انعقدت الندوة الدولية عن الإسلام وتحديات إفريقيا بالخرطوم في يومي الأحد والإثنين الماضيين بتنظيم من منتدى النهضة والتواصل الحضاري وجامعة أم درمان الإسلامية ورابطة العالم الإسلامي وحضرها لفيف من العلماء والباحثين من عدد من الدول وفي نهاية الندوة صدر البيان الختامي مشتملا على التوصيات والاقتراحات وفيما يلي نص البيان: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وبفضله تتنزل الخيرات والبركات، وبتوفيقه تتحقق المقاصد والغايات. والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين ،محمد بن عبدالله الصادق الأمين ، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد : فتحريراً للرؤية الإسلامية والعربية من أسر النظر الجزئي للقضايا الإفريقية إلى كليات التحدي، ولفتاً لانتباه العالم الإسلامي للقارة وهي تتطلع إلى النهوض والشهود العالمي، أقامت رابطة العالم الإسلامي بالتعاون مع منتدى النهضة والتواصل الحضاري ، وجامعة أم درمان الإسلامية ، ندوة علمية، عنوانها "الإسلام وتحديات أفريقيا" برعاية كريمة وتشريف من النائب الأول لرئيس جمهورية السودان؛ دولة الأستاذ : علي عثمان محمد طه، وذلك في يومي الأحد والاثنين الرابع والخامس من شهر جمادى الآخرة من العام 1434ه ، الرابع عشر والخامس عشر من شهر إبريل من عام 2013م ، بقاعة الصداقة بالخرطوم ، وقد تداعى لها نخبة من العلماء الأجلاء من : المملكة العربية السعودية ، وجمهورية السودان ، وجمهورية مصر العربية، وموريتانيا، وغينيا كوناكري، والصومال، وجزر القمر، والإمارات العربية ؛ نيابة عن مؤسسات علمية سامقة، وجامعات رائدة عريقة، ومراكز بحثية رفيعة. وهدفت الندوة الدولية إلى تحقيق الأهداف الرفيعة التالية : 1.إعادة أفريقيا للوعي الإسلامي المعاصر. 2.تأكيد التواصل الإسلامي العربي الإفريقي . 3.التعريف بقضايا أفريقيا وتحديات الإسلام فيها . 4.استنهاض همم المسلمين في إجابة دواعي التنمية والنهوض الحضاري في القارة . وقد افتتح الندوةَ دولة الأستاذ : علي عثمان محمد طه؛ النائبُ الأولُ لرئيس جمهورية السودان، مرحبا بالمشاركين فيها؛ ومقدراً جهود رابطة العالم الإسلامي في خدمة قضايا المسلمين عامة وإفريقيا خاصة، ومثنيا على دور منتدى النهضة والتواصل الحضاري وجامعة أم درمان الإسلامية في التعاون مع الرابطة في عقد هذه الندوة الدولية ، ومُؤكدا على أهمية موضوعها، في الظروف الحاليةِ التي تمر بها شعوبُ إفريقيا, وأن السودان سيظل يفتح أرضه وقلبه لأبناء القارة الأفريقية ، تعزيزا للتعاون في مجالات الدعوة والتعليم والصحة والأمن والسلم، والسياسة الخارجية. وخص معاليه بالشكر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود وولي عهده الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظهما الله تعالى، على جهودهما في خدمة قضايا الإسلام والمسلمين . وألقى معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي, الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي؛ كلمةً شكَر فيها جمهوريةَ السودان على استضافتها لهذه الندوة، مُرحباً بأصحاب الفضيلة العلماء المشاركين في الندوة ، وإثرائهم لها بأبحاثهم القيمة، مؤكدا على المكانة الاستراتيجية والجغرافية والدينية والتاريخية لقارة إفريقيا التي يمثل المسلمون غالبيةَ سكانِها، ودعا إلى مجابهة التحديات وجمع الكلمة. وأثنى على جهود خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود وولي عهده الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظهما الله تعالى، ودعمهم لرابطة العالم الإسلامي ومناشطها. وشكر فخامة المشير : عمر حسن أحمد البشير رئيس جمهورية السودان، ونائبه دولة الأستاذ : علي عثمان محمد طه على رعايتهم للعلم والعلماء. وأشاد معاليه بالسودان وتاريخه وجهوده تجاه إفريقيا، كما شكر منتدى النهضة والتواصل الحضاري وجامعة أم درمان الإسلامية في تعاونهما مع الرابطة في إنجاح هذه الندوة ، معربا عن أمله في تعاون المؤسسات الدعوية والفكرية في السودان مع رابطة العالم الإسلامي ؛ لمواجهة تحديات الإسلام في أفريقيا. وأثنى معالي الأستاذ الدكتور : حسن عباس حسن مدير جامعة أم درمان الإسلامية في كلمته على تجربة التعاون بين المؤسسات الأكاديمية والبحثية، والهيئات الإسلامية في دراسة أوضاع القارة الأفريقية، وتقديم المقترحات العلمية والعملية لمعالجة قضاياها ومشكلاتها؛ مؤكدا على أن المستقبل في أفريقيا سيكون للإسلام في هذا العصر الذي يشهد صراعا حضاريا حول القارة . ودعا سعادة رئيس مجمع الفقه الإسلامي الأستاذ الدكتور : عصام أحمد البشير الأمين العام لمنتدى النهضة والتواصل الحضاري، إلى استثمار التنوع العرقي والجهوي والطائفي والمذهبي ، ليكون اختلاف تنوع وقوة ، لا اختلاف تصادم وتضاد. وأكد على ضرورة الانتقال بقارة إفريقيا من دائرة الإمكان الحضاري إلى دائرة الفعل الحضاري، وتعزيز الوسطية بين الدعاة وشباب القارة، والانتقال من الرؤية الجزئية لقضايا القارة إلى الرؤية الكلية الشاملة، وترتيب الأولويات،وتوسيع دائرة المشترك الإنساني . ونيابة عن المشاركين، شكر سعادة الدكتور سعيد برهان نائب مدير جامعة جزر القمر رابطة العالم الإسلامي ومعالي أمينها العام على جهودها في تقوية الأواصر بين أبناء الأمة الإسلامية الواحدة، وأثنى على جهود جامعة أم درمان الإسلامية ومنتدى النهضة والتواصل الحضاري وتعاونهما مع الرابطة في تنظيم الندوة . وفي أربع جلسات، ناقَش المشاركون سبع عشرة ورقة علمية جمعتها أربعة محاور: المحور الأول: أفريقيا والإسلام . المحور الثاني: أفريقيا والاستعمار . المحور الثالث: أفريقيا والتحديات . المحور الرابع: الإسلام وآمال أفريقيا. وبعد النقاش المستفيض لمحاور الندوة وموضوعاتها، توصل المشاركون إلى التوصيات التالية: 1.دعم التعاونِ المثمرِ والتكاملِ الإيجابيِّ مع منظمة التعاون الإسلامي في تعزيز التضامن الإفريقي الإسلامي ؛ وِفقاً لأهداف الرابطة وميثاقِ المنظمةِ ، وما أصدره مؤتمرُ القمةِ الإسلاميةِ الاستثنائيُّ الرابعُ؛ الذي رعاه خادِمُ الحرمين الشريفين الملكُ عبدُ الله بنُ عبدِ العزيز آل سعود ، في مكةالمكرمة في شهر رمضان المبارك من عام (1433ه). 2.السعي – بمختلف الوسائل المشروعة الرشيدة - إلى تحقيقِ متطلباتِ شُعوبِ هذه القارةِ المسلمةِ؛ والمتمثلة في: الحُكمِ الرشيدِ، والمشاركةِ السياسيةِ، والالتزامِ بحقوقِ الإنسان ، وتعزيزِ سيادةِ القانونِ العادلِ، والحوار الوطني الهادف الذي يسهم فيه الجميعُ في صناعةِ مستقبلٍ مزدهرٍ. 3.تعاون الحكوماتِ مع العلماءِ والمؤسساتِ الإسلاميةِ في إشاعة مفاهيمِ الوَسَطيةِ في الإسلام، وفتحِ قنَواتِ الإعلامِ للمنهج الوَسَطي, وعرضِ الإسلام في صورته الصحيحة. 4.تقوية مؤسسات الدعوة الإسلامية والجمعياتِ الإسلامية العاملة في إفريقيا، ودعْمِ برامجها في نشر الثقافة الإسلامية التي تدعو للعدل والتراحم والتكافل والتضامنَ ، وتطوير برامجها والاستفادة في ذلك من الوسائل الحديثة والتقنيات المتطورة. 5.توحيد الموقفِ الإسلامي في دُول إفريقيا من القضايا التي تتعلق بالإسلام ودعوته، والدفاعِ عن شريعته ، ووضْع الخُطط التي تُسهم في إبراز مَحاسنها، والتعريفِ بحاجة المجتمعات الإسلامية إليها في حياتهم ومعاشهم. 6.الاهتمام بنشر مبدأ الأُخُوة الإيمانية، والعمل على تأصيل التعايش السلمي بين مختلَفِ شعوبِ المِنطقة، والسعيِ إلى القضاءِ على صُورِ النزاعات العِرقية والدينية،ودعوات التمييزِ العنصريِّ . 7.إنشاءِ صندوقٍ خاص بِاسْمِ: (صندوق التنمية الإفريقي) ؛ بالتعاون مع البنك الإسلامي للتنمية، سعيا للتنمية والنهضة المتكاملة والاستخدام الأمثل للموارد في القارة. 8.وضع استراتيجية للدعوة؛ بالاستعانة مع خبراءَ في الشأن الإفريقي، وبالتعاون مع وِزاراتِ الشؤون الدينية والأوقاف والمجالس العليا للشؤون الإسلامية في إفريقيا. 9.الاستفادة من الإرث التاريخي الأفريقي الإيجابي في معالجة الصراعات الإثنية والدينية، خروجا من حالة الصراع والتنافر إلى التكامل والتعاون؛ وتشجيع الحوارِ ليكون طريقةً لحل المشكِلات والمنازعات، والإفادةِ من تجارب الرابطة وغيرها من المنظمات. 10.تشجيع الجامعات والمراكز البحثية على دراسة الثقافاتِ الإفريقيةِ، وتأَثرها بالحضارةِ الإسلاميةِ، والاستفادةِ من معطياتِها في تعزيزِ الاندماجِ الاجتماعي وإرساءِ التعايُشِ الإيجابي والتعاونِ في مواجهة التحديات. 11.دعم الجامعاتِ والمعاهدِ والمدارس والمراكزِ العلميةِ، وتطوير المناهج الدراسيةِ بما يرسِّخُ القيمَ الإسلاميةَ الأصيلةَ ، ويَمُدُّ جسورَ التواصل بين شعوب القارة بما يُعزز وِحدتَها وتَضامُنَها. 12.إنشاء هيئةٍ عُليا لحقوقِ الإنسانِ في إفريقيا - برعاية المؤسسات الدولية الإسلامية ذات الصلة، حماية للإنسان في إفريقيا من الظلم والعدوان. وفي ختام الندوة توجه المشاركون بالشكر والتقدير والعرفان لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود وولي عهده الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود على دعمهما لرابطة العالم الإسلامي وقضايا الإسلام والمسلمين. وقدموا الشكر والامتنان إلى فخامة المشير عمر حسن أحمد البشير رئيس الجمهورية ونائبه الأول دولة الأستاذ على عثمان محمد طه على الرعاية الكريمة للندوة. والله ولي التوفيق صدر في الخرطوم في يوم: الإثنين 5 جمادى الآخرة 1434ه - الذي يوافقه 15 أبريل 2013م