اسمها القديم "تخليداً لذكرى أول صحيفة وطنيّة ظهرت في سماء السُّودان"، وأسندت رئاسة تحريرها لحسين شريف نفسه "لما عُهد فيه من المقدرة والولاء"(18).
وقد قُدّر للجريدة أن تؤدي لشطر كبير من عهدها الثاني هذا وقد استمر إلى عام 1938م حيث توقّفت عن الصدور دوراً خطيراً في الحياة السُّودانيّة العامة ، فكان للمقالات التي كتبها محررها عن المسألة السُّودانيّة ونادى فيها صراحةً بانفراد الإنجليز بحكم السُّودان ردود فعلها الواسعة، خاصةً في صفوف الشبيبة المؤمنة بالتعاون مع مصر ضدّ الإنجليز، فاتجهت إلى تكوين الجمعيّات السريّة، وإصدار المنشورات التي تهاجم السياسة والأفكار التي تروّج لها الجريدة، ثم تصاعد النضال حتى كانت وثبة 1924م الثوريّة، ولقد وقفت الحضارة من الوثبة موقف المتبرئ المستنكر، بل المدين لقادتها والداعي لاستئصال شأفتهم وإخماد أنفاسهم(19)، وليس هذا بغريب فقد آلت ملكيتها الفعليّة إلى الحكومة عام 1924م، وإن ظلّت تصدر باسم الشركة آنفة الذكر على سبيل التمويه(20).
ولا يهمنا أن نفصّل القول في الدور الذي أدّته الصحيفة في الجانب السياسي بأكثر ممّا سلف، وإنما سقنا هذا القدر لأهميته في توضيح مدى إسهامها في مجال الأدب والنقد ونوعيّته في هذه المرحلة، ممّا سنقف عليه بعد قليل.
لقد مضت الحضارة قدماً كعهدها السالف فيما يخصّ الجوانب الاجتماعيّة، فنشرت الخواطر، والمناقشات، والمقالات الناقدة، وكانت قضية التعليم بوجه عام، وتعليم المرأة بوجه خاص، من القضايا التي كثر فيها الأخذ والرد على صفحاتها، وشارك فيها الكُتَّاب والشعراء على السواء.
فإذا انتقلنا إلى الأدب والنقد؛ فسنجد أنها ساهمت بقدر كبير حقاً في خدمة الحركة الأدبيّة والنقديّة في هذه المرحلة، ولكنّ إسهامها كان في إطار حدود معيّنة حتّمتها أو كيّفتها العوامل التالية:
[1] موقفها المنحاز صراحة إلى الإنجليز وسياستهم، ممّا جعلها تقتصر أحياناً على نشر المقالات والقصائد التي تُسبّح بحمد هذه السياسة دون غيرها، وبذلك فقد حرمت التيار الأدبي الذي يناهض هذه السياسة من نشر إنتاجه، وإن يكن اليسير من هذا الإنتاج كان يجد طريقه إلى الصحف المصريّة فتعني به وتنشره(21).
[2] ميلها الواضح إلى المحافظة فكريّاً وأدبيّاً، ممّا أدّى بها إلى أن تقف أحياناً في وجه الأدباء والنُّقَّاد التجديديين ، على أنها والحقّ يقال أفسحت المجال في أحيان كثيرة أمام الآثار القلميّة لدعاة التجديد من قبيل حمزة الملك طنبل، ومحمد عثمان عيسى (ابن رجاء) على سبيل المثال.
[3] ضيق نطاق صفحاتها بحيث نراها تطالب الكُتَّاب من آونة لأخرى بالإيجاز والاختصار، مع ما قد يكون في ذلك من ضير على الأفكار والمواضيع "وحتى ما كان يُلقى في نادي خريجي المدارس من محاضرات ومساجلات كانت تضطر إلى إهماله ، وكل ما يجده القُرَّاء على صفحاتها خلاصة تشير إلى ما حدث في كلمة دالّة، أو خبراً أو قصيدة رائعة من شاعر معروف"(22) مع استثناءات يسيرة، وقد كان هذا الوضع من أسباب ضياع بعض التراث النقدي الرائد، وأجدره بالذكر محاضرة الأمين علي مدني في نقد شعر عبد الله عمر البنا، وقد ألقاها بنادي خريجي المدارس في منتصف أبريل 1925م.
[4] غلبة الروح الصحفيّة على رئيس تحريرها حسين شريف، الذي وُصف بحقّ بأنّه " كان مثال الصحفي اللّبق في جمال أسلوبه، وبعد مراميه، وفي القيام بواجبه كرئيس تحرير من حيث تبويب الجريدة وكتابة الافتتاحيّات التي لا تقلّ في منطقها وجزالتها عن أيّة افتتاحيّة في أرقى الصحف العربيّة"(23)، ذلك لأنّه وإنْ شارك في توجيه الحركة الأدبيّة والنقديّة بريادته لدعوة القوميّة السُّودانيّة، وبما كان يكتبه من تعليقات ومقالات موجهِّة بين آن وآن؛ فقد كان يولى اهتمامه الأكبر للأخبار والأحداث العامة وما يتصل بها من تعليق أو تحليل، ويراها المهمة الأولى للصحيفة السّيارة، ويفهم أن الشعر الخالص والكتابات الأدبيّة المطوّلة مكانها المجلات المتخصّصة مع أنها لم تكن موجودة في السُّودان آنذاك ولذلك قلّ اهتمامه بهذا الجانب، ولم يخصص له إلّا حيّزاً صغيراً من صفحات الحضارة.
على أنّ هذا الحيّز كان يتسّع في حال غيبته خارج البلاد للاستشفاء، أو أثناء فترة احتجازه للعلاج بمستشفى الخرطوم من داء الصدر الذي عجّل بوفاته في أواسط عام 1928م، نقول إنّ الحيّز الأدبي كان يتسع في هذه الفترات التي قد تطول، إذ يقوم بمهمة رئاسة التحرير نائبه الشيخ عبد الرحمن أحمد المدرس بالمدارس الابتدائية(24)، وكان من الحادبين على الأدب، المؤمنين بضرورة العناية به، فتُنشر القصائد والمقالات الأدبيّة ، وينفتح باب المساجلات النقديّة.
وقد كان من تشجيعه للشعر والشعراء أن تبنّي مسابقة لتشطير أبيات أبي فراس الحمداني(25):
كأنّ به عن كل فاحشة وقراولا مانعاً خيراً ولا قائلاً هُجرافكن أنت محتالاً لزلّته عذراأحبّ الفتى ينفي الفواحش سمعهسليم دواعي الصدر لا باسطاً يداًإذا ما أتت من صاحب لك زلةٌ
وقد وجدت هذه المسابقة إقبالاً كبيراً من الشعراء شباباً وشيوخاً، ممّا تظهره مشاركاتهم الشعريّة التي أخذت طريقها للنشر تباعاً على صفات الحضارة، إذ لم يقتصر النشر على تشطيرات الشعراء الذين فازوا بالجوائز المرصودة(26)، فلمّا عاد حسين شريف من رحلة الاستشفاء التي قضاها بالخارج، أعلن اعتراضه على النهج الأدبي الذي اتجهت إليه الجريدة ، وأوضح مفهومه الصحفي الذي سلفت الإشارة إليه، إذ كتب يقول: "حصل في غيابي أخذ ورد خاص بخطة هذه الجريدة نحو مقالات الكُتَّاب وقصائد الشعراء وإفساح مجال النشر لها، وفتح باب مجال المجاريات الشعريّة، وجعل الأخبار والحوادث الداخليّة والتعليق على ما يستحق التعليق منها أموراً ثانويّة تأتي بعد الأدبيّات إن سمح لها النطاق، ولا بُدَّ من القول هنا: إنّ الشعر ليس ميدانه الجرائد الأخبارية، وأنه لا يجد من الصحافة مثل ما يجد النثر، ذلك لأنَّه خاص أكثر منه عام، ومقيّد أكثر منه مطلق، وقلّ من يجيد فيه ويجعله رحب الذراع، سلس القياد، متمشيّاً مع الحوادث والأحوال، منطبقاً على المباحث العامة التي تتناولها الصحف على الدوام، ولهذا تراه أقلّ حظاً من أخيه النثر، أمّا اطّراح الأبيات لتشطيرها والقصائد لمجاراتها فهذا ميدانه الجرائد والمجلات الأدبيّة المختصّة"(27).
ولا شكّ أنّ هذا المفهوم الذي آمن به الرجل، وطبّقه طوال توليّه رئاسة التحرير، كان يقلّل إلى حد كبير من نطاق القدر الذي تسهم به الصحيفة في مجال الأدب والنقد.
ومع كلّ هذا، وبرغم ما أشرنا إليه من سلبيّات، فقد ارتبط النشاط الأدبي بوجه عام، والحركة النقدية السودانيّة في طور نشأتها بوجه خاص، أشدّ الارتباط بجريدة: "حضارة السُّودان"، فعلى صفحاتها ظهرت بواكير هذه الحركة وليدةً تحبو، ثم دارت المعارك والمساجلات التي دفعت بها قدماً نحو النضج والتبلور، ومّما نشر فيها صدرت بواكير الآثار التي خطّتها أقلام النقاد الرواد، وفي طليعتها: "أعراس ومآتم"(28) للأمين علي مدني 1927م، و"الأدب السُّوداني وما يجب أن يكون عليه" لحمزة الملك طمبل 1928م، فمن المعلوم أنَّ معظم المقالات التي احتوياها كانت قد وجدت طريقها للنشر للمرة الأولى ب "حضارة السُّودان" قبل نشرها مجموعة على صفحاتهما فيما بعد.
هوامش الصفحات
1.انظر: تاريخ الثقافة العربيّة في السودان للدكتور عبد المجيد عابدين، ط 2 : ص 391 ومّما يلفت النظر أنه أحجم عن إثبات اسمه في كتابه إذ الوارد فيه أنه (مجموعة رسائل لأحد أدباء مصر) ولكنّ نسبته إليه ثابتة، والمعروف أنه أقام بعد الفتح بالسودان إلى وفاته ، وعمل محرراً بكثير من صحفه، واشتهر بكتاباته التاريخية ، وفي بعض ما كتبه إشارة إلى أن جدّته لأمه تقلاويّة الأصل : النيل (7/11/1936) وراجع الشاطئ الصخري لحسين منصور ، ط . البيت الأخضر بمصر ، 1939م : ص 107- 108.
2.الصحافة الأدبية وتطوّر الكتابة النثريّة في السودان ، بحث لمختار عجوبة بمجلة الخرطوم (4 . ديسمبر 1969 ) : ص 109 110 "بتصرّف يسير".
3.انظر: تاريخ وجغرافية السُّودان لنعوم شقير ، ط . بيروت : ص 1327 والشاطئ الصخري (مصدر سابق) : ص 97 ، وقد ذهب مختار عجوبة في بحثه سالف الذكر إلى أنّ جريدة السُّودان التي كان يحررها القباني انتقلت إلى الخرطوم عام 1904م ، ويظهر أنه خلط بينها وبين الصحيفة التي نتحدث عنها ، وقد صدرت عام 1903م بالتأكيد .
4.الصحافة السُّودانية في نصف قرن لمحجوب محمد صالح، قسم التأليف والنشر بجامعة الخرطوم 1971م: ص 280 .
5.جعله محمد محمد علي في (الشعر السوداني في المعارك السياسيّة)، طبعة مكتبة الكليّات الأزهريّة، 1969م: ص 280 ) آخر من تولوا تحريرها ، كما توهّم الدكتور محمد مصطفى هدّارة في ( تيارات الشعر العربي المعاصر في السودان ، ط. دار الثقافة - بيروت 1967م : ص 21 ه 3 ) أنّه سوداني الجنسيّة، والصحيح هو ما ذكرناه في الحالتين .
6.ورد في ( الشعر والشعراء في السودان لأحمد أبي سعد ، ط . دار المعارف بلبنان ، 1959م : ص 7 ) أنّه كان مدرساً بكلية غردون ، ممّا لا أساس له من الصحة ، ويمكن الرجوع لترجمة قليلات في تاريخ الشعر العربي لأحمد قبّش، 1971م ، د.م : ص 701 ، ومعجم المؤلفين لعمر رضا كحّالة، ط/2، 5/ 214 .
7.استوعب حسن نجيلة هذه المقاطع في كتابه ملامح من المجتمع السُّوداني، ط. 4 : ص 10- 15، والواقع أنّ نغمات الربيع لم يكن ديواناً ضخماً كما ورد في الصحافة السُّودانية في نصف قرن (مصدر سابق) : ص 42 ، إذ لا يزيد في جملته عن تسع صفحات من القطع الصغير .
8انظر: أمثلة ونماذج منها في مبحث الصحافة الأدبية وتطوّر الكتابة النثرية في السُّودان (مصدر سابق): ص 112 وما بعدها .
9.انظر: ملامح من المجتمع السُّوداني (مصدر سابق) : ص112 وما بعدها .
10.تمّت تنحية قليلات عن رئاسة التحرير، بل اعتقاله ثم نفيه إلى مصر إثر مقالة وطنيّة انتقد فيها سياسة الإنجليز في السُّودان عام 1915م ( وليس 1917م كما ورد في الملامح : ص 23 ) وخلفه في المنصب على التوالي : جميل الرافعي فتوفيق وهبي ثم حامد سعفان وأخيراً حسين شريف ، انظر: الشاطئ الصخري (مصدر سابق): ص 99، وقد توقفت الجريدة عن الصدور عام 1918م.
11.كان قد تخرّج في كليّة غردون عام 1914م وعمل مدرساً للغة العربية حتى سنة 1915م ثم نُقل للعمل بسلك الوظائف الإدارية في مديرتي منقلا ودنقلا إلى أن ترك الخدمة الحكومية وتولّى تحرير الرائد في التاريخ المذكور: حضارة السُّودان (6/6/1928). وراجع: الشاطئ الصخري (مصدر سابق): ص 99، وRichard Hill , biographical Dictionary , P . 169.
12.انظر: الصحافة السُّودانيّة في نصف قرن (مصدر سابق) : ص 48 و 53 وما بعدها .
13.حسن نجيلة في ملامح من المجتمع السوداني (مصدر سابق) : ص 24 .
14.محمد محمد علي في الشعر السوداني ، في المعارك السياسية (مصدر سابق) : ص 283 .
15.سوق الذكريات لسليمان كشّة ، شركة الطبع والنشر بالخرطوم ، 1963م : ص 29 حيث يحصر كل ما نشرته من شعر في خمس قصائد ذكر موضوعاتها وأسماء شعرائها ، وقد وقفنا على قصائد يسيرة فاته أن يشير إليها ليكتمل الحصر والاستقصاء وهي : رثائيّة لعبد الله حسن كردي (26/7/1919) الاعتراف بالفضل لنفس الشاعر (8/11/1919م) وتحية العام الهجري لأحمد البشير (4/10/1919م) ورابعة لمحمد بك فاضل ألقاها في حفل أقيم بعطبرة احتفاءً بشفائه (8/11/1919م) .
16.الحضارة :4سبتمبر 1919 وقد نسب نصيحته المطوّلة إلى هنري فاضل (؟) كتبها فيما يحدّد قبل 35 سنة، وهو ممّا يصعب التحقّق من صحته .
17.حرّرت هذا الاتجاه في البيان الذي نشرته في عددها الأول بتاريخ 14/7/1919 ( بيان من حضارة السودان في عهدها الجديد ) ، وقد تمكّنت بعد مضي أكثر من سنتين من الصدور لمرتين في الأسبوع بدلاً من مرة واحدة .
18.المصدر السابق ، وقد روى صاحب الشاطئ الصخري : ص 102 - 103 على لسان الصحفي المؤرخ محمد عبد الرحيم قصة الصراع حول هذا المنصب وكيف أنه تولّاه للثلاثة أشهر الأولى ثم نُفى إلى الأصقاع الجنوبية ليخلفه فيه حسين شريف بعد تدخُّل من الحكومة، ولكنّ ما جاء في بيان الحضارة الأولى ينفي هذه الواقعة ، وإن كان الرجل قد شارك فعلاً في تحريرها وكتابة افتتاحّياتها لهذه الفترة ، ثم لفترات متقطّعة فيما بعد
19.راجع: الإدارة البريطانية والحركة الوطنيّة للدكتور جعفر محمد علي بخيت (الترجمة العربية): ص 94 .
20.انظر: تفصيلاً في الصحافة السودانية في نصف قرن (مصدر سابق) : ص 99 وما بعدها ، وقد ذكر Richard Hill (مصدر سابق) في ترجمته لحسين شريف : P,169 أنها آلت للحكومة عام 1920م، ولعلّ التاريخ الذي أثبتناه هو الصحيح.
21.انظر: مثلاً منه في كتاب (في الشعر السوداني) للدكتور عبد المجيد عابدين ، الدار السودانية للكتب، د . ت : ص 49 .
22.سوق الذكريات (مصدر سابق) : ص 161 .
23.الشاطئ الصخري (مصدر سابق) : ص 99 .
24.وصفه سعد ميخائيل في ( السودان بين عهدين ) ط . الخيرية بمصر 1940 : ص 281 بأنه "شاعر كبير له قصائد يتناشدها أهل السودان" ، وفي هذا شئ كثير من المبالغة ، وعلى العموم فإنّ قصيدته زفرة يائس ( النهضة السودانية ، ع 10 ص 22 ) تصلح نموذجاً لشاعريته ، ولم نقف له على غيرها في هذا المجال . الحضارة : 11 مايو 1927م .
25.الحضارة: 11 مايو 1927م.
26.وهم على الترتيب : إبراهيم أنيس وجائزته: كتاب "زهر الآداب"، ومحمد أحمد محجوب وجائزته: كتابا : "الاقتضاب في شرح أدب الكُتَّاب" و"الضرائر فيما يسوغ للشاعر دون الناشر"، والأمين الأزهري وجائزته: اشتراك نصف سنة في الجريدة : حضارة السودان (29/6/1927م) .
27.الحضارة : 20/7/1927م ( كلمة لا بد منها لأدبائنا وشعرائنا ) ، ولا نستبعد أن يكون رفضه للتشطير والمجاراة نابعاً عن فهم صحيح لما هيّة الإبداع الشعري آخذاً بنظرته العامة للأدب ، وقد وقفنا عليها فيما تقدّم .
28.اعتقد يوسف أسعد داغر في (الأصول العربيّة للدراسات السودانية ، ط . النحوي - بيروت 1968م ) أنّ هذا الكتاب يتناول الأعراس والمآتم بمعناها الحقيقي ، ولذلك فقد صنّفه في قسم الفنون والفولكلور ( ص 201 رقم 1607 ) والصحيح أن يُصنّف في قسم الآداب (نقد أدبي)


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.