أعني بالعدوان الفكري ما تحيكه بيوتات التفكير الاستراتيجية الغربية ذات الهوى الصهيوصليبي من افتراءات يتم تبنيها كسياسات تحاكم عليها دول عالم الإسلام وشعوبه. وقد نعلم أن تلك المقولات المفتراة يراد لها أن تكون مسلمات ويقينيات كبرى على مستوى الكوكب الأرضي يتشبع بها الرأي العام العالمي كله ، وتغدو من ثم ثوابت من المطلقات العالمية التي يُسلّم العالم كله بمضامينها . ويراد لتلك المطلقات "العالمية " المصنوعة أن تصب في واحد من هدفين: 1. الحفاظ على القوالب النمطية للشخصية العربية المسلمة التي فرغت الآلة الإعلامية الغربية من صناعتها منذ زمان طويل.لا بل وأفلحت في تسويدها وتثبيتها في العقول وصارت من الصور الذهنية الثابتة التي تحاكم إليها الشخصية العربية الإسلامية. 2. صناعة ملحقات رافدة تزيد من البشاعات المحفوظة تكون بمثابة طبعة جديدة مزيدة ومنقحة ! تعبد السبيل لصياغة قالب نمطي أوسع يساعد على احتواء كل بشاعة جديدة ، ويكون في نفس الوقت مسوغاً حججياً باتراً يقطع الطريق على كل من ينادي بتخفيف الأحكام بالغة القسوة التي يراد قبولها وإجازتها والتصديق عليها من قبل الرأي العام العالمي في حق شعوب امة الإسلام ! وكي أزيد الأمر وضوحاً أقول: لقد أجمعت الدوائر الغربية من خلال تصريحات متناغمة للساسة الغربيين في كل من الولاياتالمتحدة ودول أوربا عموماً وأعضاء الاتحاد الأوربي على وجه الخصوص إضافة إلى استراليا والكيان الصهيوني.أجمعت هذه الفئات من خلال تصريحاتها المتواطئة على أن الحرب على "الإرهاب" (وقد صار الإرهاب معادلاً عندهم للإسلام ) ستكون حرباً طويلة، ربما استغرقت عقوداً من الزمان. وعلى ذلك الترجيح والتوجه يلزم أن تكون هناك مسوغات كافية ومتجددة تلبس لبوس البدهيات والمطلقات التي لا يرقى إليها شك، تشيع حالة من التوتر المتجدد تهيئ لقابلية من التسليم الكامل لدى الرأي العام العالمي إزاء كل ظلامة مريعة ترتكب ضد عالم الإسلام وان كانت حرب إبادة كاملة على كل المستويات! وهنا يلزم أن نتذكر ونتذاكر أن المؤسسة الإعلامية الغربية وبسبب إجهازها الذهني الطويل على قطاع عريض من الناس، أفلحت في أن تشق لنفسها طريقاً وصل بها إلى درجة من العصمة لدى جمهورها تجعلها فوق التكذيب والمساءلة أو المراجعة، ومهما بدت المبالغة الأسطورية على ما تذيع ! ففي واقع قريب تناغمت المؤسسة السياسية الغربية مع المؤسسة الإعلامية في تبرير بل وتحبيذ الحرب على العراق (القضاء على محور الشر !) وأفلحت أمريكا ومن شايعها في فرض الحصار عليه والذي أزهق أرواح مئات الآلاف من الأطفال وغيرهم من الأبرياء بدعوى تصنيع العراق لأسلحة الدمار الشامل ثم عادت هذه الأجهزة نفسها وبعد فوات الأوان لتقر بأنه لا وجود لتلك الأسلحة على الإطلاق ! ولا ينسى المراقبون موقفاً شهيراً لمجلة الايكونومست النافذة فبعد أن كان لها نصيب الأسد في تسعير الحرب على اندونيسيا بسبب إجراءات سيادية اتخذتها سلطاتها ضد متمردين في إحدى ولاياتها وآلت الايكونومست حبك الأكاذيب وصناعة الإشاعات المبالغ فيها وصعدت بأعداد الضحايا إلى أرقام مزعجة جعلت الجميع يجزم بوجود هولوكست هناك. ثم بعد أن افلح الغرب مجسداً في استراليا في فصل ذلك الإقليم عادت الايكونومست لتبلغ قراءها عميق أسفها "لمبالغتها" في أعداد الضحايا ! وقد نذكر جميعاً كيف وصلت الصحافة والإعلام الغربي في تبشيع صورة المرحوم عيدي أمين حداً جعلوه معه من آكلة لحوم البشر في واحد من هواياته الغريبة التي روجوها عنه والتي كان أهونها ولعه الخاص باغتصاب سكرتيراته، حتى لقد ساقوا عنه أن إحدى سكرتيراته المتمنعات عليه بادر عدي أمين بذبحها آمراً بوضع لحمها في ثلاجة خاصة ثم أكله بعد ذلك في حصص منتظمة ! إننا لم نستفد الدرس الذي ينبغي استخلاصه من خلال تلك الوقائع السابقة. وقد لزمنا الآن وفي هذه اللحظة الفارقة من حياتنا والفاصلة من تاريخنا، لحظة الامبرالية الصهيوصليبية العائدة في إهاب جديد، لزمنا في هذه اللحظة أن نتذاكر ونتدارس استخلاص الدروس والعبر مما مضى وما نعاصر حتى نتدارك من أمرنا ما يمكن تداركه، ونتصدى لهذه الحرب الاستئصالية المشرعة علينا في الثغرة المتصلة بأهل النظر والقلم، أعني جبهة الفكر والإعلام أو "حرب الأفكار " بما صكوه من مصطلح سافر مبين. استخلاصات من محنة دارفور: إن المتابع للشأن الدارفوري في الوسائط الإعلامية الغربية، وخصوصاً قطاعها الأمريكي البريطاني، لا يفوته رصد نهج التوالي الهندسي في رصف الأكاذيب ! فمذبحة دارفور التي كانت حتى وقت قريب عندهم في رقم لا يتجاوز المائتي ألف من الناس، وهو أضعاف أضعاف عدد الضحايا الحق ! ما لبثت خلال شهرين أن صعدت إلى أربعمائة ألف من الأنفس ! وغني عن الذكر أن ضحايا الاغتصاب أضعاف ذلك ومعهم المشردون الذين وصلت بهم مجلة "تايم" مليونين ونصف المليون وهي تسوق مبرراتها في جعل الرئيس البشير أحد الشخصيات الأهم المائة في سجلها السنوي المعروف ! وأنا في هذا السياق لست معنياً كثيرا بالكم المتكاثر من الافتراءات والأكاذيب وعدد الضحايا بقدر ما أسعى للتعرف على مواصفات القالب النمطي " الغرائبي " الذي روجوه عنا وأشاعوه. ذلك القالب الذي خلف صوراً ذهنية مثبتة عنا بل ويصعب زحزحتها ولو قليلاً. والذي يمكن الدجال الغربي من تصعيد أكاذيبه وافتراءاته كما شاء، وهو ناعم البال وفي درجة عالية من الثقة أن حظ أكاذيبه وافتراءاته تلك من التصديق يعادل المائة من المائة وقد يجاوزها ! إن الدجال الغربي يعلم أن الطابع الغرائبي الأسطوري الذي أضفاه على القالب النمطي الذي صنعه للشخصية العربية المسلمة أوجد ضمنياً حالة " لا سقف " لكل ما يلقي من مبالغات أسطورية مهما اشتط به الخيال وامتنع الجواز على العقول ! إن هذا هو مربط الفرس في حقيقة المحنة التي تحيط بنا " الشخصية الغرائبية " التي يجوز في حقها كل ما لا يجوز في العقول في حق الآخرين ! عناصر مضامين الرسالة الإعلامية الغربية المشاعة عن دارفور: الفئات التي تتوجه إليها تلك الرسالة الإعلامية وفقاً لمضامينها الموصوفة: أشكال الاستنفار والتوجه: إنه وبحكم "الحقائق" السابقة لابد من: أ- إيقاظ "الضمير العالمي" في شتى أصقاع الأرض. ب- الإعمال للمواثيق الدولية في الحيثيات المتصلة بالتدخلات الإنسانية تحت مظلة الأممالمتحدة ج- استنفار المنظمات الرسمية والطوعية العالمية (الغربية حقيقة) وشتى جماعات المجتمع المدني وعلى رأسها المؤسسة الكنسية. ما تعنيه أزمة دارفور لعالم العروبة والإسلام: إن الذي خلصنا إليه في الفقرات السابقة يبين بصورة جلية خطأ من يذهبون إلى تصوير دارفور ومحنتها كشأن سوداني خاص لا صلة للآخرين به أو أنها جناية "نظام" معين آن الأوان لجني ثمار ما صنعت يداه ! فتلك السياقات المجتزأة وشبيهاتها، ما هي إلا طمس للمعالم الأول والحقائق الأساس. بل هي مما يصب مباشرة في إذكاء الحملة الامبرالية الصهيوصليبية والتي تستهدف عموم عالم الإسلام. إننا لا نفتأ نذكر بان الحملة السياسية والإعلامية الغربية فيما يتصل بدار فور هي في مقام أول: تثبيت من جهة وإذكاء من جهة أخرى للقالب النمطي والصور الذهنية المتولدة عنه في جعل بغض العروبة والإسلام من الإطلاقات والثوابت الكونية التي يحشد لها الرأي العام العالمي للصالح الغربي الصهيو صليبي دائماً وأبداً. إضافة إلى أنه تشييد لمعالم غرائبية لشخصية شائهة تكون مستصحبة دائماً في الحرب الطويلة على "الإرهاب" والذي هو معادل للإسلام وفقاً للتعبئة الإعلامية الغربية المتقنة في هذا السبيل. إن البشاعات التي تساق عن دارفور والتي صارت قرينة مصاحبة للعنصر العربي المسلم ضرورة، ما هي إلا سعي لصناعة مسلمة ومطلق جديد ينغرس في الواعية الباطنة للرأي العام العالمي مفاده وخلاصته: أن البشاعة المطلقة والشخصية العربية المسلمة ما هما إلا توأمان وصنوان متلازمان لا ينفك أحدهما عن الآخر. ويلزم من إطلال احدهما مثول الآخر بالضرورة ! وما يطويه هذا الإسفاف ضمنياً وهو في الطريق لان يكون مسلمة ومطلقاً ً عالمياً، تعبيد الطريق وتهيئة الأذهان على مستوى المعمورة كلها للهولوكوست الشامل الأكبر من قائم وقادم على عالم الإسلام وأمته وإنسانه فكأنما صدرت الأحكام بالإعدام لعالم الإسلام ويتم التنفيذ شيئاً فشيئاً باستصحاب ذلك القالب النمطي مع الملحقات والتحسينات اللازمة لتأييد ذلك الحكم ساعة تطبيقه بغية إسكات كل معترض عليه ممن يفترض بروزه. وما العمل ؟ العمل هو أن تهب النخبة من أهل العلم والنظر والقلم لهذا المشروع الاستئصالي ، بمقتضى مآلاته وتطبيقاته ، بالإبانة والإيضاح لإطاره الجامع ولأركانه وأسسه ولآلياته ووسائل إنفاذه ولأشكال ذلك الإنفاذ في مختلف صورها . إن هذا هو واجب الوقت، بتعبير أئمتنا، للنخبة العالمة في مختلف ميادينها المعرفية فأسئلة المصير لا تعرف التخصص وإنما التخصص في حقها هو الهم بها دوماً والتفكر المتصل في شتي مناحيها والسعي لإشاعة التعريف بها ورفع سقف همة الأمة وشحذها من خلالها وتشييد الإجماع حولها هذا في داخل الوطن الإسلامي. وإما خارجه فالسعي لمخاطبة النخب المستقلة علي قلتها ، والزعامات الفكرية والثقافية المترشحة للفهم والتجاوب . وقبل هذا الاستفادة وحسن الاستغلال لرؤوس الرأي والنظر في التجمعات العربية والمسلمة في الأوساط الغربية إضافة إلي المسلمين من ذوي الأصول المحلية في تلك البقاع. إنه لا ينتظر أن تصحح هذه الهبة الأوضاع بين عشية وضحاها ولا أن تؤتي ثمارها من خلال ضربة واحدة ولكنه طريق لابد من سلوكه مهما بدا وعراً وطويلاً إذ لا بديل له أنى التمسنا ذلك البديل. والشعار الذي نرفعه ( ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون وعلي الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين ) مبادرات وبشائر:- إن لجنة دفع الله الحاج يوسف قامت بجهد مقدر وعمل يراهن عليه ولكنه لم يستغل الاستغلال المطلوب ومازال تقريرها منتظراً لمن يعكف علي خلاصاته ويضيف إليها المستجدات التي ظهرت بعده علي أننا نؤكد أنه رصيد طيب يعول عليه ويستفاد منه كثيرا وينسج علي منواله. كما وأنه كانت هناك مبادرة مقدرة من الأستاذ الكبير محمد سليم العوا الأمين العام للاتحاد العالمي للعلماء المسلمين فقد قام بمصاحبة سماحة الإمام القرضاوي بزيارة ميدانية لدارفور، وبعدها قام بنشر مقال ضاف في مجلة ( وجهات نظر ) القاهرية والتي تملكها مجموعة محمد حسنين هيكل. كما قامت قناة الجزيرة بإجراء حوار مطول معه حول دارفور. وكلا المقال والحوار ساهما في تصحيح كثير من المفاهيم وتعديل الصور المغلوطة وكان لهما وقع حسن وتأثير جميل. كما قامت الأستاذة الدكتورة نادية محمود مصطفي مدير مركز دراسات الحوار التابعة لكلية العلوم السياسية والاقتصادية بجامعة القاهرة. قامت ومجموعة من فريق المركز بعقد حلقة نقاش نشرت في كتاب وتلقتها الدوائر المعنية بالاهتمام. إضافة إلى ما يقوم به مركز الدراسات الإفريقية في تلك الكلية وغيره من الدوائر المهتمة في مصر. نقول إن تلك المبادرات علي قلتها كانت ذات أثر إيجابي ينبغي رصده والإفادة منه وإنها لتدل علي إمكان الاختراق للحائط المنيع الذي شيدته المؤسسة السياسية والإعلامية الغربية. والمهم هو السعي للإتقان التام لصياغة خطابنا ورسالتنا الإعلامية، وأما بثها وإرسالها فليس بالأمر الصعب أو المستحيل وان بدا الأمر كذلك وهو من الأمور التي تبحث وترتب في حينها. نحو مجلس عالمي للعلاقات الخارجية الإسلامية:- لا يكاد يوجد بلد من بلاد الإسلام لا تستهدفه الاستراتيجيات الغربية أو تتربص به الدوائر. حتى البلدان التي تصنف من أهم الحلفاء للقوى الغربية تدور الأيام وتنكشف النيات وتظهر الترتيبات للإيقاع بها. ومن خلال محنة دافور في السودان أو أزمة المفاعل النووي في إيران أو حرية الأقليات الدينية واضطهادها في مناطق مختلفة في عالم الإسلام تتصاعد الأدلة يوما بعد يوم علي عدم قدرة الدبلوماسية القطرية وحدها علي سد هذه الثغرة. وليس السبب في ذلك قصور في الأداء الدبلوماسي لتلك البلدان وإنما لحاجة ماسة إلي دبلوماسية داعمة ممتدة مرنة غير محدودة هي الدبلوماسية الفكرية، إن صح التعبير!هذا ومن ناحية أخري قل أن تجدي دبلوماسية قطرية مهما بلغت كفاءتها في أبطال مفعول دبلوماسية هي في حقيقتها حلف عالمي يشمل الولاياتالمتحدة وأوربا بعمومها ودول اتحادها الأوربي علي وجه الخصوص مضافاً إليها استراليا وإسرائيل. ومن أسف أن المنظور العلماني الذي يحرك دبلوماسيتنا القطرية غير مؤهل لإبصار مرتكز( دار الإسلام) والذي يعامل به الغرب أقطار عالم الإسلام فتكون الضربات دوما بمعاول أمة الإسلام كلها، وان كان في إطار قطري محدود! ومن هنا فإننا ننادي بالسعي الحثيث لبناء هذا الجسم المهم المتمثل في مجلس عالمي للعلاقات الخارجية الإسلامية يتصدى للمقاسي (القطرية) ويعيد تشخيصها وتحليلها من خلال رؤية شاملة تستحضر دوما ذلك "المعامل" الخاص، دار الإسلام، الذي يشكل هاجساً جاثما علي المخيلة الغربية الصهيوصليبية وتتم لوفقه الترتيبات وتضرب بمعادله أقطار عالم الإسلام متي ما شنت عليه الحروب صلدها وناعمها! وإن مما يشجع على السعي لإقامة هذا الجسم وجود ذخر كبير من ذوي الخبرات في شؤون الحكم والدولة من رؤوس الدول ورؤساء الوزارات ووزراء الخارجية ورجال الدبلوماسية ممن تركوا الخدمة ومازالوا يتمتعون بالحيوية الدافقة والخبرة العميقة واختزان العديد من الملاحظات والاستدراكات بعد تركهم المناصب الرسمية مما يمكن أن يرصف كمخزون نفيس يساعد في ضماد الجراح المتكاثرة المتسعة في عالم الإسلام. وإن في التصريحات المتناثرة التي يدلي بها محاضر محمد وبروفسير حبيبي أو بابا نقيدا أو محمد خاتمي أو رفسنجاني أو سليم الحص أو سوار الدهب وغيرهم كثير، والصدى العالمي الذي يعقبها ما يؤكد الأثر العميق الذي تحدثه إذا ما اجتمعت هذه الطاقات في صعيد واحد وصدرت عن مصدر واحد هو : سؤال المستقبل والمصير الإسلامي في عشية هذا البحث الإمبريالي الصهوصليبي الذي يتربص الدوائر بعالم الإسلام وإنسانه وأمته. وإذا دعم ذلك الجسم بأهل النظر والقلم ورجال التشريع والقضاء وأهل الثقل الأكاديمي المحسوس كعلي مزروعي والعوا وطه عبدالرحمن وأبو يعرب المرزوقي وطارق البشري وعلي جمعة وسيد عليوه ونادية محمود مصطفى ومن في مصافهم فسيكون ذلك رافدا يقوي ذلك الجسم كثيرا ويؤهله للتصدي لمهامه في ثقة واقتدار. هذا وحبذا لو تم إقامة جسم محلي على ذلك المنوال للتصدي بالتحليل والتفنيد للنوازل الكثيرة المتسارعة علينا في هبوطها، ويكون في نفس الوقت حلقة الوصل بيننا وبين ذلك الجسم العالمي الكبير.