وفاة "محمد" عبدالفتاح البرهان في تركيا    شاهد بالفيديو.. الفنانة شهد أزهري تعود لإشعال مواقع التواصل الاجتماعي بنيولوك جديد وتقدم وصلة رقص مثيرة خلال حفل خاص بالسعودية على أنغام (دقستي ليه يا بليدة)    شاهد بالصورة والفيديو.. فنانة سودانية تحيي حفل غنائي ساهر ب(البجامة) وتعرض نفسها لسخرية الجمهور: (النوعية دي ثقتهم في نفسهم عالية جداً.. ياربي يكونوا هم الصاح ونحنا الغلط؟)    شاهد بالصور والفيديو.. حسناء سودانية تسخر من الشباب الذين يتعاطون "التمباك" وأصحاب "الكيف" يردون عليها بسخرية أقوى بقطع صورتها وهي تحاول تقليدهم في طريقة وضع "السفة"    شاهد بالصورة والفيديو.. (فضحتونا مع المصريين).. رجل سوداني يتعرض لسخرية واسعة داخل مواقع التواصل الاجتماعي بعد ظهوره داخل ركشة "توك توك" بمصر وهو يقلد نباح الكلاب    نانسي فكرت في المكسب المادي وإختارت تحقق أرباحها ولا يهمها الشعب السوداني    قائد السلام    واصل تحضيراته في الطائف..منتخبنا يؤدي حصة تدريبية مسائية ويرتاح اليوم    عيساوي: البيضة والحجر    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    دعم القوات المسلحة عبر المقاومة الشعبية وزيادة معسكرات تدريب المستنفرين.. البرهان يلتقى والى سنار المكلف    انجاز حققته السباحة السودانية فى البطولة الافريقية للكبار فى انغولا – صور    والي الخرطوم يصدر أمر طواريء رقم (2) بتكوين الخلية الامنية    شاهد.. حسناء السوشيال ميديا أمنية شهلي تنشر صورة حديثة تعلن بها تفويضها للجيش في إدارة شؤون البلاد: (سوف أسخر كل طاقتي وإمكانياتي وكل ما أملك في خدمة القوات المسلحة)    في اليوم العالمي لكلمات المرور.. 5 نصائح لحماية بيانات شركتك    الأمن يُداهم أوكار تجار المخدرات في العصافرة بالإسكندرية    جبريل: ملاعبنا تحولت إلى مقابر ومعتقلات    موعد مباراة الهلال والنصر في نهائي كأس الملك !    مسؤول أميركي يدعو بكين وموسكو لسيطرة البشر على السلاح النووي    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الخميس    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الخميس    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الخميس    ستغادر للمغرب من جدة والقاهرة وبورتسودان الخميس والجمع    السوداني هاني مختار يصل لمائة مساهمة تهديفية    الغرب "يضغط" على الإمارات واحتمال فرض عقوبات عليها    وزارة الخارجية تنعي السفير عثمان درار    العقاد والمسيح والحب    شاهد بالفيديو.. حسناء السوشيال ميديا السودانية "لوشي" تغني أغنية الفنان محمد حماقي و "اللوايشة" يتغزلون فيها ويشبهونها بالممثلة المصرية ياسمين عبد العزيز    محمد وداعة يكتب: الروس .. فى السودان    مؤسس باينانس.. الملياردير «سي زي» يدخل التاريخ من بوابة السجن الأمريكي    «الذكاء الاصطناعي» بصياغة أمريكية إماراتية!    الموارد المعدنية وحكومة سنار تبحثان استخراج المعادن بالولاية    السودان..اعتقال"آدم إسحق"    فينيسيوس يقود ريال مدريد لتعادل ثمين أمام البايرن    تعويضاً لرجل سبّته امرأة.. 2000 درهم    الحراك الطلابي الأمريكي    أنشيلوتي: لا للانتقام.. وهذا رأيي في توخيل    بعد فضيحة وفيات لقاح أسترازينيكا الصادمة..الصحة المصرية تدخل على الخط بتصريحات رسمية    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بحوث: الدراسات الإستشراقية حول القرآن (نموذج موير، واط، وبيل)

تتناول هذه الدارسة ثلاثة من المستشرقين ، هم بالترتيب التاريخي وليم موير، ويتشارد بيل ثم مونتجمري واط.
يصعب وصف هذه المجموعة بأنها مدرسة لأن موير وواط كانا مؤرخين وانصب اهتمامهما على دراسة التاريخ الإسلامي ، وفي هذا المجال كان اكثر إنتاجهما الفكري، أما بيل فقد كان إسهامه الأكبر هو ترجمة لمعاني القرآن الكريم وما صاحبها من دارسات وآراء.
الصورة: المستشرق وليام واط
ومع ذلك فقد كان لوليام موير آراء عن القرآن، عّبر عنها في مقدمة كتابه عن النبيe وافرد فصلاً كاملاً عن القرآن، تناول فيه جمع القرآن وترتيبه وأسلوبه. وتبع البروفسير واط موير في الاهتمام بالتاريخ والسيرة، ولكنه كذلك قام بإحياء كتاب أستاذه بيل حيث أعاد صياغته ونظم أفكاره بطريقة يسرت قراءته، ونفت عنه بعض الأساليب الجارحة التي اشتمل عليها الكتاب، وربما كانت سبباً في تعويق انتشاره. لم يكتف واط بإعادة صياغة الكتاب، ولكنه عبر في مواضيع متعددة عن اختلافه مع أستاذه بيل وإن كان قد انتصر له في سائر نظرياته.
لقد كان للآراء التي عبر عنها ثلاثتهم نظائر فيما قال به مستشرقون آخرون، من أمثال نولدك وبالشير وغيرهم، كما أن اختلافهم فيما بينهم في آراء تفصيلية، أو في أسلوب التناول ليس بمعزل عن التيار العام في فكر الاستشراق وهذا يجعل من الصعب اعتبار هذه المجموعة مدرسة فكرية مستقلة.
غاية ما يمكن الذهاب إليه في وصف جوانب التشابه في الآراء وتأثير بعضهم على بعض، هو أن آراء موير حول القرآن أثرت على بيل، وربما أوحت اليه وشجعته لدراسة بعض ظواهر الأسلوب القرآني، ومن المؤكد كذلك أن واط قد اهتم بآراء بيل وتأثر بها وروج لكثير منها.
موثوقية النص القرآني:
إن كتاب (وليام موير) عن حياة محمدe من الكتب المتقنة في دراسة السيرة النبوية، وقد صدره بفصل عن القرآن الكريم من حيث أن القرآن هو المصدر الأول لدراسة هذه السيرة. تليه الأحاديث النبوية، ثم ذكر الشعر والمراجع المعاصرة في مصادر ثانوية. وحيث أن مقصده من دراسة القرآن كان محدودا بأهمية الكتاب في تحقيق أخبار السيرة، فقد كان في تناوله معنيا بموثوقية النص أولا، ثم بما يرتبط بهذه الموثوقية من مظاهر أسلوبية أو غيرها.
يذهب موير إلى أن النص الذي بين أيدينا، أي المصحف العثماني كما نعرفه اليوم هو الذي كان موجودا مقروءا على عهد النبيe وانه يشهد بمثل ما شهد به فون هامر Von Hammer: " إنه يتمسك بأن القرآن الذي لدينا هو كلام بنفس القوة التي يتمسك بها المسلمون انه كلام الله"(1) ويسوق موير بين يدي هذه النتيجة حججا عديدة منها:
أولا: إن الوحي كان حجر الزاوية في كل شئون الإسلام، وان تلاوته في الصلاة وغيرها وترديد معانيه في شؤون الحياة كان واجباً على المسلم، وكان من معايير التقدير والتكريم أن يتفوق المرء في هذه المجال، حتى إن وضع الشهداء في القبور في أُحد كان بترتيب يراعى فيه حفظهم للقرآن، وقد كان الحفظ في الجزيرة العربية قبل الإسلام خاصية معروفة لحفظ الشعر والأخبار والأنساب، مما نَّمى ملكة الحفظ وشحذها أيما شحذ، ثم جاء للقرآن فتلقته هذه الملكات بالاهتمام والتحفز الذي هو مقارن لليقظة الروحية.
ولذلك فإن كثيرا من أصحاب النبيe حفظوا القرآن كله، وكانوا قادرين على تلاوته حفظاً عن ظهر قلب في حياة النبيe وبدرجة عالية من الدقة(2) ولكن موير يتحفظ هنا فيذكر أن ذلك لا يعني أنهم كانوا يحفظونه على الترتيب الذي عرف به اليوم، أو أن السور بشكلها وترتيبها الحالي كانت معروفه هكذا في زمان النبيe(3)
ثانياً: إن الكتابة كانت شائعة في مكة قبل إعلان نبوة النبيe وان بعض أصحاب النبي قد أمروا في المدينة بكتابة الوحي، ويستدل هنا بحادثة أسرى بدر وأمرهم بتعليم الكتابة، وان أهل المدينة وان لم تكن الكتابة بينهم شائعة شيوعها في مكة، كان بعضهم يكتب وما دامت صنعة الكتابة معروفة هكذا فمن المعقول أن يستنج أن نص القرآن كما حفظ في الصدور فقد حفظ بنفس العناية كتابةً في الصحف. وان صحائف عديدة تشتمل على أجزاء من القرآن قد كانت موجودة في زمن النبيe وأنها في مجملها مشتملة على كل النص القرآني.
ثالثاً: إن من المعلوم أن النبيe كان يرسل دعاة من اتباعه من القبائل التي تعتنق الإسلام، وكان بعض هؤلاء الدعاة يحملون توجيهات مكتوبة، وأجزاء من القرآن مكتوبة كذلك، خاصة التي تكثر قراءتها واستعمالها في الحياة العامة، وقد ذكر في قصة إسلام عمر انه وجد في بيت أخته نسخة مكتوبة من سورة طه، ويستدل موير بهذا كله على أن كتابة الصحف كانت معروفة في وقت مبكر قبل الهجرة، أي في ظروف الاضطهاد وقلة الأصحاب، فمن المؤكد إذن أن الكتابة واستنساخ القرآن قد تضاعف وانتشر بين أصحاب النبيe عندما انتقلوا إلى المدينة، واصبح الأمر بأيديهم وعندهم السلطة، أصبحت آيات القرآن، شريعة حاكمة(4).
ويتساءل موير عن المصحف الذي جمعه زيد هل يطابق مصحف عثمان؟ ويسوق عدة أسباب للاعتقاد بأن مصحف عثمان هو مصحف زيد، واهم الأسباب في نظره لتأييد هذا الاعتقاد، انه لم يقل أحد في ذلك الوقت بان عثمان رضي الله عنه قد مس المصحف بأي تغيير، فلا توجد آية أخبار من ذلك العصر تشير إلى نوع اتهام كهذا، ولو أن ما يقوله بعض المتأخرين من الشيعة، من اتهام عثمان بترك بعض آيات كان فيها تفضيل علي صحيحاً، ابرز خلاف واضح من الأمويين والعلويين في ذلك الوقت، أي عند ظهور مصحف عثمان. كما أن أصحاب علي عند وفاة عثمان ما كانوا ليبلوا بالكتاب لو كانوا يعتقدون انه حرف من اجل إسقاط دعوى أمامهم، بل كيف يعقل لو كان الأمر كذلك انهم استمروا يستعملون نفس المصحف، ويقرءون ذات القرآن. وقد كان كثير من الذين حفظوا القرآن عن ظهر قلب كما سمعوه، شهودا على جمع عثمان، وما كان أولئك ليسكتوا على أي زيادة أو نقصان.
وهكذا يخلص السير وليام موير إلى أن مصحف عثمان ما هو إلا نسخة مستخلصة من صحف زيد، سوى أنها اكثر مطابقة للهجة قريش، وان بعض قراءات المنطقة قد حذفت منها(5).
ولكن إلى حد كان مصحف زيد مطابقا لما كان بين يدي النبيe؟ يقول موير إن إخلاص أبي بكر رضي الله عنه وبساطته، شاهدان على صدق أيمانه بنبوة محمد صاحبهe وانه كان عميق الثقة في أن هذا القرآن، هو كلام الله، وإن هذا ينطبق على الجيل من المؤمنين الأوائل الذين عاصروه، ولذلك لا يستغرب أن يكون هم أبي بكر الأول، وكذلك عمر الخليفة الثاني، أن يحفظا نسخة صادقة وكاملة من القرآن، الذي اعتقدا انه كلام الله.
ولا شك أن الكتاب الذين كتبوا الوحي، وكذلك الأصحاب الذين حفظوا بضع آيات على جريد النخل أو الأحجار، حملوها إلى زيد بنفس دافع الثقة والإخلاص لحفظ الكتاب الذي آمنوا به من الله(6).
ويمضي موير مبينا أسباب اعتقاده بصحة مصحف زيد فيقول: " لقد جُمع المصحف في غضون العامين أو الثلاثة الأوائل بعد وفاة النبيe وكان بعض الأصحاب قد حفظوا جميع التراتيل- ربما باستثناء بعض المنسوجات- وإن كل مسلم اعتز بحفظ قدر ما في ذاكرته من القرآن، وانه قد كان ثمة حفاظ يتلون القرآن، في الصلاة، ومن اجل التعليم، في جميع الأنحاء التي امتد إليها الإسلام. لقد كان هؤلاء جميعا بمثابة الجسر الحي الواصل، بين الوحي غضاً من بين شفتي النبي وبين المصحف الذي جمعه زيد، وهكذا كانت لدى ذلك الجيل أسباب التأكد من أن الوحي قد حُفظ، وأنه لم يتعرض لأي تغيير أو تبديل."
ثم إن الصحف التي بأيدي الأصحاب، وتداولها ذلك الجيل- ربما كل من كان يقرأ منهم- له صحيفة تحتوي على جزء أو آيات من القرآن، وهؤلاء جميعا تلقُّوا بالقبول النسخة التي جمعها زيد، ولم نسمع عن آيات أو جمل أو كلمات حذفت، أو اختلفت مع النسخة التي اعتُمدت، وعنى ذلك أن هذه النسخة اشتملت على كل ما كان متداولاً من النسخ ووافقته، وبذلك تجاوزته واستعلت عليه(7).
وأخيراً يذكر موير حجة أخيرة ودليلاً على صحة النص، وهي بساطة وتركيب السور، التي يرى أنها دليل قوى على أن الذين جمعوا القرآن، لم يتصرفوا بإزالة أي تناقضات أو إضافات حروف لضمان الاتصال في الكلام، ولم يحذفوا التكرار، بل وضعوا هذه المجموعات التي عثروا عليها كما وجدوها دون تصرف حتى في الآيات التي تلفت نظر النبي إلى بعض أخطائه، وفي الآيات التي ناقضتها أو نسختها آيات أخرى، كل ذلك في نظره شاهد على صدق وأمانة زيد والذين جمعوا القرآن معه(8).
هذه جملة ملاحظات السير وليام موير، وهي تدل على إقتناع كامل بصحة القرآن وصحة توثيق النص من عهد النبيe، ولكن موير في نفس الوقت توقف عن آية النسخ المذكورة في سورة البقرة (ما ننسخ من ءاية أو ننسها نأت بخير أو مثلها ألم تعلم أن الله على كل شي قدير) (البقرة/106).
ويستنتج من هذه الآية: أن آيات من القرآن ربما تكون قد قُرئت ثم تُركت، أو نُسخت فلم يشملها المصحف. وإنه لنفس السبب يرى أن آيات أخرى ربما أراد النبي أن تنسخ وتنسى جمعها أصحابه وأثبتوها في المصحف(9).
ويتوقف موير عند ظاهرة السياق، ويُبدي شكاً كبيراً في أن يكون ترتيب القرآن على هيئته كان معروفاً في زمن النبيe. ويذهب إلى أن الذي كان معروفاً هو مقطوعات من الآيات لا السور، وان هذه المقطوعات ربما كانت طويلة بعض الأحيان، ثم أنها جُمعت ووضُعت بعضها مع بعض في غير نظام، ومن هنا لا يمكن الاعتماد على تقارب الآيات أو الاستدلال على تاريخ نزولها، ولا على وحدة موضوعها(10).
وفي موضع آخر يقول: "لا يوجد سبب للشك، في أن عدداً من السور على الأقل، كما هو تركه النبي من حيث مادة السور ومن حيث ترتيبها. وأما بقية السور التي تشابه فيسفساء ململمة من مقطوعات صحيحة، وعادة طويلة طولاً مقدراً، ومرتبة كما كانت تقرا في المجتمعات، وعلى الوجه الذي حفظت به في الصدور، أو على الأوراق، كما سمعت من فم النبيe. وفي هذه العبارة تراجع نسبي عن الموقف السابق، حول وجود السورة القرآنية في زمن النبيe."
يظهر من مراجعة أفكار السير موير حول القرآن،انه كان واثقاً من صحة النص القرآني، من حيث لا زيادة فيه ولا نقصان، وأنه لم تتدخل يد في تعديله أو المساس به، في أثناء جمعه على عهد الخليفة أبي بكر، ثم على عهد الخليفة عثمان، ولكنه توقف كثيراً عند مسالة ترتيب الآيات داخل السورة وترتيب السور في المصحف، وأبدى شكاً كبيراً في أن يكون هذا الترتيب الذي عليه المصحف كان معروفا في زمن النبيe.
وقد استنتج من دراساته للقرآن، أن الوحدة الأساسية للقرآن هي المجموعة Passage وان السور تكونت منها، وان الصحابة كانوا يتلون مجموعات الآيات التي سجلوها كتابة، أو حفظوها عن ظهر قلب. ثم من هذه المجموعات تكونت السور، وقد أشكل عليه أن السور لم ترتب ترتيبا تاريخيا، أي بحسب تاريخ النزول، ولا ترتيبا موضوعيا بحسب موضوعات الآيات. وأشكل أيضا، أن آيات نزلن في المدينة، تتلوها في السورة آيات سابقة لها في النزول في مكة، وان الآية تشتمل على أمر، ربما تتلوها مباشرة آية تلغي ذلك الأمر أو تقيده أو تخفف منه.
لم يكن السير وليام موير في أفكاره حول القرآن معنيا بالأسلوب ولم يحاول تفسير ظاهرة النظم، أو انعدام الترتيب كما اسماها، ولكنه اكتفى بان برَّأ اللجنة التي جمعت القرآن من أي محاولة من التنسيق أو الترتيب، إلاَّ فيما كان سبق ترتيبه وجمعه على العهد النبيe وهو في نظره غير قليل. حيث اعتبر أن كثيراً من السور، كانت معروفة بتركيبها وترتيبها الذي أُثبت في المصحف قبل وفاة النبيe.
لماذا إذن أشكل نظم القرآن على موير؟.
إنَّ نزو القرآن منجماً في مجموعات من الآيات مسلّم بها وهو الأساس الذي فهم المسلمون به القرآن، ولكن ذلك لم يتعارض عند علماء المسلمين مع كون السورة مشتملة على هذه المجموعات، وأن موضوعات عدة غير متنافرة، بل مرتبطة ومتكاملة تعالجها السورة الواحدة، وتتداخل فيها عوامل تاريخ النزول مع عوامل التنظيم الموضوعي.
ولكن موير نظر إلى النظم القرآني بمعايير التأليف الحديث، وحاكم النص بهذه المعايير المستحدثة، ولذلك وقه في حيرة كبيرة. ويبدو أن افتراضات موير وملاحظاته النقدية على نظم القرآن، أثرت كثيراً على ريتشارد بيل، لان أصداء من تلك الأفكار تعود إلى البروز في دراسات بيل واجتهاداته الجرئية في إعادة تنظيم السور.
والفرق بين موير وبيل، هو أن موير أبدى ملاحظاته ولم يقدم أمثلة عليها، كما انه لم يتوسع في إثباتها، لانه كان معنياً أصلا بمدى موثوقية النص، وليس بأساليبه أو ترجمته، كما كان الحال مع بيل.
الدكتور ريشارد بيل:
جاء ريتشارد بيل. وحاول ترجمة معاني القرآن. وواجهته المشكلة التي واجهت موير في ورد الآيات المكية مع أخرى مدينة، وفي الانتقال من موضوع إلى موضوع، وحاول أن يستخلص نظرية يفسر بها الظواهر التي اشكلت عليه. وكانت حيرته اكبر من أستاذه وأخطاؤه افدح. وذلك بسبب تماديه في معالجة فرضية خاطئة، وهي أن النص القرآني مضطرب النظم.
تتلخص آراء بيل في النقاط المذكورة بعد:
1. بنى معظم ملاحظاته على فكرة أن القرآن نزل أولا في مقطوعات صغيرة، وأن هذه المقطوعات كونت السور فيما بعد. وهذا الموقف متشابه لموقف موير، سوى أن بيل كان يميل إلى المقطوعات صغيرة.
2. ذهب إلى النص في معظمه خطه النبيe بيده، مستبعدً النص القرآني حول أمية محمدe. والأحاديث الكثيرة حول كتاب الوحي.
3. ألحت عليه فكرة التطور في أوحى، وعلاقة هذا التطور بالسيرة. وخلص إلى أن القرآن تكون من ثلاثة أجزاء في ثلاث مراحل:
- المرحلة الأولى: مرحلة الآيات، وهي الآيات التي كانت تتحدث عن آيات الكون وأدلة نعم الله وقدرته، ومن هذه الآيات الإشارات المتعددة إلى الشمس والكواكب، والليل والنهار، ونزول المطر وخلق الإنسان، وتسخير الأنعام، وإنبات النبات، ويحاول بيل أن يميز هذه المرحلة عن المرحلة التالية، فهو يعتقد أن هذه الآيات كانت من المرحلة المكية الأولى.
- المرحلة الثانية: وهي مرحلة القرآن، وفي هذه المرحلة يرد في مواضع كثيرة ذكر القرآن، وذلك في نظر بيل مجموعة من آيات يضم بعضها إلى بعض وليست- كما يتبادر للمسلمين- بمعنى الكتاب. وفي حين يجمع المسلمون على أن أسماء الصفات الواردة في القرآن، هي مترادفات. فهو القرآن وهو الذكر وهو الفرقان وهو المثاني وهو الكتاب، يرى بيل أن هذه الصفات تشير إلى مراحل مختلفة من تطور الوحي. فالمرحلة الثانية، وهي مرحلة القرآن، تمثل في نظره مجموعة فصول، أريد لها أن تُقرأ وان تكون بمثابة القداس في الكنائس لأغراض العبادة، وان استعمال كلمة القرآن، بحسب نظرية بيل، يكثُر في المرحلة الأخيرة من مكة، وأول مرحلة المدينة. ثم يقل وينقطع في المرحلة الأخيرة بعد بدر، وهي مرحلة الكتاب.
- المرحلة الأخيرة: هي مرحلة الكتاب. ويشار فيها إلى الكتاب، ويراد به مجمل الترتيل، والآيات التي يرد فيها اسم الكتاب في نظر بيل، آيات من مرحلة المدينة بعد بدر، وفيها استقر حسب زعمه لدى النبي انه رسول وانه صاحب كتاب.
من أهم معالم هذه الأطوار التي رسمها الدكتور بيل. أن المرحلة الأولى من الترتيل، خلت من ذكر العذاب والتخويف، وإن ذُكرت فيها الآخرة، وقد احتج لذلك، بان النبي لابَّد أن يكون قد بدأ برسالة ذات محتوى إيجابي، وإلا يكون ذكرْ قد وقع إلا بعد ظهور معارضة له. ويترتب على ذلك، أن الآيات التي يشار فيها إلى نوع من المعارضة، لابد أن تكون متأخرة عن الآيات التي ل يرد فيها ذكر ذلك(12).
ثم يتطور وصف النار والعذاب، ويرد ذكر الملائكة والروح، ويرد ذكر الرحمن وتتوالى مفهومات جديدة، كالتوبة والمغفرة والكفارة، وينسبها لمرحلة المدينة.
وعلى هذا النهج، ينسب الآيات التي يرد فيها ذكر لليهود، ولقصة إبراهيم عليه السلام لمرحلة المدينة الأولى، حيث ازداد إحساس المسلمين بهذا الدين، بعد اتصالهم باليهود في المدينة(13).
ومثل هذا يصح عن بعض الكلمات التي تساعد في تحديد زمن النزول، مثل الفساد والفتنة والآيات التي تحض على القتال، كلها مدنية...
وقد حاول بيل أن يبرهن على أن كلمة المثاني المختلف فيها، هي إشارة إلى الأجزاء التي وردت في قصص الأنبياء السابقين وما حل لأممهم من العذاب.
4. حال بيل جاهداً أن يطبق في دراسته للقرآن، نظريات نقد النصوص الحديثة وقد التمس في المصحف أمثلة للحذف والتصحيح والاستبدال، وقطْع أجزاء من آيات ووضعها في غير موضوعها، وكتابة أجزاء بظاهر الصفحة التي كتبت عليها آيات أخرى، ثم وصلها معاً في القراءة، وغير ذلك من هذه الوسائل المستحدثة في تحرير النصوص وتوثيقها(14).
ولا يخفي أن ثمة رابطاً بين جميع هذه الملاحظات، وأنّ النظرية في عمومها تتجه إلى الربط بين المراحل التاريخية المختلفة التي مر بها النبي في السيرة وبين الوحي التي كان يتترل عليه في هذه الأثناء.
وهذه المحاولة لا بأس بها من حيث المبدأ، والعلماء المسلمون أيضا قسموا القرآن إلى مكي ومدني ولاحظوا خصائص السور المكية والمدنية، وبين العلماء المتقدمين نقاش حول كثير من الآيات هل هي مكية أو مدنية؟ متقدمة أو متأخرة في النزول.. وهنالك شبه إجماع على أن أسلوب القرآن في مكة يتميز عموماً بقصر الآيات، والإيقاع السريع، والقسم وأنواع التنبيات، ولكن بيل في دارسته يذهب إلى ابعد من ذلك بكثير، فهو يجعل الأفكار والمفاهيم التي ترد في القرآن، نتيجة للأحداث والتطورات، وقد واجه صعوبات في إخضاع النص بهيئته المعروفة اليوم لنظرياته، وحاول أن يطوّع النص للنظرية، ولذلك اضطر للقول بالإضافة والتعديل وحاول أن يثبت أن جمع القرآن صحبته تدخلات وأخطاء شتى، وذهب هو يحاول إعادة النص إلى سلامته الأولى، وكانت النتيجة أنّ ترجمته للنص استحالت إلى جسم ميت ومقطع.
ولقد بيل آراء كثير من المستشرفين في اعتبار مجموعة الآيات هي الأساس، وان السور القرآنية تكونت من هذه المجموعات ولكنه اشتط في هذه النظرة، لأستاذه موير، وكذلك نولدكه، وإن ذهبوا إلى نفس الرأي، إلا انهم لم ينكروا أن ثمة سورا كثيرة هي أيضا ذات موضوع واحد، أو موضوعات مترابطة. أما الدكتور بيل فقد خالفهم، وحاول أن يجد حتى في السور القصيرة أثرا لمحاولات التوصيل والتلفيق التي توهم أنها وقعت، عندما ربُطت مجموعات الآيات مع بعضها في سورة واحدة. وبعد مراجعة كثير من الأمثلة يتبين لنا. أن عمدته في هذه الفكرة، هي تغيير الفاصلة (الحرف الأخير) في داخل السورة مرة بعد مرة، وكذلك ورود الآيات ذات الموضوع المعين على يأت أخرى، أو في حشايا سورة ذات موضوع مباين لها. وكذلك اعتبر الآيات مقحمة كلما وجد أن المعنى أو الفكرة، ترد في سياق سورة يفترض أن تكون متقدمة أو متأخرة عنها في زمن النزول.
مناقشة أفكار بيل حول القرآن:
1. الخلاف الأساسي بين المنهج الاستشراقي والمنهج الإسلامي في منهج علماء المسلمين يفترض صحة نسبة القرآن إلى الله عز وجل، وانه بذلك لا يتعارض ولا يتناقض، كما انه لا يلزمه ما يلزم تأليف البشر من ارتباط مقالهم بزمانهم، وعلمهم بحدود مكانهم، وأنهم مهما تجردوا من الهوى والملابسات المحيطة بهم، فكلامهم لا يتبرأ تمام البراءة من اثر البيئة الزمانية والمكانية.
2. ومنهج الاستشراق فيه افتراض أن القرآن من كلام محمدe وانه بذلك يعالج كما تعالج النصوص الأخرى المنسوبة للبشر من احتمال الخطأ والصواب، ومن ضرورة افتراض التطور الطبيعي المألوف في كل النصوص، لارتباط تلك النصوص بالبيئة الزمانية والمكانية.
وهذا الاختلاف في الافتراضيين، يلقى بظلاله على كل الأفكار الواردة في الأفكار السابقة، ويباعد الشقة بين الدارسين في الجانبين.
ومع ذلك، وبالرغم من هذا الخلاف المنهجي الأساسي، توجد مساحة للنقاش والتدوال، حول الأفكار المذكورة آنفا من نظم القرآن وتطوره، وفي هذه المساحة نستطيع أن نورد الملاحظات التالية:
فكرة تكوين القرآن من نجوم الآيات:
اعتبر بيل أن الوحدة الأساس في القرآن هو المقطوعة أو النجم، أي مجموعة الآيات واعتبر هذه المقطوعات أو النجوم قصيرة، وان السور المعروفة لدينا تكونت من هذه المقطوعات في وقت لاحق، وانصب جهده في محاولة تحديد هذه المقطوعات في وقت لاحق، وانصب جهده في محاولة تحديد هذه المقطوعات داخل السورة، وفي ابتكار نظرية حول الطريقة التي عولجت بها عملية الوصل.
إن فكرة النجم في أساسها ليست محل خلاف، ولكن السور القصيرة وبعض السور الطوال، مثل سورة يوسف ومثل سورة الأنفال والنمل وغير ذلك، هي أشبه ما تكون بهذه المقطوعات، لأنها نزلت كما هو ظاهر من نفسها وأسلوبها، وفي نفس واحد وفي موضوع واحد أو موضوعات مترابطة، ولا يمكن أن تفصل إلى أجزاء إلا بتعسُّفٍ واضح.
تأمل مثلاً محاولة الدكتور بيل لتقسيم سورة عبس (سورة 80) فهو يقسمها إلى ثلاثة أقسام، معتمداً على تغيير الفاصلة، ويقول بان الآيات التي تبدأ: فلينظر الإنسان إلى طعامه.. إلى قوله تعالى متاعاً لكم ولأنعامكم. هي آيات مقحمة في هذا السياق، وأنها تحمل سمة انه كانت مستقلة ثم أضيفت لهذا الموقع ولست منه(15).
والصحيح أن هذه الآيات مرتبطة تمام الارتباط بما قبلها، إنْ تغَّيرت الفاصلة فالجرس والنغم هو ثم إنَّ مبحث الشكر المذكور في الآيات السابقة ( قتل الإنسان ما أكفره) قد وجد بيانه وتوضيحه في هذه الآيات، لأنها جلها تذكَّر بالنعم التي يجب إلا تكفر.
ومثال آخر في سورة المؤمنون (السورة23) بدا أن آياتها 12-16 وهي الآيات المتعلقة بالخلق والتي أولها: ( وقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين) ذهب إلى أن هذه المجموعة من الآيات تحتوي على حرف فاصلة مدسوس، أي انطوى بسبب الإضافات التي طرأت، ويقوم الدكتور بيل بإعادة الآيات على هذا الوجه(16).
ولقد خلقنا الإنسان من سلالة/ من طين ثم جعلناه نطفة/ في قرار مكين
ثم خلقنا النطفة علقة
فخلقنا العلق مضغة
فخلقنا المضغة عظاماً
فكسونا العظام لحماً
ثم أنشأناه خلقاً آخر
فتبارك الله احسن الخالقين
ثم أنكم بعد ذلك لميتون
ثم أنكم يوم القيامة تبعثون
وبهذا الشكل الذي ابرز به حجته في وجود حرف فاصلة في داخل الآية، وهو تشابه النهايات. علقة، مضغة، عظاماً، لحماً.. استنتج أن الآيات كانت مجموعة تحمل فاصلة الهاء والفتحة، وأنها عندما وُضعت في السورة في هذا الوضع، أضيفت إليها عبارات مثل، "من طين"، و "في قرار مكين"، وأخيراً "فتبارك الله احسن الخالقين"، لتناسب فاصلة السورة التي تنتهي بالياء والنون. ومثل هذا عند الدكتور بيل كثير جداً.
والذي يبدو لي أن هذه الآيات شديدة الاتصال بالسورة، لان مبحث خلق الإنسان متصل في القرآن، دائماً بمبحث الغرور والاستكبار، وهو مبحث ظاهر في هذه السورة.
والاهم من ذلك أن وجود الفاصلة الخفية التي اعتمد عليها الدكتور بيل ليس كما زعم، فالهاء في مضغة وعلقة لا تكون فاصلة مناسبة تنتهي بها الآية، ولا تجد مثلها في القرآن،، ولا تشابهها الآلف في عظاماً ولحماً التي ظنها من نوعها. وهذه المشكلة تواجه غير العربي، لان الفواصل شبيهة بقضية القوافي في الشعر. وهي لا تعتمد على قواعد واضحة بقدر ما تعتمد على الذوق والملكة.
أما ملاحظته بان هذه الآية التي قسمها طويلة جداً بالنسبة لغيرها، فهي كذلك، ولكن وجود آية طويلة في نسق آيات قصار هو أمر معتاد في القرآن، والمعول في طول الآية وقصرها، على موضوعها وفكرتها، وكثيراً ما نج آية طويلة في آيات قصار، وعكس ذلك هو أيضا كثير مألوف. ومن أمثلة ذلك آية المدثر(وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة.....) وقد شكلت عليه هذه الآية أيضا، ولكن هذه الآية مرتبطة من ناحية الفكرة بما سبقها وما يليها، لأنها تتحدث عن عدة أصحاب النار المختلف في عدتهم، والنار المذكورة قبل هذه الآية هي سقر (سأصليه سقر وما أدراك ما سقر) وأُعيد ذكرها بعد هذه الآية وآيات: (ما سلككم في سقر)...
إن افتراض الدكتور بيل، أنّ الفاصلة لا تتغير في السورة، افتراض خاطئ، وافتراضه أن طول الآيات يبقى واحداً وإلا فليس بينهما صلة، هو أيضاً افتراض لا يثبت للنظر. وقد قام بكثير من الجهد، لحلَّ مشكلات إنما أنشأها هو بهذا الافتراض الخاطئ.
قوله بالتصحيف Glosses:
أما ذهاب الدكتور بيل لفكرة وجود تصحيف Glosses(17) أو ما يشبه ذلك، فهو خطأ فادح من الناحية العلمية، لان هذه الفكرة المأخوذة من دراسة النصوص اللاتينية والإغريقية القديمة هي فكرة في غاية الغرابة إذا طبقت على القرآن، لان النص القرآني اعتمد في حفظه على الحفظ في الصدور اكثر مما اعتمد في أول عهده على مرتكزا على مراجعة ما في الصدور وتوثيقه بما في المصحف, وقد علمنا أن الكتابة كانت على الحجارة وجريد النخل والجلد، ويصعب جدا تصور الملاحظات مكتوبة على الهامش(!) على سبيل الشرح ثم تضاف بعد ذلك إلى النص بفعل النساخ خطأ أو سهوا.
يبدو لي أن هذه الفكرة وأخريات أمثالها نشأت عند بيل من تصوره أحوالا شبيهة بما كانت عليه الوثائق القديمة، وهذه فكرة جامحة، لم يستفد فيها الدكتور بيل من آراء أستاذه موير الذي كان اقرب إلى تصور الواقع في الجزيرة العربية عند جمع النص القرآني.
من الأمثلة التي يسوقها الدكتور بيل لاحتمالات التصحيف، الآية 85 من سورة البقرة (وإذ أخذنا مثياقكم لا تسفكون دماءكم ولا تخرجون أنفسكم من دياركم ثم أقررتم وانتم تشهدون* ثم أنت هؤلاء تقتلون أنفسكم وتخرجون فريقا منكم من ديارهم تظاهرون عليهم بالآثم والعدوان وان يأتوكم اسارى تفادوهم وهم محرم عليكم إخراجهم فتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزى في الحياة الدنيا ويوم القيامة يريدون إلى اشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون) (سورة البقرة 84-85).
ظن الدكتور بيل أن جملة " وإن يأتوكم اسارى تفادوهم وهو محرم عليكم إخراجهم" هي مقحمة على هذا الموقع وأنها ربما كانت جزء من الميثاق المذكور، ثم اخرج انه لو أزيلت هذه الجملة يصبح السياق: "ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم وتخرجون فريقا منكم من ديارهم تظاهرون عليهم بالآثم والعدوان". (وهو محرم عليكم).
فحذف جملة: "وان يأتوك اسارى تفادوهم" ثم شكلت على كلمة "أخرجوهم" فظن أنها ربما أضيفت تفسيراً بعد إقحام الجملة المتعلقة بالأسرى. والصحيح أن جملة الأسرى ضرورية جداً للمعنى، وهي التي تظهر التناقض في موقف اليهود الذين كانوا يخالفون التوراة حين يقاتلون بعضهم بالحرب، ثم أن جاء بعض أسراهم يطلبون الفداء جمعوا لهم ليفدوهم حسب أمر التوراة، فذلك هو التناقض الذي أظهرته الآية، واستوجب الإنكار في قولهم" افتمؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض"؟.
قال الشوكاني: "فكانوا إذا كان بين الاوس والخزرج من العرب خرجت بني قينوقاع مع الخزرج والنضير وقريظة مع الاوس، وعاني كل واحد من الفريقين خلفائه على إخوانه... فإذا وضعت الحرب أوزارها ارتدوا أسراهم تصديقً لما في التوراة. أي: أتفادونهم تصديق لما في التوراة وتخرجونهم كفراً بذلك؟ (18).
ومثل هذا زعمه أن العبارة " وما أدريك"... ربما كانت إضافة تفسر بها بعض الكلمات أو العبارات الغامضة وان هذه العبارات التفسيرية ربما أضيفت في وقت متأخر، فلم تكون مطابقة للكلمة التي جاء في تفسيرها، ومثاله على ذلك آية القارعة:
(فأمه هاوية وما أدراك ما هي. نار حامية).
فهو يرى اسم النار لا يفسر كلمة هاوية. وهاهنا خطا في موضوعين، فليست عبارة ما أدريك في حقيقتها طلبا للتفسير، بل هي عبارة تهويل، والموضوع الآخر فان الأم المذكور في السورة ليست أمه التي ولدته، ولم يفهم ذلك أحد من أهل العربية. واقرب إلى الصواب أنها في المثل السائر، هوت أمه. إذ وقع في أمر ا شديد.
القول بأطوار القرآن:
أن استعمال كلمة القرآن متداخل تداخلاً واسعاً مع "كتاب" وترتيل، ووحي ولا يساعد هذا التداخل على قبول فكرة الدكتور بيل، أن يؤدي إلى الآيات التي كانت تترل على النبيe أولا لم تكن قرآنا، وان هذه الكلمة قد عرفت فيما بعد، ثم عرفت كلمة الكتاب أخيرا. ولا أجد سببا مقنعا في محاولته هذه، إلا أن يكون لإثبات فرضية مسبقة تتعلق برأي في تطور فكرة النبوة عند النبي، وحينئذٍ لا تكون الفرضية ناشئة عن تأمل الآيات ودراستها، أي ليست لأسباب داخلية، بل مقحمة على النص من خارجه، في محاولة لتطويعه، وإيجاد دليل منه على هذا التطور.
ثم أن تجاهل الدارسات القرآنية السابقة فيما يتعلق بتوقيت النزول، وأسبابه سوى من المستشرقين، أو من العلماء المسلمين، لهو إغفال لمادة الدراسة العلمية، ولا ينتج عنه إلا منهج عشوائي، يتخير من المادة القديمة إذا طابقت رأيه، ويرفضها في غير ذلك.
أن معظم السور والآيات التي هنالك إجماع على سبق نزولها تحوي معاني وإشارات إلى أمور مما يعتبره بيل تطورا متأخرا، يحتاج لإثبات ذلك أن يعارض الأخبار المأثورة جميعاً.
مسالة الفاصلة:
أن ظاهرة الفصل في القرآن مقابلة للقافية في الشعر والسجع، وقد عول عليها بيل في دارسته للقرآن تعويلاً كبيرا. ويبدو انه كان يعترض من القطع التي تربطها فاصلة واحدة هي قطع مستقلة بنيت منها قطع اكبر أو سور، وهذا الافتراض غير صحيح لان تغيير الفاصلة مألوف جدا في القرآن، وقد لا يكون مقبولا تغيير القافية في الشعر إلا في بعض أنواعه المتأخرة المنمطة، مثل الموشحات وما شابهها.
ويجب أن تلاحظ أن الفاصلة، هي الحرف الأخير في نهاية الآية أو في نهاية العبارة أن كان الكلام نثراً يختلف في أسلوبها ووظيفتها حسب الكلام ، فهي في الشعر تؤدي ثلاثة وظائف: تكون علامة لنهاية البيت المنظوم، وبهذا تساعد على ضبط الإيقاع. والثانية انه بتشابه الصوت مع اختلاف المعنى تحقيق متعة جمالية ظاهرة. والثالثة أنها تساعد على الحفظ، خاصة في الكلام الذي يؤدي حفظه. وقد كان اكثر كلام العرب يروي حفظا في بيئة تعتمد على الرواية السماعية.
وفي القرآن لا تستعمل القافية كما في الشعر، وإنما تستعمل الفاصلة على وجه لا يشبه الشعر ولا حتى السجع، إلا في سور قصار، وفي آيات محدودة.
أما اكثر استعمال الفاصلة فمن الضرب الذي يشعر بنهاية الآية، ويساعد بذلك على تقطيع الكلام، وتقسيمه تقسيما بعين على حفظه، وعلى فهمه. ولكن تشابه الحروف لا يبدو انه يتبع على وجه دقيق، كما في السجع أو في قوافي الشعر.
مسالة الوحدة الموضوعية:
هذه قضية شكلت على معظم المستشرقين الذين درسوا القرآن والأدب العربي، وقد كانت من أهم المشكلات التي واجهت الدكتور بيل في فهم القرآن.
إن ظاهرة النظم القرآني لابد أن تدرس في إطارها، وان تقارن بأنواع البيان المعروفة في الأدب العربي، لان القرآن مهما تميز أسلوبه فقد نزل بلغة العرب وأساليبها كما قال ابن حرير الطبري(19)، ولذلك فإن افتراض أن السورة من القرآن مطلوب فيها أن تكون موضوع واحد. أو مواضيع متشابهة، وأن نظم الآيات يجب أن يبني إما على الموضوع أو على تاريخ النزول، لهو افتراض غير صحيح لعدة أسباب:
أولا: العرب في أساليبهم الشعرية، وفي نثرهم الذي هو أيضا قريب من الشعر، يستحسنون أنواعا من الاستطراد والانتقال في الأسلوب، يجعل السامع مشدودا لما يسمع قادرا على تذكره، ويستعينون بضروب من الإيقاع الداخلي في القصيدة تربط أطرافها، كما بين أستاذنا البروفسير عبد الله الطيب في المرشد(23).
ثانياً: يختلف هذا المنهج كثيرا عن أسلوب التأليف اليوناني والإغريقي الذي اثر على تكوين الجملة في اللغات الأوربية الحديثة، ومن ثم على أساليب التأليف عامة.
ثالثاً: النظم لقديم يحمل سمات عديدة مرتبطة بسماعية البيئة، وبالرغبة المستكنة في أن الكلام سهلا على الذكراة، ومن فإن ظواهر التكرار والترجيع والفاصلة وتنظيم الإيقاع، هي خصائص أصيلة لكل نظم من هذا النوع.
رابعاً: إن الآية الواحدة من القرآن تحمل صفات السورة الكاملة، ففي كثير من الآيات المتوسطة والطويلة، تبرز خصائص النظم القرآني التي قد تطلف وتخفي فيها علائق ما بين المعاني، ولكنها ليست معدومة لمن يتأمل ويتذوق أساليبها.
خامساً: إن خطاب القرآن خطاب متميز، وهو إنشاد رباني، يترنم به تاليه، ويسلم جوارحه لأنغامه مثلما يتأمل معانيه، وليس مجرد خطاب ظاهر الفكر عند الإنسان ليس أقوى ولا اكبر ملكات الإدراك، وإن الخواطر وتداعي المعاني وطفرة الذهن وحدس الوجدان، كل ذلك يصوغ المعاني ويؤثر فيها، ولذلك فإن جميع أنواع الخطاب الوجداني تأبى أن تسكن في قوالب الجملة المنطقية ذات المقدمات والنتائج. وفي الشعر العربي أمثال:
خمر وتمر ورمان ومغفرة *** قتلتم الشيخ عثمان بن عفانا
سادساً: الظواهر الأسلوبية التي شكلت أعلى الدكتور بيل ومن قبله على السير موير، وعلى معظم المستشرقين. هي علم في اللغة العربية منفرد عن علم النحو، وهو علم البيان والمعاني, وفيه ما لا يحصى من الشواهد على مغزى الاستطراد والتقديم والتأخير، والجملة الاعتراضية والحذف والإيجار والالتفات. ويبدو انه من العسير جداً على غير العرب استيعاب هذه الأساليب البيانية، ولكن ليس من العدل إهمال الظاهرة، والاعتقاد بان تفسير الأساليب القرآنية تفسيراً لغويا هو نوع اعتذار للقرآن، وان ظواهر النظم المشار إليها ما هي إلا اضطرابات وقع فيها من حاول جمع القرآن من المصحف، وان علينا أن نعيد النظر من جديد، لعلنا نعثر على التركيب المنطقي لهذه الصحف التي ادرج بعضها في بعض، وخلط ظاهرها بباطنها دون وعي، إن مثل هذا الاعتقاد لا يمكن أن ينشأ عن منهج علمي ولا يحتمل أن يقود إلى نتائج علمية.
لقد أدت محاولات الدكتور بيل لتشريح السورة وإعادة تركيبها، أدت إلى تشويه حقيقي، يؤدي كما لاحظ البروفسير آربري إلى قتل النص الحي المتدفق وإحالته إلى جسد متقطع لا روح فيه. وكان هذا الأخير، من القلة النادرة من المستشرقين الذين تذوقوا الأسلوب العربي وخاصة القرآن.
لقد تمكن آربري من استساغة أسلوب القرآن، والاستمتاع بنظمه وموسيقاه واعتبره آية من الجمال، لا لشيء إلا لان آربري استطاع- دون اكثر المشتغلين بدراسة القرآن- أن يمتلك ناصية اللغة العربية، وقد كان مدخله لدراسة القرآن أصلا من باب دراسة الأدب العربي والشعر الفصيح.
لقد استطاع الدكتور آربري، أن يستبين الرباط الفني الذي يربط أجزاء السورة الواحدة، وعير عن ذلك في مواضع كثيرة، منها في قوله في مقدمة ترجمة لمعاني القرآن:
"إن السورة (من القرآن) في معظم الأحيان ذات شخصية مركبة، وهذا أمر معلوم لدى الباحثين المسلمين منذ القدم، وفي تركيب السورة تألفت فقرات تلقاها محمد في فترات زمنية متباعدة، وكوني أهملت في التجربة هذه الناحية، رغبة في إبراز السورة بشخصيتها المتكاملة حيث تكون أجزاؤها غير المتطابقة نمطا بديعا وغنيا"(21).
وعبر في موضع آخر عن جهده في أن تنقل ترجمته ولو بدرجة باهتة أسلوب القرآن الرفيع في اصله العربي ويقول: "وقد أفرغت جهدي في دراسة الإيقاعات المتداخلة، الوافرة بالأنواع التي تكون- فضلا عن جوهر الرسالة ومضمونها- حجة القرآن غير المردودة في كونه واحدا من اعظم الروائع الفنية"(22).
ويتجاوز الدكتور آربري في فهمه لأسلوب القرآن كل الصعوبات التي واجهها زملاؤه المترجمون والدارسون فيقول:
"إن الذي يقرأ كتاب المسلمين عليه أن يجتهد ليحصل على الفهم الشامل الذي تمثله فكرة أن القرآن يمثل الحقيقة الكلية التي تلقتها روح النبي. وعندئذ فقط فإن تقلبات الموضوع المفاجئة وتبدل النفس لا يشكل مشكلة كالتي واجهت كثيرا من النقاد الذين حاولوا أن يقيسوا بحر البلاغة النبوية المتدفق بمثل كأس العامة من النقد.
عندئذ تبدو السورة وحدة في ذاتها، والقرآن كله يتجلى كأنه رسالة واحدة منسجمة لأعلى حد.
ورغم انه قد استغرق استقبال الرسالة نصف عمر إنسان، فإن الرسالة في بعدها الأبدي رسالة واحدة في الأبد، وإن بدا تعبيرها الزمني متنوعا ومتعددا(21).
كلمات الدكتور آربري تظهر في فهم رسالة القرآن وأسلوبه لا مثيل له إلا عند المستشرقين الذين قبلوا الإسلام من أمثال مارمدوك يكثول. ولكنها مفارقة بعيدة عن فهم الدكتور بيل وعباراته حول القرآن، رغم أن الفارق الزماني لم يكن بعيدا جدا.
البروفسير وليام مونتجمري واط:
البروفسير مونتجمري واط كان رئيسا للدراسات الإسلامية والعربية في معهد موير بجامعة ادنبرة (اسكتلندا) حيث تشرفت بأشرافه على رسالتي للدكتوراه وقد ظل رئيسا لهذا القسم من 1964م وحتى 1979م. حين تقاعد عن العمل ولكنه ظل يؤلف حتى اليوم.
يعتبر واط من اشهر المستشرقين المعاصرين وأوفرهم إنتاجا، وقد تميز بدماثة في خلقه ومنهج علمي جامع بين طريقة المؤرخين وطريقة الفلاسفة، حيث كان لدراسته الفلسفة اثر في منهجه العام، وإن كانت دراساته الإسلامية قد تركزت في جوانب التاريخ والسيرة. وأشهر كتبه في الإسلام كتابه (محمد في مكة)، ثم (محمد في المدينة). وقد كتب سوى ذلك العديد من الكتب والمقالات حول الإسلام المعاصر، والمذاهب الإسلامية المختلفة، وكان له اثر لا ينكر في توجيه الرأي العام للقارئ للإنجليزية حول الإسلام والمسلمين.
لقد ذكرت في مقدمة الورقة أن البروفسير واط لم تكن له إسهامات مستقلة ككثيرة في مجالات الدراسات القرآنية ولكنه أعاد صياغة كتاب أستاذه بيل بطريقة تجعله ايسر على القارئ واسهل في التدوال كما انه كتب قاموساً The companion to the Qura'n وهو قاموس للألفاظ المتدوالة في القرآن،نن مفيد للقارئ الأوربي بالإنجليزية خاصة.
تأثر البروفسير واط بأستاذه بيل في كثير من آرائه حول القرآن، ولكنه عبر عن تميزه بملاحظات وآراء هي في ذاتها مهمة.
أولا: امتنع البروفسير عن متابعة أستاذه بيل، ومعاصريه من المستشرفين في نسبة إلى النبيe والقول بأنه من تأليف محمد. وقال في تفسير هذا أن اللياقة مع كثافة الاتصال بين المسلمين والمسيحيين تقتضي إلا تخرج مشاعر المسلمين بمثل هذه العبارات، ولكنه ذهب لأبعد من ذلك، فقال بأنه يعتقد أن المنهج العلمي يقتضي ذلك أيضا(24).
ثانيا: تساءل واط إن كان بالإمكان القول بأن القرآن حق؟
وخلاصة الإجابة على السؤال عنده أن: نعم ولكن ليس على الوجه الواضح أو البسيط، فهو يذهب أولا إلى تفسير طبيعة الحقيقة وأنها نسبية تعتمد على أو البسيط، فهو يذهب أولا إلى تفسير طبيعة الحقيقة وأنها نسبية تعتمد على نظام الأفكار، أو النظام الفكري عند الإنسان. ويرى أن المسلم ينشأ في بيئة إسلامية فليتقى الحقائق الدينية من مجتمعه، ويتمكن من خلالها من تذوق التجربة الروحية الدينية في إطار ما تعلمه من أفكار وحقائق، وكذلك الميسحي. ويذهب إلى أن المسلم لا يستطيع أن يتذوق التجربة الروحية في إطار مسيحي، ولا المسيحي يستطيع ذلك في إطار إسلامي. ويمضي إلى القول بان النظام القادر على تمكين أفراده من تلقي لهذه التجربة هو نظام صحيح، ولا يمكن التمييز مفاضلة بين نظامين صحيحين. فالبوذية والإسلام واليهودية والمسيحية كلها تحتوي على الحقيقة. وبهذا المنهج الفلسفي فإن القرآن حق، في نظر البروفسير واط(25).
الخلاصة:
يوشك الثلاثة تناولتهم هذه الدراسة أن يكونوا مدرسة، ولكن لكل واحد من الثلاثة اهتماماته العلمية الخاصة وأسلوبه الخاص. ولا يكاد ثلاثتهم يختلفون اختلافا كبيرا عن تيار الفكر العام الذي ساد في أوروبا عامة، وبين المستشرقين البريطانيين خاصة.
وأخيرا فقد كانت أفكار واط تطورا نوعيا ومنهجيا، ترك آثاره في لغة الاستشراق، وفي أساليبه. كما انه خطا خطوات جديدة في جعل الحوار بين الدراسيين المسلمين وغير المسلمين ممكنا وربما ممتعا، بعد أن كان شاقاً ومستحيلاً.
الإحالات المرجعية:
1. السير وليام موير، 1923The life of Mohammed Edinburgh, مقدمة الكتاب، صxxvii.
2. المصدر السابق صxvi.
3. المصدر السابق صxvii.
4. المصدر السابق صxx.
5. المصدر السابق صxxv.
6. المصدر السابق.
7. المصدر السابق.
8. المصدر السابق.
9. المصدر السابق، الصفحات xxvi-xxviii.
10.المصدر السابق.
11.المصدر السابق.
12.واط Bill's introduction to the Qur'an Edinburgh U.P.، ص188.
13.المصدر السابق، ص119.
14.ريتشارد بيل The Qur'an Translated واط ص 89-105 Bill's Introduction to the Qur'an.
15.المصدر السابق، ص74.
16.المصدر السابق، ص 90-91.
17.المصدر السابق، ص 90-91.
18.زبدة التفسير- مختصر تفسير الشوكاني، ص16.
19.ابن جرير الطبري، أنظر مقدمة تفسيره جامع البيان.
20.عبد الله الطيب- المرشد إلى فهم إشعار العرب وصناعتها ج4 (القسم الأول راجع الإيقاع الداخلي ص43.
21.أ-ج- آربري.
22.أ-ج آربري The Qur'an Interpreted, Oxford University Press المقدمة من صفحةx إلى صxii.
23.أ-ج- آربري.
24.وليام مونتجمري واط Bell's Introduction to the Qur'an راجع المقدمة.
25.المصدر السابق ص 181-184.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.